اختتمت في القاهرة الأسبوع الماضي فعاليات المؤتمر الدولي لاضطرابات الحركة، والذي استمر علي مدي ثلاثة أيام تحت رعاية الجمعية العالمية لاضطراب الحركة والشلل الرعاش،
بحضور أكثر من مائتي طبيب من تخصصات أمراض وجراحات المخ والأعصاب عند الكبار والأطفال والطب الطبيعي وجراحة العظام من مصر وعدة دول إفريقيا مثل غانا وإثيوبيا والكاميرون. تضمن برنامج عمل المؤتمر 33 محاضرة وورشة عمل، ويعد هذا المؤتمر كما يقول د. زياد يسري فايد أستاذ جراحة المخ والأعصاب المساعد بطب عين شمس ومقرر المؤتمر- هو الأول من نوعه الذي يعقد في مصر ودول القارة الافريقية، وضم المؤتمر نخبة من أكبر أطباء وجراحي علاج الاضطرابات الحركية وجراحات المخ والأعصاب الوظيفية في العالم، وفي مقدمتهم الطبيب الألماني يواكيم كراوس رئيس جامعة هانوفر ورئيس الجمعية العالمية لجراحات المخ والأعصاب الوظيفية، والدكتورة إلينا مورو أستاذ علاج إصابات المخ والأعصاب بجامعة جرينوبل بفرنسا، والدكتور يواكيم فيريرا رئيس القسم الدولي بالجمعية العالمية لاضطرابات الحركة والشلل الرعاش. وعن الجديد في جراحات المخ الوظيفية، أوضح الدكتور كراوس أن استخدام الجراحة لعلاج الأمراض النفسية المستعصية كالوسواس القهري والاكتئاب عن طريق زرع أجهزة لتنبيه مراكز بعينها في عمق المخ، يعد من أحدث أساليب علاج أمراض المخ الوظيفية، وتجري الأبحاث الآن لاستخدام التحفيز العميق بالمخ لعلاج مرض الزهايمر، مما يبشر بنقلة نوعية في علاج المرض. وحول الجديد في علاج مرض الشلل الرعاش، أوضحت الدكتورة إلينا مورو أن العلم يسعي لاكتشاف طرق جديدة لعلاج الشلل الرعاش باستخدام عقاقير جديدة قليلة الآثار الجانبية مقارنة بمضاعفات العقاقير التقليدية المستخدمة حاليا.
وأوضح د. زياد يسري أن العلاج الجراحي للمرض قد شهد طفرة كبيرة في الفترة الأخيرة، وذلك باستهداف أدوية جديدة بالمخ عن طريق أجهزة تحفيزعميق بالمخ، مما يؤدي لرفع نسب النجاح بصورة واضحة تطيل من أمد التحسن في حياة المريض. كما أكد أن التطورالهائل في تكنولوجيا المعلومات قد أسهم بشكل كبير في استحداث أجهزة جديدة تقلل من نسب المضاعفات الجراحية وتزيد من قدرة المريض علي ممارسة حياته بشكل طبيعي. كذلك أكد د. وليد عبد الغني أستاذ جراحة المخ والأعصاب المساعد بطب عين شمس أن مرض الشلل الدماغي الذي يصيب الأطفال بالأساس يعد مشكلة قومية كبيرة في مصر، وأن مصر تشهد الآن نهضة طبية في وسائل العلاج بفضل الجراحات الحديثة، وشدد علي ضرورة تعاون الأطباء من جميع التخصصات المتعاملة مع المرضي حتي يمكن الوصول لأفضل النتائج. وحول إلديستونيا، وهو مرض يؤدي لانقباضات شديدة ومستمرة بكل عضلات الجسم ويسبب صعوبة في الحركة، أوضحت د. عالية منصور مدرس أمراض المخ والأعصاب بطب عين شمس أن هناك نوعين لهذا المرض النوع الأول يصيب الأطفال بسبب العوامل الوراثية وزواج الأقارب، وهذا النوع يستجيب للجراحة ويجعل الطفل يعيش حياته بصورة طبيعية تماما. أما النوع الثاني، فهو ثانوي، ويحدث نتيجة لاصابات الرأس أو التهابات بالمخ أو نقص أكسجين المخ، وتكون استجابة المريض في هذه الحالات محدودة، ويلعب العلاج الطبيعي دورا مهما في تحسن الحالة.
رابط دائم: