رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جبل الحلال .. معركة الحسم
القوات المسلحة تفرض سيطرتها بالكامل وتكبد العناصر الإرهابية خسائر فادحة

تقرير يكتبه ــ جمـيل عـفيفى
رجال القوات المسلحة يطهرون جبل الحلال
تخوض القوات المسلحة حربا شرسة فى الوقت الحالى فى سيناء، وبخاصة فى منطقة جبل الحلال مع العناصر الارهابية التى تتحصن فى مغارات وكهوف الجبل، تلك الحرب التى يستخدم فيها جميع انواع الاسلحة، بالتنسيق بين الافرع المختلفة، فتلك العملية العسكرية الشاملة ستكون فارقة فى الحرب على الارهاب فى سيناء والمستمرة منذ 3 سنوات حتى الآن.


وفى البداية يجب ان نعلم ان منطقة جبل الحلال من المناطق الوعرة جدا فى سيناء، ويمتد طول الجبل الى اكثر من 60 كيلو مترا، وارتفاعة اكثر من الف متر، ويتميز بكهوفه المتعددة التى يصعب الوصول اليها، كما يصعب استخدام الدبابات والعربات المدرعة، نظرا لصعوبة دخولها، ويقع جبل الحلال فى المنطقة (ج) فى سيناء، وقد تم اقتحام الجبل من قبل فى عام 2004 بعد احداث تفجيرات طابا، وفى عام 2005، بعد تفجيرات شرم الشيخ، وتم خلال العمليتين اللتين نفذتهما قوات الشرطة آنذاك القبض على عدد من الارهابيين.

ولماذا يختار الارهابيون جبل الحلال فى التخفى أو الاختباء او تخزين السلاح؟ ذلك بسبب وعورة المنطقة والاعداد الكبيرة من الكهوف كما ان الجبل يقع فى المنطقة (ج) فى سيناء وهى طبقا لاتفاقية كامب ديفيد والملحق الامنى بها فان تلك المنطقة لايسمح ان يوجد بها الا عناصر من الامن المركزى وبتسليح معين يصعب من الوصول الى معظم كهوف الجبل، لذا اعتبرته العناصر الارهابية المكان المناسب للوجود به وتخزين الاسلحة، وأيضا الاختباء فيه من العمليات العسكرية، أو مطاردات قوات الامن.

وبعد ثورة 25 يناير استغلت العناصر الارهابية الضالة حالة عدم الاستقرار فى الدولة المصرية واستطاعت ان تنقل اعدادا ضخمة من الأسلحة والمعدات الى الجبل بالاضافة الى دخول العديد من العناصر الاجنبية من الخارج الى ذلك المكان، وعندما وصلت جماعة الاخوان الارهابية الى الحكم، ساهمت فى نقل اعداد ضخمة من الاسلحة والارهابيين شديدى الخطورة الى سيناء وبالاخص الى منطقة جبل الحلال، كما اصدر محمد مرسى عفوا رئاسيا عن مجموعات من الارهابيين القتلة، وارسلهم الى سيناء معتقدا بذلك انه يشكل جيشا موازيا يستطيع به مواجهة الجيش المصرى فى سيناء، و تم اختيار منطقة جبل الحلال نظرا لطبيعتها واعتمادا على اتفاقية السلام مع اسرائيل، التى تمنع وجود عناصر من الجيش المصرى او سلاح الطيران فوق تلك المنطقة، وبدأت تلك الجماعات فى التمركز فى جبل الحلال واستغلال وديان الجبل فى زراعة النباتات المخدرة من أجل بيعها والحصول على اموال، -على غرار تنظيم القاعدة فى افغانستان- ، بجانب الدعم الخارجى الذى يصلهم من بعض الدول.

ولم تكن كل تلك التحركات بعيدة عن اعين القوات المسلحة المصرية، بل انها كانت تتابع تلك العمليات الى ان تحين ساعة الصفر لتنفيذ عمليات عسكرية شاملة تطهر بها تدنيس تلك الجماعات للاراضى المصرية، وبعد ثورة 30 يونيو اتخذت القوات المسلحة قرارها بتطهير سيناء، وتم تعليق الملحق الامنى مع الجانب الاسرائيلي، بذلك استطاعت القوات المسلحة المصرية نشر جميع عناصرها وتشكيلاتها وطائراتها فى سيناء بالكامل، وبدأت عمليات حق الشهيد لتطهير سيناء، وبخاصة منطقة المثلث ( رفح والعريش والشيخ زويد)، ونفذت خلالها معارك ضارية مع الجماعات الارهابية وتنظيم انصار بيت المقدس.

استطاعت القوات المسلحة أن تضيق الخناق على الجماعات الارهابية فى المثلث وان تقطع عنهم الدعم اللوجيستى عن طريق تدمير واغراق الانفاق التى كانت تمتد من قطاع غزة الى الجانب المصري، حيث كان يصلهم السلاح والمعدات والعناصر الداعمة، وتمت محاصرة التنظيم، وتكبيده خسائر فادحة، حتى تم هروب من تبقى من تلك العناصر الى منطقة جبل الحلال بعد ان تم فرض السيطرة الكاملة للجيش المصري، وعودة اهالى مدينة الشيخ زويد الى منازلهم بعد تطهيرها من العناصر الارهابية.

وانتقلت المعركة الى جبل الحلال لحسمها تماما وتطهير تلك المنطقة من الجماعات الارهابية، ولكن فى نفس الوقت فان العملية العسكرية التى تنفذها القوات المسلحة فى منطقة جبل الحلال ليست بالعملية السهلة كما يتخيلها البعض نظرا لطبيعة المنطقة الصعبة، وللتغلب على صعوبة التضاريس يتم الاستعانة بالقوات الخاصة من رجال الصاعقة والمظلات فى تنفيذ عمليات الاقتحام بجانب قوات الانتشار السريع التى تسيطر بشكل كامل وتطوق منطقة العمليات، بل استطاعت تلك القوات فى تنفيذ العديد من الاقتحامات وتصفية عدد من الارهابيين، وتدمير مخازن الاسلحة والمعدات، واحراق مساحة كبيرة من الزراعات المخدرة فى الوديان، كما ان العملية الشاملة فى جبل الحلال لا يمكن ان تنتهى فى فترة زمنية قصيرة جدا، وذلك نظرا لاتساع المساحة وتتطلب دقة متناهية فى تنفيذها، حتى لا تتبقى جيوب بها عناصر ارهابية او اسلحة.

وتتعامل القوات المسلحة فى تلك العمليات العسكرية منذ بدايتها حتى الان بمنتهى الدقة والحرفية، هدفها الاول تطهير سيناء من الارهاب، وفى نفس الوقت الحفاظ على ارواح المدنيين وعدم اصابتهم خلال العمليات العسكرية، وهو الامر الذى يمد اجل المعارك، وقد تم الغاء اكثر من عملية عسكرية قبل تنفيذها بدقائق، بعد وصول معلومات ان الارهابيين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية، وهو دليل واضح ان الجيش المصرى شريف له عقيدة لا يمكن ان يحيد عنها ابدا.

ان الجيش المصرى يخوض حربا حقيقية فى سيناء ليس مع جيش نظامى يسهل التعامل معه، انما مع جماعات ارهابية خسيسة تتخفى وسط المدنيين ووسط الجبال والوديان، الا ان الجيش المصرى يضع خططه المحكمة التى ستنهى تلك الاوضاع قريبا، ومعركة جبل الحلال التى تدور رحاها حاليا ستكون حاسمة وقاطعة لدابر الارهاب، وانصار و داعمى تلك العناصر فى الخارج والداخل.

[email protected]

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق