رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الأهرام» ينفرد بالقصيدة التى لم تنشر فى حياة سيد حجاب
سيد الشعر يناجى ملك الموت فى قصيدته الأخيرة
تاتا .. خطى السبعين

دعاء خليفة

 1  الحق

«تاتا..خطى السبعين»..أخر قصائد الراحل شاعر الإنسانية سيد حجاب و التى اختصت بها زوجته مرفت الجسرى «الأهرام» .اعتبرها قصيدة عمره وكأنه كان يشعر أنها آخر كلماته فى عالم الأحياء نهديها اليوم إلي قرائه ومحبيه ولكل عشاق القيم الإنسانية في ذكراه الأربعين،

 

وكشفت مرفت لـ«الأهرام» أنه بدأ يكتبها وهو على أعتاب السبعين فى 2010 ووضع فيها تصوره لقيم الحق والخير والجمال وأتم «باب الحق» فى فبراير 2012

واضاف تعديلاته الأخيرة 2015، ثم احتفظ بها بعيدا عن العيون حتى يكمل بابى الخير و الجمال قبل أن ينشرها، لكن لم يمهله القدر.



فى هذه القصيدة يتخيل شاعرنا الراحل سيد حجاب نفسه يحاور ملك الموت فى أمل وقوة وثقة باعتباره خليفة الله فى الأرض بالنص القرآنى، وتضيف شريكة حياته: عندما كانت تشعر أنه يغيب عن عالمنا أثناء مرضه، كانت توقظه «اصحي يا سيد الشعر حتى تكمل باب الخير والجمال» والغريب أنه كان ينتبه و يبتسم .

مدخل

فيه حد بعباية سودا معدى فى خيالى !!

ده الموت ده؟! ولا سحابة بتبكى على حالى؟!

ما قادرش اشوف شىء..

..غشاوة.. غيوم ..

..هموم بالكوم !

وزقزقة قمرى..

.. وصريخ بوم ..وغربان شوم !!

ح اعمل كأنى لا شفت .. ولا على بالى

ياللى انت بعباية سودا .. معدى فى خيالى.

.بكائية.

كأنه عمّال يقرّب منى ليل ونهار ...!!

ويوم ورا التانى .. يقطف أطهر الأزهار.

قطف أسامة .. خطف «عم اسماعيل» واندار..

خَد اخويا عمار ! يا خوفى حلمنا ينهار .

كأنه عمال يقرب منى ليل ونهار!

*

كأنه عمال يقصقص ريش جناحاتنا !

عشان تُقع م العلالى .. احنا وطموحاتنا ..

وينطفى النور .. ويملا الكدب ساحاتنا ..

وينكفى الحلم مكسور خلف سور وجدار

كأنه عمال يقرب منى .. ليل ونهار !

.حوارية.

سِتّى قالت لى .. وكلامها ما كانش أى كلام .

ولَو انى مش فاكر ان كان ده فى رؤيا منام ؟!

ولا وانا بابكى على جدى اللى راح وارتاح ..

من ألف عِلّة وعلّة ..فيه .. وفى الأيام .

قالت لى ستى بصوت مليان نواح وسماح :

« الموت على الخلق حق

..وكل حى يموت

الموت على الخلق حق

..وله ميعاد مثبوت»

.................

• ياللى انت بعباية سودا .. معدى فى خيالى

سبحانه ربى تعالى ..

.. مالك الملكوت !!

ما انتاش سحابة ..

..انت موتى ..

وجاىّ ناويهالى .

زى اللى عمال ..

..تدوّر لى ..

..على مَلْكة !

كام مرة ..

فى مَمَرّ عمرى ..

.. نصبت خية لى

وفَلتّ منها ..

.. وفِضْلت سكتى سالكة .

قال : « يعنى .. قصر الكلام .. ان انت مش خايف؟!

حِسِّى على : أيوة مش خايف .. واديك شايف

ده انا عشت عمرى ما بين شوك ورد وشفايف.!

من صُغرى شايفك بترقص فى الخلا قبالى

بجمجمة مخوخة .. وهيكل عضام بالى

من يوم ما مشّونى تاتا ..تاتا.. ع العتبة ...

ليوم كشفت ف شبابى الأنبيا الكذبة ...

ليوم ما لمّيت نجوم بتلالى فى شالى ...

لليوم .. وانا اليوم باخطى عتبة السبعين..

واقف قصاد عينى تتحنجل شمال و يمين.

خطفت رفقات طفولة .. ماتوا ناقصين عُمْر..

وعصفت بالكوليرا .. حشيت عمتى وخالى ،

وحصدت صاحبة صبايا ام الرموش السُّمر ..

حسيت بنفسك فى سمعى والجميع نايمين ..

كَمَشِتْنى رعشة ووشك فوق حيطان البيت..

فى النشع ماشى .. فى أشباح تشبه العفاريت .

..وياما شفتك وانا شارد مع الحواديت.....!

وانا باسقى ست الجمال والحسن ماء محاياه ،

ويوم ما «عنتر» رجع سايق النياق الحُمْر..

شفتك بتهرى .. وتتدارى فى ضل خطاه .

ساعتها حسيت بسرسوب سارى فى عروقى ..

والدنيا بتلف من تحتى ومن فوقى ..

وفُقت على حِسّى وانا باصرخ فى وشك : لاه ..

لقيتنى باعلى لفوق ، وبافك من طوقى ..

وباعيش حسب شوقى ..

فى دنيا على ذوقى ..

لسه ح اقولها .. يا نفسى استمتعى ودوقى ..

ألاقيك ساهيتنى ولا بد لى ف دِروة الشهوة

فى كاس من الخمرة أو فنجان من القهوة

أو.. فى بدن عارى..أو زهوه بمال أو جاه

واحس انك ح تغدر بى على سهوة

يبان لى برهان من الله تنتهى اللهوة .

...............................................

وسمعت صوت ماله صوت .. كأنه حس السكوت

حسيت به مبهوت وجواه نار سعار مكبوت

كأنه بيقول لى :»لا تقول لى كنت ..وكان..

ولا شفتنى ازاى ..وامتى .. وفين .. فى أى مكان إزاى تشوفنى بس يا مسكين

وانا بمشيئة ربنا الرحمن

ما بابانش للفانيين ..

ولا قبل .. ولا بعدين..»

..وانا قلت له : «شايفك بعينى الآن» .

..................................................واحنا ف ميدان تحرير .. والناس كتير .. مليان

ملايين تقول فيضان ولّا تقول طوفان ...!

بيزغرتوا للموت..

وهمة بيواجهوه وصدرهم عريان ..

وصلاح جاهين مبسوط.. بيقول بعزم الصوت :

«الشعب قام يسأل على حقوقه

والثورة زى النبض فى عروقه «

أسبح انا فى حلاوة الملكوت ...!

حين يسرى فيض نور اللاهوت فى الناسوت !!

واسمع فؤاد حداد .. بصوت دهب ياقوت:

« قال الوطن كلمته .. ومشينا يدّ ف يدّ

شفنا السنابل بتعلا.. والطغاة تنهدّ»

..وبابص .. بالقاك باصص لى بعين عمر سليمان »

والراجل اللى وراه !

ومن سواد عين بنادق تدى فى المليان

وتطيح فى خلق الله

قام مينا دانيال مغنى بحس ما أحلاه:

«الأرض محراب صلاه

وانتم جعلتوها مغارة لصوص»

ويرتل «الشيخ عماد» : «يا أكّالين بالسحت..

عبادة الله .. مش بحفظ النصوص ..

ولا ف أداء الطاووس والبغبغان للطقوس «

وبدون ما ندرى انت جيت وقبضت روحهم ورحت لقيتنى نخِّيت ونُحت.

مع نفسى .. ووجدت نفسى فى نفسى باهوى واغوص .

ورأيتنى ويا « عفيفى مطر» .. «وعبد الصبور»..

ومعانا أخونا « أمل دنقل» .. وبنعدى سور..

وبنجرى .. نجرى .. ورا «رفاعة» .. و»طه حسين»..

«وبديع» ..و»ابو السِّيد».. «وبيرم»..»والحكيم».. «ونجيب»..

وكل مين كانوا بالناس والزمن حاسِّين..

إن الحياة حق ..مش يانصيب يصيب ويخيب

ومواقف النِّفَّرى ..ومواجد الطواسين ...

مالية قلوبنا بغناوى تقول صبيب لهاليب :

«أهل الهوى اتجمعوا سوا فى هوى السمرا..

وف إيدها ناى فيه تبوح الروح تفوح جمرة..

تضوى قلوب عاشقينها ..تقيدها نار حمرا..

واللى انتشى بعشقه عيشته حلم ومغامرة..

وانتى يا سمرا ف قلوبنا .. الناهية والآمرة.»

..........................................

ضحك ..وقال: « حنجراوى ..بق..غاوى كلام..

رغاوى رغى .. وده شىء .. ياابنى ..انت مش أدُّه.

آدى انتو قمتوا بثورة .. وعدى العام وتانى عام .

دلوقت على كل حد ..يراعى فين حدُّه.

من الساعة دى تخشوا من ضلال الضلام

وفى الضلام مَنْجَلى ده يِنْجِلى حَدُّه.

ويخلّى أحلامكو بايامكو اللى جاية ركام

...........................................

لقيتنى بارقص : يا ما انا باعشقك يا حياه !!

مع إنى لا اخترت فيكى بدايتى ولا دايتى

ولا جاىّ من فين؟ ولا ليه باجرى لنهايتى ؟

ولا امتى وازاى ؟

لكين عشق الحياه آيتى

ومهما طال عمرى.. يومى جاى ..وباستناه ..

وكل صبحية .. باصحى أبص فى مرايتى ..

واسرح فى سرى..ورا السر الخفى ومعناه

والمح سؤال بيخايلنى كأنه طيف طايف :

«إيه نية الإنسانية ؟!»..وغيّتى ..وغايتى ..

أعيش حقيقتى ..واشوف الحق وامشى وراه.

وبرغم ضل العدم حواليا ..مش شايف ..

غير خلق فوق الزمن دايسين ومش هايبين

فى الأرض لابدين ..لإمتى يابا ؟ مين عارف ؟!

يجوز ليوم الدين !

ويجوز حدود الوجود.. بدل الأبد أبدين !

أدينا عايشين ..فى أرض الله ..نوفّى الدين ..

وانا اهه ..قصادك ، وقلبى ع الحياه لايف

وعارف انى ح اعيش طول ما البشر رايدين ..

يخلّصوا الدنيا م البرانى والزايف ..

وتقولى ضلمة وما ضلماش الصباح له عينين ..

وشبابنا واقفين ..وف عز الضلام شايفين ..

أبو جهل فين ..واحنا مين ..وبكرة ييجى منين

ولا حد يقدر يوقف بكرة فى السكة

ولا حد يقدر يرجّع بكره لامبارح

والفجر جاى جاى .. وباقى للضلام تكّة

ويزول .. وينزاح..ونرتاح من زمن قارح .

....................................................كركع بضحكة كأنها جاية من قعر بير ..

وخد نفس من هوانا الدافى ..طلّع زفير

تقولش ريح زمهرير !!

وبصوت ممزلق صرخ بكلام محذلق كبير :

«لما انت قارى وقرارى ..وابن ناس قاريين ..

ناسى ان لاجريج زمان قالوا: البشر فانيين ؟!»

..................................................

وادينا باقيين وجايين بعدنا ملايين ..

والبَركة فى الجايين .

ما هو احنا وانت هنا .. فى الأرض دى خالدين

حاولت تفنينا من قبل السنين بسنين ..

..ونجينا م الخيات .

من قبل ما يصحى ديك فجر التاريخ ويصيح ..

كنا عطاشى وجواعى .. عشيرة من عشرات .

شردتنا ف شح فلوات الجليد والريح ..

حفرنا فى التلج .. وطلعنا بتلات سمكات .

كفّوا ببركة يسوع الآتى فى زمن آت !!

من يوم ماجينا ها .. وانت يا موت .. عليك حركات !!

منها اللى متدارى .. وْمنها الصريح الفصيح

بس احنا لما نِحِنّ..نِجنّ جِنّ الغابات ..

جرّبت فينا الحَرق بالبراكين ..

طلَّعنا من بينا « بروميثيوسات»..

سرقوا لنا نارها .. ونوّرنا..وخبزنا طحين

وعملنا فخار..إشى لخزين وإشى كتابات .

وطلقت بينا الوحوش الضارية الأنياب..

واحنا الضعاف اللى لا أنياب ولا مخلاب..

بقوة الحق.. بالعقل اللى شغَّلناه

حُشنا الوحوش عنا ..روّضنا اللى روّضناه ..

وده حلبناه..وده ركبناه ولجِّمناه .

وفرضنا سلطان بنى آدم على الحيوان .

دبرت مرات .. تدمرنا .. إشى بفيضان

وإشى بسيول وطوفان ..

خيالنا شالنا .. فى أطواف تجرى بالشراعات ..

وفلك «نوح» ما يزال أتره فى جبال أرارات!

وحايلنا نيلنا .. بقى ييجى لنا .. يسيل بحنان..

وبقى لنا شنة .. ورنة ..وراق زماننا ولان .

..وف مرة كنا عطاشى ف شوب شوى الفلوات..

غشّيتنا ..عشّمتنا ..بواحات ومرعى وشراب ..

جرينا خلف السراب ..

..وتهنا فى سرداب عذاب..

فى الجاهلية ..إلى ان جا رسول الله

شاور لبر النجاه ..

..وفتح لنا ألف باب..

..ومرة ..من بعد مرة ..أوبئة وطواعين.

وحروب كلت ملايين ..

وركبت أعلى ما فى خيلك خلال حربين

خراب فى كل اتجاه ..

وأول ما دقناك يا نووى .. واللى تاه لقيناه ..

وخدنا عبرة .. وزرعنا ﭽينات .. قلوب ..شرايين .

ولو ان يعنى شقيق روحى اللى مش ح انساه ..

ما لحقش ياخد منابه منها وفقدناه .

وانا مش ح اقول لك يا موت .. اهمد شوية وكِنّ.

ومش ح اقول لك حن .. يا صاحب الجبروت .

لكنى ح افضل ازن ..

وانا برضه زيك قديم وحكيم بحكم السن ..

وباقول لك انك حقيقة .. واحنا بنى آدمين ..

لقينا روحنا هنا .. ومهما نشوف ونئن ..

عايشين .. وعايزين نعيش أحسن ومش ح نوِنّ.

فالزم حدودك يا موت .. شوف انت مين وانا مين .

..................................................... وبعضم يَدُّه قرص خدى .. وهتف :»أللــــه !!

بيقول لى ألزم حدودى !!الواد غروره عماه !!

لأ .. طاطى راسك .. وفكّر ناسك المجانين

مخلوق من النور أنا ..وانتو سلالة طين

وجنس منحطين ..غرقان فى شين خطاياه «.

.....................................................لقيتنى تايه ما بين الأرض والسموات ..

زى اللى موحود فى وادى أرضه يابسه ..موات..

ما بين جبال عاليين .

وبارُدّ فى عقل بالى عليه .. وع السامعين :

أيوةه انا ذرة ..

..فى جرة..

..فى قارة م القارات ..

فى أرض من أراضين ..

فى مجرة من بين مجرات ..

مين يعدها ..... مين ؟!

بس احنا جبارين ..

من ضهر جبارين ...

وفينا بالفطر ة نور ...

..ميزان دهب حساس .

وانت لوحدك..

..وانا احنا ..

..واحنا كل الناس !!

من كل عرق ..

وﭽين ..

ودين ..

..ولون ..

..ومقاس

من كافة الأجناس ..

من أول اللى صلب عوده .. ورفع راسه .

للى حنى عوده على أرضه وضرب فاسُه .

للى عرف ويا ناسه حقه وميراثه .

وحين عرف إيه ؟ وليه .. قيد فى كراسُه .

عرف السما .. م العمى ..

... شاف الخفى المستور .

كبر فى عين نفسه ..

.. صار الحق نبراسُه .

بلغ الزمان رشده ..

.. وعبرنا ضلام وبحور .

ولا بحر ظلمات منعنا ان احنا نملاه نور .

ولا الفضا حاشنا ...

.. وطلعناه بقلب جسور .

والناس دى جبارة ..

.. حتى وهيه منهارة !

سوا هية معتكِفَة .. بتصلى فى مغارة !

أو هيه سكرانة طينة جوة خمارة!!

إيديها خضرا وخيالها منارة دوارة .

وأنا كل ما اشوف صبى صومالى واكله الجوع..

وانت بتستنظره على أول الحارة..

أقول ده ممكن يكون يوم غاندى أو سقراط..

أو إمحوتب تانى جاىّ يكمل المشروع ..

ولا ملاك رحمة واخد عهد من بوقراط ..

وح يشفى كل البشر .. م الإيدز والإحباط..

أو حتى ناياتى يشفى قلبنا الموجوع .

ما هو احنا م الطين ..

.. وطين الأرض ده عطّاء .

ودى عظمة الخلّاق !

سبحانه علم أبونا آدم الأسماء ..

فرز بها الأشياء :

.. دى مية أو دى نار .!

وصنف الأحياء : دى وحوش .. ودى أشجار .

وسأل .. عطلتوا.. وآدم أجاب كما الله شاء .

سجّد لك.. كل الملايكة .. إلا إبليس غار

وبينازعنا النهاردة ف مُلكنا .. فى الأرض

من يومها .. واحنا علينا .. زى ما تقول فرض ..

نديها من روحنا .. تطرح ونس وعمار.

ونصد إبليس .. ويوم ورا يوم أهو بيتصد .

وده فرض عين .. مش كفاية ..

... وكلنا أحرار .

نجعلها جنة عشاننا .. مش لبعض البعض ،

وحسابنا عند اللى خالقنا فى يوم العرض .

ولحد ما اليوم ده ييجى ، ويكمل المشوار ..

أدينا عايشين ندوّر للسؤال على رد.

فينا اللى ماشى ورا قلبه وإحساسه .

واللى بياكل فى نفسه .. واللى كَلْ ناسُه .

واللى أمام الصفوف .. وعامل لى فيها إمام .

مع نفسه ..مش بيشوف قدام .. ولا اللى وراه ،

ولا وجه ربه .. وبيشوف كل ركعة بكام ،

فينا اللى آخر الصفوف .. شايف الإمام من قفاه ،

وقلبه مليان بعشق الحق .. تاه فى سماه ،

فينا اللى حر وجسور ان قابله سور هدمه ،

واللى مشى ع العجين .. ومسح أتر قدمه ،

فينا يهوذا اللى باع الفادى بالدنانير ،

واللى فدا بروحه واحد عرفه فى التحرير ،

من اللى عاش عمره تلقيمة بتلقيمة ،

وقضاها مهموم ومأزوم وانتهى مهزوم ،

للى رموا القنبلة على ناس هيروشيما ،

لناس غلابة .. وبتكمل عشاها نوم ،

لطفلة جا ع أهلها .. أكلوا بثدييها .!

لبغل من دور جدودها بماله شاريها !!

وكلنا طينة واحدة .. وأرضنا واحدة .

بأى دين مؤمنين .. أو كفرة وملاحدة .

مقاصدنا واحده .. ومهما عشنا متباعدين

وان تهنا فى ليل وتضليل بكره ينزاح ده .

ده احنا .. وبكرة.. وروايح الجنه متواعدين .

وبكره .. م الرشد للحكمة .. أكيد رايحين ،

ولا سبيل غير دليل العقل والبراهين .

..........................................

مالك يا صاحبى شهقت ؟!

وفشخت ضبَّك بدهشة وفتحتين العينين ..

ملاها برق وكأنك فى العمى برّقت !!

قام قال لى : «بيقول لى رشد وحكمة ، حكمة مين ؟!

هوه انت ياد صدقت؟!

ده كله مكتوب .. ومتقدر .. إذا دقّقت «.

..................................................وانا بابكى واضحك .. ضحكت لحد ما فلهقت

ومسكت نفسى بصعوبة وقلت له : فيه فرق

بينَّا ..وبينك فرق

الفرق بين ست وحورس .. فرق غرب وشرق ..

وما ياخد الروح ياموت إلا اللى خالقها ..

وانت وسيط تقبض الأرواح من الأبدان ..

والروح تروح تانى للى ناشئها وبارئها ..

أما البدن .. فالتراب .. يرجع تراب كما كان

بعنى انت قوة ورب الخلق طالقها ...

ما تطولش غير حته فانية .. جتة الإنسان .

يعنى انت قوة و فتوة .. واحنا اصحاب مكان .

وقالها «شو» من زمان لإيزيس وست وحوريس .

« الحق فوق القوة « .. والصولجان للميزان .

من يومها ما طاطيناش لأى إبليس خسيس .

وفرق تانى يا موت ..

تقراه فى ورق التوت ..!

ان انت مبعوت .. ومجبور .. والبشر حُرِّين ..

ننظر ورا ونجرى قدام نسبق الساعة .

وايدينا خضرا .. وبالعقل النِّوِر حاضرين .

هل عبد مأمور .. بحكم السمع والطاعة

يقدر على ناس جواعى وقادرة وشجاعة..

وقلوبها دايبة فى عشق الحق .. دنيا ودين ؟

ولا ح يطلع شجيع سيما .. وفزاعة

..ايوة احنا أحرار وما احناش أسرى مجبورين .

وقدرنا نختار قدرنا .. ونعدل الموازين .

ما احناش «بينيلوﭘـى « ع المغزل .. بنكسب وقت فى اللاهوت المصرى القديم من عطسة آتوم (الذى خلق نفسه بنفسه) ، جاء تشو (الهواء) وتفنوت (الندى) ، ومن اقترانهما جاءت نوت (سيدة السماء) وجب (جسد الأرض) ..إلخ (الجبتانا – الإصحاح الأول)

ولا ف سبق ع النبق .. وانا لأ انا اللى سبقت .

ما احناش « كيشوتات» فى طواحين الهوا طايحين ولا ملايكة فى طيات الفضا سارحين ..

ولا ويا متولى ح نولول: كده يا بخت ..

..لبّخت .. واتطربقت !!

ما هى لا هى صدفة غشيمة وكلنا موروط ..

ولا احنا « سيزيف» قدرنا عبث: صعود..وسقوط ولا عرايس يحركها القدر بخيوط ..

ولا تور فى ساقية زمن .. بيدور ..عشان مربوط .

إحنا «أوزوريس» : ربيع مهما اتقتل .. بيعود .

واحنا أوديسيوس فى توهته .. بالرجوع موعود .

وأرشميدس فى حوضه بيبلغ المقصود .

أحرار.. ونختار قدرنا .. مجبورين نختار .

ما هو الاختيار مشروط :

شراع فى تيار وريح ..

... ودى لعبة الأقدار ،

وميزان دهب ... دفة تاخد لاتجاه ومسار .

واهى دى الأمانة ، ورحمة ربنا بينا

ونعمته فينا ..

شرفنا بيها .. احنا شعبه المصطفى المختار ،

وده معنى يوم الحساب : فى الجنة أو فى النار .

داحنا هنا .. احنا جينا ..

.. ولينا فى الدنيا حق .

نعيش بروح حرة فينا ..

..ده حقنا المستحق .

والدنيا دى قصر شوق

.. والناس ما بين آه ولأ

ح تفك من أى طوق

.. وتدق على بابها دق .

وبعد باب الفتوح .. نروح لباب الخلق .

ندوق حلا الكون .. نبوح ..

باللى ف حنايا الروح

نسرح ببالنا ف خيالنا

ندوق حلاوة الخلق .

ياه من حلا الدنيا ياه !!

ياه ع اللى لسه ف ضميرها عننا مخبياه !

واحلى وأطيب ما فيها بدن يخش فى بدن

وروح تعشِّش ف روح .. وتعيش يشعشع شذر .

النور يدور ..تبقى زى اللى فى جنة عدن .

وتعيش ورا الموت ، وتغلب موتك المنتظر .

..................................................فجأة .. السكوت انشق ،

وجانى صوت فيه ريح .. ومطر .. ورعد وبرق

وكركرة ميه جارية على حصا ف طَفلة

وبضحكة من غير حلق

قال : بس .. بطّل يا واد أفكارك السافلة

واعمل لها قفلة .

انا قلت : لسه القريحة مصحصحة وحافلة

وغنى قلبى بمزاج .. سمعته أحلى نغم

ولو انى مش فاكر ان كان زنجران أو عجم :

« الحق والحرية روح الوجود ..

هُمه جناحين النهوض والصعود ..

ينداسوا ..ننداس بالمداس والقدم ..

وساعتها يتساوى الوجود والعدم ..

وان سادوا سدنا الدنيا والخير يسود.»

ضحك .. ومال وانسجم

وبسرعة كشّر وقال : « أنا قلت لك قفلة

أحسن ما أمره ييجينى آخدك على غفلة

وتنتهى الحفلة «.

أنا قلت : أقولها له واجرى ألحق القافلة .

قفلة :

ياللى انت بعباية سودا معدى فى خيالى

ح اعمل كأنى لا شفت ولا على بالى

ح اعمل كأنى ولا شايف وانا شايف

خليفة الله أنا .. مش جاى هنا اتضايف

والأرض يورثها مين ؟ إلا عباد صالحين !

ح نقيمها جنة عشاننا فين نكون طامحين

دنا احنا .. واحنا انا .. والجنة طارحة لى

ياللى انت بعباية سودا معدى فى خيالى .

.....................................

كتبنا فى الزَّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون (سورة الأنبياء – آية 105).

وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوِّأ من الجنة حيث نشاء (سورة الزمر – أية 74).

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق