رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رغم ولادتها بدون ذراعين لا تعرف اليأس
رشا ربيع: أكتب وأرسم وأذاكر دروسى بـ «قدمى» !!..تحلم بتركيب أطراف صناعية لتستكمل تعليمها

إبراهيم عمران;
فتاة لا يعرف اليأس طريقا إليها، ولم تدع للإحباط سبيلا ليتملك منها، خلقها الله سبحانه وتعالى من دون ذراعين، ولكنه منحها قوة اليدين فى رجليها، فأصبحت رجلها اليمنى «رجلا وذراعا فى الوقت ذاته» واليسرى كذلك، تؤمن بأن المعاق ليس من فقد عضو بجسده، إنما من فقد قوة الإرادة والعزيمة .. وهذه الإرادة هى التى جعلت الطالبة رشا ربيع تتفوق على نفسها وتذلل العقبات التى واجهتها فى مشوار حياتها، وتثبت للجميع أن تحقيق النجاح أمر سهل إذا أراد الشخص الوصول إلى هدفه.

بدأت رشا (15عاما ) حديثها بنبرة هادئة قائلة: علمونا ونحن صغار أن قراءة حياة الأبطال والكبار والعظام تخرج جيلا قويا متماسكا ذا إرادة وعزيمة لا يخاف ولا يهاب، ومتميزا ومتفوقا، وكانت القراءة عن حياة الأبطال عاملا قويا فى حياتى منذ التحقت بالصف الأول الابتدائى، وحتى دراستى الآن بالصف الأول الثانوى (ثانوى عام ) فى مدرسة بنى سلامة الثانوية إدارة القناطر التعليمية.

وأضافت: بالأمل والاجتهاد والكفاح وتحدى الظروف استطعت التفوق على نفسى إن أكمل مشوار الدراسة رغم اعترض الجميع، فمنذ البداية رسمت طريقى الذى لا أحيد عنه، وذلك بمساعدة أهلي والمعلمين فى مدرستى، فبسبب التشجيع الذي وجدته من مدير الإدارة التعليمية الذي كان حافزا لى على الاستمرار فى التحدى وتفوقى على نفسي، حيث لم أدع أي فرصة لإعاقتى أن تكون حاجزا بينى وبين تحقيق أحلامي وإثبات وجودى، فأنطلقت نحو طريق التحدى بمساعدة أهلى والمدرسين.

وتكمل: أنا لا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتى حائلا أمامى لتغيرني، فهذه إرادة الله سبحانه وتعالى أن أكون بدون ذراعين، وله فى ذلك حكمة لا نعلمها، ولكن ما أعلمه جيدا هو أنه خيا لى واختبار من المولى عز وجل، وتعلمت أننى لست وحدى ذات إعاقة، فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة والخجل إعاقة والتردد إعاقة.

وعن مشوار حياتها قالت: فى البداية واجهت صعوبات بالغة خاصة أهلى كانوا يخافون على فى ظل الظروف التى أمر بها، ولكن بتشجيع أهلى خاصة والدى الذى كان له الفضل الأول والأخير في تشجيعى على الاستمرار فى التعليم وكان يساعدنى في مواصلة التحدى واستطعت أن أتغلب على كل الظروف، وواصلت مسيرة النجاح والتفوق، وبعد وفاة والدي منذ ثلاثة أشهر قررت إن أنفذ وصيته لى بأن أستمر فى التعليم حتى أحصل على شهادة جامعية، ورغم اعتراض والدتى بحجة الخوف علي، ولكن بمساعدة أساتذتى استطاعوا إن يقنعوا والدتى بالاستمرار فى تكملة المشوار.

وحول كيفية تعامل مع الأشياء التى تحتاج إلى ذراعين تقول: لا أنكر أن والدتى تساعدنى فى فعل الأشياء الصعبة التى لا أستطيع فعلها برجلى مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والشراب، ولكن الأشياء المتاحة أفعلها بنفسى حتى وأن كانت صعبة مثل تقليب صفحات الكتاب عند مذاكرة الدروس المدرسة، أو عند كتابة الواجبات، وأيضا عند ممارستى لهواية الرسم، وأصعب المواقف التى أتحدى فيها نفسى هى الكتابة فى ورقة الامتحان فى أثناء أداء الامتحانات المدرسية، لأن الإدارة لا تسمح لى بمرافق يكتب لى لأننى دخلت المدرسة كطالبة عادية وليست لمصابة بإعاقة، ولكنى استطعت التدريب على الكتابة فى «ورقة» الامتحان حتى أتقنت هذا الأمر.

وتقول رشيدة رجب أحمد مديرة خدمات تربوية بإدارة منشأة القناطر التعليمية إن والد رشا كان حافزا مهما لها فى تشجيعها على الكتابة بقدمها بالإضافة إلى موهبتها فى الابتهالات والإنشاد الديني، وتم تكريمها من مدير الإدارة الدكتور عبد العزيز الصاوى ومنحها شهادة تقدير لتفوقها وتشجيعها على الاستمرار فى مواصلة التفوق الدارسي.

وتوجه رشا رسالة لكل معاق فقد جزءا من جسمه قائلة: « لا تستسلم للإعاقة وحاول وكرر المحاولة حتى تثبت ذاتك وتحقق أهدافك ولا تقف عند مشكلة تواجهك، لأن النجاح الحقيقى هو تحدى الواقع بإرادة وعزيمة قوية، هو أسمى آيات النجاح وأتمنى من الدول أن تنظر لذوى الإعاقة نظرة مختلفة وذلك من خلال توفير الاحتياجات التى تناسب كل حالة حتى يستطيع كل شخص منا مواصلة مشوار الحياة.

وفى نهاية حديثها تطالب رشا وزارة التضامن الاجتماعى والجمعيات الخيرية بتوفير أطرف صناعية «ذراعين» لها حتى تستطيع التعامل مع مختلف الأشياء التى تواجهها فى حياتها دون تكبد معاناة استخدام أطرافها السفلى، ولتحقق وصية والدها الذى طالبها قبل وفاته بأن تكمل تعليمها حتى تنال أعلى الشهادات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق