رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى صحبة «زينة الرجال»..
«الأهرام» تزور أبطال القوات المسلحة من مصابى عمليات سيناء
ملاحم هزيمة العناصر الإرهابية يرويها الضباط والجنود

متابعة ــ محمد حسن وأحمد هوارى > تصوير ــ أيمن إبراهيم
تلقاه وهو على فراش العلاج.. أنت الحزين وهو السعيد.. أنت الخائف وهو المطمئن.. أنت القلق وهو البشوش.. أنت الواقف على ساقين مرتجفتين وهو الراقد فوق سرير ثابت البنيان دون ساق أو يد.. حتى لا تعرف من السليم فيكما ومن المصاب. ملاحم صمود وروايات بطولة سطرها جنود القوات المسلحة فى مدن شمال سيناء بدمائهم، لا يحيط بذكرها مجلدات، ولا تسع سيرتها كلمات، ولا يكفى وصف شجاعتها أبيات. شرفت «الأهرام» بزيارة «زينة الرجال».. جنود مقاتلون مخلصون صدقوا ما عاهدوا الله عليه، استشهد رفاقهم بجوارهم وصمدوا، نال غدر الإرهاب من أجسادهم فرفع أرواحهم المعنوية إلى عنان السماء، فصاروا مثلا للصبر، ونموذجا للفداء، وعبرة للإخلاص.. وعنواناً للشرف.

زار وفد من صحيفة «الأهرام»، أمس، أبطال القوات المسلحة ممن أصيبوا فى العمليات العسكرية فى مدن شمال سيناء، تقديرا لتضحياتهم فى سبيل الوطن وعرفانا بما قدموه من دماء لحماية حدوده والدفاع عن مقدراته. وخلال الزيارة لمس الوفد تماسك ورضا وثبات وإصرار المصابين من أبناء القوات المسلحة رغم الإصابات الفادحة التى أفقدت بعضهم أطرافهم وأصابتهم بإعاقات دائمة.. لم تنل من روحهم العالية، حتى عبر عدد منهم عن اعتزامه العودة مرة أخرى للوقوف بجانب إخوانهم فى العريش ورفح والشيخ زويد.
ترأس الوفد الأستاذ محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام وشارك فيه كل من مديرى التحرير محمد إبراهيم الدسوقى وأحمد عاطف وأنور عبد اللطيف، ومن مسئولى تحرير الصحيفة جميل عفيفى وأحمد عامر وأيمن ابراهيم وفاطمة شعراوى ودعاء خليفة.


جنود «يسدون عين الشمس»

جندى مقاتل أحمد عبد العال أحمد، أصيب يوم 23 يناير الماضى خلال عملية مداهمة بالعريش، أصيب بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الدائري، شظايا متفرقة فى الرأس والجنب والساقين.
كان مع زملاء كتيبته عائدين بعد عملية إمداد لكمين، قاموا بتمشيط الطريق أثناء ذهابهم، وفى طريق عودتهم كانت العبوة الناسفة الغادرة قد تم زرعها إلى جانب الطريق.
عبد العال يصف جانبا من رواية انتصار، حيث الجنود يتعرضون لكافة أشكال الهجمات دون هوادة، بدءا من العبوات الناسفة وصولا لرصاص القناصة، بينما روح الجنود القتالية لا تلين، وعزيمتهم لا تتراجع قيد أنملة، وكل شهيد يرتقى يخرج مكانه للعمليات العشرات من رفاقه. «هم رجال» لم يسعف خاطر الجندى المقاتل وصفا أكثر شمولا وإيجازا، حيث العدو الجبان يتخفى ويخرج خلسة، لا موعد للمعركة ولا مقدمات للقتال.
يروى عبد العال كيف أن كل شاب مصرى مع أولى خطواته نحو معسكر التدريب يكون مستعدا بروح المقاتل لخوض غمار المعارك بسيناء وحماية الوطن، مئات من رفاقه بذات الروح العالية يتسابقون للخروج للعمليات والمداهمات، ويفرحون معا بالانتصار على العدو وتحجيم نطاق الإرهاب لمناطق محدودة من شمال سيناء.


فقد ساقه.. فنال ميدالية رياضية
جندى مقاتل ملازم أول أحمد محمد نجيب أصيب فى 25 يوليو الماضي، فى كرم القواديس بعبوتين ناسفتين أعقبه تعامل مع مسلحين، قام وزملاؤه بقتل 4 من العناصر التكفيرية. الانفجار أدى إلى بتر فوق الركبة اليمني، وخلع الركبة اليسرى مع كسر مشط القدم اليسري.
الملازم أول نجيب ذو الـ 23 ربيعا لم توقفه إصابته، لم تحطمه إعاقته، خاض بعدها المنافسة على اللقب فى بطولة الملاحة الدولية بشرم الشيخ، ونال الميدالية الفضية.
نجيب لم يتوقف عن خدمة وطنه رغم الإصابة المعجزة، شارك فى المسابقة الدولية على صعيد القتال لحماية الوطن من منطلق آخر، كان هدفه أن يقول للعالم إن شرم الشيخ آمنة، وإن تضحياتنا لم تذهب هباء، وإن الإرهاب بات فى بؤر محدودة بشمال سيناء يجرى تطهيرها حتى الانتصار الكامل، أو الشهادة دونه.

معنوياتنا فى السماء
جندى مقاتل صاعقة بهاء فهيم فاروق، فقد ذراعا وساقين وعينه اليسري، يتحدث بروح طلقة وصوت مرتفع وكأن لا إعاقة نالت منه على الإطلاق، كان يخرج فى عمليات مداهمة متواصلة، تم استهداف عربتهم يوم 12 ديسمبر الماضي، فاستشهد 3 من زملائه بجانبه، بينما مزق الانفجار أطرافه.
«معنوياتنا فوق.. فى السماء».. كلمات تخرج من خلف وجه غطته الجروح العميقة والندبات الدائمة، لتتبعها عبارة ترجف القلب.. «ولو كان لى أن أنزل من سريرى للعودة إلى هناك لكنت بينهم الآن».. هناك رجال ثابتون.. لا يتراجعون خطوة.. ولا بديل أمامهم سوى النصر.
يروى كيف يتسابق المجندون بعرض استعدادهم للقتال فى شمال سيناء، ولا يزيدهم سقوط زملائهم الا حرصا على الإتيان بحقهم والثأر لهم.

لو كنا نملك الحركة.. لعدنا
الجندى مقاتل عريف محمد رمضان صالح أصيب فى انفجار لغم بالعريش وتم بتر ساقيه إلى ما فوق ركبتيه، وقال إن الروح المعنوية عالية جدا من أصغر جندى فى الوحدة حتى قائد الوحدة، نتعامل معا كالأهل، وقت المداهمة «كلنا بنشيل بعض، وأنا اللى شالنى وقت إصابتى عسكرى مجند وجرى بى حتى دخل منطقة آمنة».
يقول صالح: كنت أتمنى أن تكون فقط إصابتى بسيطة لكى أعود مرة أخرى لأشارك زملائى الجنود فى تطهير أرض سيناء الغالية علينا جميعا. وتابع: بفضل الله وجدت هنا الرعاية الكاملة بداية من الطبيب الذى يعالجنى إلى الممرضات اللائى خففن عنى الآلام, بالإضافة إلى زيارة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقى صبحى وقادة القوات المسلحة ووجدت منه مدى الرعاية والاهتمام بحالتى وحالة جميع المصابين من زملائي، وأيضا لقد جاءتنى زيارات من قادة الصاعقة والمظلات وقيادة الجيش الثاني.

الإصابة من أجل تراب البلد.. شرف
الجندى مقاتل صلاح السيد بدير، أصيب بالعريش يوم 21 يناير الماضي، يقول: لى الشرف أننى فقدت ساقى من أجل تراب بلدي، وكنت أتمنى أن استمر فى الجيش لأفدى بنفسى بلدى وأطهرها من الإرهاب الأسود.
ويكمل حديثه قائلا: أنا كنت شبه ميت، لكن الدفاع عن بلدى حتى آخر نقطة دم هدفى «زى ما هو هدف باقى زملائي، أنا باعيش مع زملائى وقادتى مفيش فرق بيننا، وأجمل أيام عمرى هى التى قضيتها معهم».

كلمة لشباب مصر
الجندى مقاتل أحمد عبد العال مرعي، حرص على توجيه رسالة الختام لشباب مصر، قائلا: «أنا عايز أقول لإخوتى حبوا بلدكم وخافوا عليها عشان إحنا لا نساوى شيئا بدونها، أقول لهم شوفوا حال أشقائنا فى سوريا وليبيا، شوفوا ما يحدث بعقولكم قبل عيونكم، لازم تفهموا اللى عايزه الإرهاب واللى بيرعاه، مصر عظيمة أوى ولازم ناخد بالنا منها. وأضاف: «أنا انتظر شفائى عشان أرجع لوحدتى تانى فى نفس مكانى فى العريش، ومش هارجع منها إلا لما أطهر كل شبر من ترابها من اللى بيحاولوا يغتصبوه منا».


عنوان صلابة مصر

كتب - عزت إبراهيم


صلابة لا تعادلها صلابة وقوة لا تضاهيها قوة وصورة لا تنافسها صورة.. يشع أبطال مصر الحقيقيون طاقة نور وأمل لم نكن يوما نتصور انها ماثلة أمامنا أو توجد بيننا ولا نشعر بها.. أبطال مصر فى الدور السادس بمستشفى المعادى العسكرى يتضاءل إلى جانب تضحياتهم وبطولاتهم فى شبه جزيرة سيناء كل ما نراه من حوارات عبثية وبطولات مزيفة منقطعة عما يواجهه جنود بواسل على خط النار فى مواجهة مع الإرهابيين الآثمين.

أحمد ومحمد وحسن وزين.. أسماء من نور تجلس على أسرتها فى غرف الدور السادس راضية وباسمة والعبارة التى تتردد على ألسنتهم لو جاءت فرصة ثانية للعودة إلى ساحة المعركة ضد الإرهاب «عاوز ارجع مرة تاني».. لا يعوض أى إنسان فقد جزء من جسده.. لكن من قابلناهم أمس فى المستشفى العسكرى يشعرونك أن فقد جزء من أجسادهم ضريبة فى حب الوطن ودون أن ينتظروا المقابل.. الصلابة عنوان بسيط لحالة إنسانية لا تستوعبها الكلمات لكنها حالة يجب أن يراها المصريون جميعا بعيدا عن التشويش الحاصل وعن التشتت المقصود بعيدا عن حالة الفداء والبطولة الرائعة.. الكلمات البسيطة التى خرجت من أفواه الأبطال الحقيقيين لا يعادلها فى جمالها ونقائها وصدقها كل العبارات الفخمة التى يستخدمها البعض تعبيرا عن الانتماء للوطن.. فالانتماء سلوك وفعل وصدق فى العمل.. هؤلاء الأبطال يجب أن يعرفهم الجيل الجديد بعيدا عن صخب الإعلام وربما زيارات الصحفيين والإعلاميين تأتى ثمارها حتى نحول دفة الحوار فى المجتمع نحو إعلاء قيم التضحية الحقيقية وأن نترفع عن التناحر والهبوط بالحوار العام حتى نرتقى إلى قيمة تضحيات شباب يخرج دفاعا عن وطنه دون أن ينتظر مقابل.. المحاربون الأشداء على جبهة سيناء والمحاربون البواسل فى كل بقعة على أرض مصر لكم منا كل اعزاز وتقدير وعرفان بما تقدمونه كل دقيقة ذودا عن هذا الوطن.. فأنتم مثلما قال الزملاء فى الأهرام خلال زيارة أمس تمثلون الشيء الحقيقى فى هذا البلد.


الجــــــــــــــدر


شعر ــ أحمد عاطف

ثابت فى الارض زى الجدر

ثابت على مبدئه

مهما اتقلب عليه الدهر

‎دمه علم

‎ضله حياة

‎بيحمى بلده ويسبح الكون للإله‪..‬

‎لما الشمس بتغرب. هو ينور ضهر الكون‪

‎بيحمى شعبه ويخلى روحه تهون

‎عمرك شفت شكل الجدر

‎ممشوق كما المعجزة‪ ‬

‎واصلى زى المهر

‎كله براءة وطهر

‎عمرك شفت شكل الجدر

‎نابع م الارض زى النهر

‎يروى كرامة وطن‪ ‬

‎و يضحى روح او بدن

‎ضحى الجدر بورقه. ضحى الجدر بكفه ‬

ضحى الجدر بفرعه. ضحى الجدر بجسمه

‎بس ما يضحيش باسمه‪.‬

‎ضحى الجدر بكل شئ وابتسم م الخجل‪ ‬

‎تقول له انت بطل. يقولك انتوا الامل‪

‎تقول له أديك أيه. يقول دا ألمى عمل‪:‬

أنا جيت وواجبى كدا

‎دورى أصد العدا

‎ما اقدرش اكون غير جدر

‎ما اقدرش ما اضحيش

‎إيه يعنى لما أموت ووطنى يعيش‪

‎ماتموتش يا جدرنا . خليك كدا جنبنا‪‬

‎ومين يصون حضننا‪‬

إزاى بلدنا تعيش من غير جدور‪‬

‎فى ظلمة الإرهاب هما النور‪

‎فى رحلة البنا هما البدور‪

‎وهم أصل البلد فى كل العصور‪‬

‎أبطالك يا بلدى هما الجدور‪‬

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق