رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سؤال قديم جدا وجديد دائما : كيف يولد الحب ؟

منير عامر
مسحور من بدء إحساسي بدبيب قلبي لحظة تسلل شعاع من عينيها الرائقتين ليدخل الشعاع المذكور إلى قلبي مباشرة ليعيد تشكيله على هيئتها . ولايمكن نسيان تحول وجودي الإنساني مقسوما إلى قسمين وكأني أتحرك على خشبة مسرح مصنوع من خيالي ،

وقسم آخر هو واقعي الذي أتحرك به في ردهات أي يوم من أيامي ، سواء أكان ذهابي إلى الكلية أو جلوسي في حجرتي بدعوى الإستذكار بينما يحلق في ضميري سؤال واحد « هل خلق الله العالم كله من أجل أن ألقاها كل صباح؟ أم أن هناك أسبابا لوجود هذا الكون بدوله وساسته ودسائسه وحروبه وإبداعاته الفنية من لوحات لعباقرة مثل الشاعر الذي انفجر بينبوع حنان لا ينفد من عطر كلماته نسيان ، حين قال العاشق المصري القديم للملكة « تي « : إني أتنفس وجودي كله من عطر أنفاسك على هذه الأرض ؛ ولا يمكن تجاهل إبداع إعادة خلق عبقرية المكان الذي التقى فيه العاشق النوبي «سنينمون» بالمحبوبة « حتشبسوت» تلك التي آثرت أن تقلد الرجال كي تملك منصب الفرعون ، واكتفت من عشق سنينموت بلقياه سرا على البر الغربي للنيل ، وكان لقاؤهما هو الذي أوحى لخيال العاشق بأن ينحت جبالا يشرق عليها نور الشمس فيبقى النور هاديا لحالة من صفاء الروح ، وظل هذا الصفاء خالدا حتى لحظة كتابة تلك الكلمات ؛ معمار لا يبلى نسميه نحن بمعبد الدير البحري الذي تشرق عليه شمس الصباح فتولد ذكرى قصة الحب التي شاء البعض طمسها.، ولم يكتف العاشق النوبي بذلك بل أضاف له بصيرة النظر إلى أي جبل من الجرانيت ليرى فيه المكنون من أشكال ، وليحدد خلود من أحبها بمسلتين كلتاهما تزين ميادين أوروبية حتى كتابة هذه السطور . ولأن حتشبسوت كانت واثقة من عمق عشق الحبيب لها لذلك لم تكتف بالحب العارم بل أضافت له طمعا قاتلا بأن تكون هي أول امرأة تلعب دور الفرعون ؛ فادعت أن «رع» إله الكون هو من أنجبها من أمها ، ولذلك صارت تستحق العبادة والنفوذ إلا أن شقيقها تحتمس الثالث رآى أنه الأجدر بالملك منها لذلك قام برشوة الكهنة الموكل إليهم حمل المحفة الفرعونية في أحد الأعياد ؛ وأوقفوا المحفة امام الشقيق؛ وادعوا أنها ترفض الحركة، وهو ما يعني أن آمون قرر أن تتزوج حتشبسوت من شقيقها تحتمس الذي تولى الحكم لحظتها؛ وتعاون مع الكهنة على طمس سيرتها ، فاختفت من التاريخ ، ولم يعلم أحد عنها شيئا ، وقد يكون تحتمس قد قتلها كما قتل سنينموت عشيقها النوبي المعماري العبقري ، وأوعز إلى عمال النحت أن يرسموها مع سنينموت في أوضاع عارية تحكي تفاصيل العشق ، على الرغم من ان العشق في تلك الأيام لم تعبر عنه الرسوم الفرعونية بالكشف الفاضح ، بل عبرت عنه برسم عناق يد ليد ، أو بتراتيل نورانية كتلك التي انفجرت في قلبي لحظة لامست يداي يدي من تشكل قلبي على هيئتها ، أو تلك التراتيل التي عزفت في وجدان وليم شكسبير ما رواه عن روميو وجوليت ، فكشف بكلمات روميو الدافئة عن طبيعة ماتفعله نظرة عين حبيبة من إعادة لميلاد الكون والنفس من جديد وكأن إعادة خلق العالم تجري كل لحظة تولد فيها قصة حب . ولم بكن لشكسبيرمعرفة بتلك الحقيقة البديهية إلا بعد عاش حكاية انجذاب اسطوري مزدحم بتلك التفاصيل النورانية والتي عرضها الفيلم الذي جاء منذ سنوات عن قصة حب شكسبير مع واحدة من جميلات عصره ؛لكن الظروف السياسية حكمت عليهما بالافتراق فرأي شكسبير موته العاطفي؛ وشاء أن يدين الساسة والسياسة فأبدع بكائياته في هاملت او الملك لير .

وطبعا عندما يقرأ أي متخصص كلماتي عن الملكة « تي» أو شكسبير ؛ فله أن يعرض ما يعرف ؛ لأن ما كتبته هو ما رآه قلبي في التاريخ والأدب.

أما ما عرفته من لملمة شظايا اكتشاف أحوال النفس عبر صداقاتي الأثيرة من علماء النفس ؛ فذلك حديث آخر لأن ما تعلمته من أصدقاء أطباء وعلماء جعلوني أؤمن بما قاله راهب لمارلو وزير ثقافة فرنسا « كل إنسان ضعيف بشكل ما ’ . وقد تعلمت أنا كاتب هذه السطور الكثير من أطباء النفس ، والكثير الذي تعلمته وعرفته كان عبارة عن توغل في تلك الأغوار السحيقة في الكائن البشري. ولن أتوقف عند أول من نطق أمامي كلمة « النبوءة الذاتية» التي يرسم بها كل منا إخياراته ومستقبله ، ألا وهو صديقي الراحل العظيم د. سعد جلال الذي شاء الجهل النشيط لوزير تعليم عال أن يرضخه لقواعد تقديس العالم لشخص الوزير ، ولما كان سعد جلال هو ابن استجابة لاقتراح عرضه عليه د. طه حسين حين كان رئيسا للجامعة وكان سعد جلال هو الأول على طلبة قسم تاريخ ، قال طه حسين لسعد جلال « التاريخ علم يدرس غالبا تاريخ البشر والحضارات ، لكن ما هو مكنون في كل نفس بشرية يحتاج إلى من يدرسه ، فما رأيك أن تسافر إلى جامعة إستانفورد لتدرس علم النفس ، فتعود لنا لتعلم من يقومون بالتدريس للطلبة أن النفس البشرية جديرة بالتعاطف والاحترام إن فهم المعلم معنى الصحة العقلية للتلاميذ . وستقابل أثناء الدراسة رحلات طولية وعرضية لعدد من العلوم ، قد تحب بعضها وقد تجد البعض الآخر غير محبوب ، لكن عليك أن تتقبل الصعب لتصنع أنت السهل». وسافر سعد جلال إلى الولايات المتحدة ليتفوق ويرفض عرض جامعة إستانفورد بالبقاء كأستاذ فيها لأنه قرر الوفاء بوعده لطه حسين ؛ بأن يعود ليعلم من سيصبحون معلمين كيف يأخذون بيد تلاميذهم إلى دنيا الإبداع العلمي ليفاجأ أثناء محاضرة له للخريجين الذين يدرسون في معهد التربية العالي بالإسكندرية بأن باب المدرج ينفتح فجأة ليطل منه عميد المعهد وجوقة من محاسيب كمال الدين حسين الذي كان وزيرا للتربية والتعليم ، فيقول له سعد جلال « لا تدخل مدرجا علميا دون أن تدق على الباب وحتى يأذن لك المحاضر ، فتكون نتيجة هذا القول هو قرار بإغلاق المعهد العالي للتربية مادام فيه أستاذ لا يحترم شرف دخول الوزير لمدرج جامعي دون استئذان ، وكنت واحدا ممن رأوا أن أكبر خطايا جمال عبد الناصر الذي أحببته كثيرا لكني لم أغفر له اختياره لرجل مثل كمال الدين حسين وزيرا لوزارة تعب طه حسين في تأسيسها على أسس من علم رفيع ، بل إن طه حسين هو الحسنة الوحيدة لحزب الوفد قبل ثورة يوليو حين اختاره الحزب وزيرا للتعليم وهي وزارة لا مطمع لأحد فيها ، لأن سكرتير الوفد النحاس باشا احتفظ لنفسه بالداخلية والمالية ومن الأولى كان يستعد لحكم مصر التي تخاف من رجل الأمن ومن المالية يمكن متابعة أخبار البورصة؛ فحين يرتفع سعر قنطار القطن إلى رقم مهول يبيع عنده هو محصول أرضه ثم ينخفض سعر الفنطار إلى حضيض يسحق أحلام صغار المزارعين كما لمست ذلك في حالة ابن عم أبي الفلاح في أنشاص الرمل والذي رأيته وهو يشعل النار في قطن أرضه بعد أن انخفض سعر القنطار من خمسين جنيها إلى ستة عشر جنيها ؛ وكان الرجل يصرخ بأنه لن يسدد ديونه ، ولن يزوج ابنته ، بينما كان فؤاد باشا سراج الدين بالإسكندرية يقضى وقتا من الخريف بصحبة حرم النحاس باشا ليفرح كلاهما بما حققه من مكاسب موسم القطن . ولن نلتفت بطبيعة الحال لما ذكره معلمنا الخالد محمد حسنين هيكل حين ذكر في مسيرة حياته المسجلة ان مصطفى امين وضع امام جمال عبد الناصر شريطا مسجلا عليه علاقة شديدة الخصوصية بين فؤاد باشا وزينب هانم ، وترك عبد الناصر الشريط عند الأستاذ هيكل ، وأعلن الأستاذ أنه سيحرق الشريط ؛ ذلك أن جمال عبد الناصر والأستاذ محمد حسنين هيكل لم يشأ أي منهما التنكيل بزعيم الوفد ، وكلاهما ترفع عن تلك الصغائر البشرية التي أهتم أنا شخصيا بها لأن منها أعلم ما خفي من حقائق إنسانية ، فلا فارق عندي بين زوجة الملك في مسرحية ماكبث لشكسبير وبين حادث زواج زعيم سياسي كالنحاس باشا ممن تصغره بأعوام شاسعة ، خصوصا أنه لم يكن في جنون الرسام المصور بابلو بيكاسو ، كما أن فؤاد سراج الدين لم يتوقف يوما أمام قصة نبي الله يوسف الذي اعتصم بالعفة الإلهية حين لقائه بزوجة عزيز مصر في قديم الأزمان .وكثيرا ما ناقشت الضعف البشري مع علماء النفس الأجلاء ، وأولهم في حياتي _كما ذكرت _هو د. سعد جلال وهو من نبهني إلى أن في داخل كل إنسان نبوءة ذاتية تحدد له كالبوصلة مسار حياته . وأكد هذا المعنى صديقي العالم أحمد عكاشة الذي شاء أن يصعد إلى قمة الطب النفسي عبر دراساته لكيمياء المخ البشري ، لأن معرفة أسرار هذا المخ هو ما يتيح لنا إزاحة الألم الجسيم عند المكتئب ، وأن نعدل خلل الإدراك عند مريض الفصام دون أن ندخل في تفاصيل حياة من يقول آآآه » عندما تتحجر الدموع في عيونه ولا يستطيع أن يصرخ كعادل إمام في شاهد ما شافش حاجة قائلا « أنا غلباآآآن» . ولا أدري إن كان العالم الجليل أحمد عكاشة قد التقى بمن تعلم أيضا مثله في أدنبرة وهو صديقي الجليل طارق علي حسن الذي تدرس أكاديميات الطب مؤلفه الرصين الصادر عن دار ماكميلان الإنجليزية عن الغدد الصماء وإفرازاتها ، وكيف تدار حياة الإنسان لا بفعل إختياراته وحدها ، ولكن بتأثير عمل تلك الغدد ، وقد توصل طارق علي حسن إلى أن شكل الخلية الإنسانية الحية تختلف تحت الميكروسكوب عن شكلها وهي ميتة. وأن كلا منا تتكون صفاته شديدة الخصوصية عبر غدة اسمها الثايموث توجد أسفل الرقبة ، تقوم بمهمة غاية في الخطورة ، فخلايا الدم تمر عليها لتعود إلى بقية أعضاء الجسم ، تهمس لأذن كل خلية «أنت خلية فلان ابن فلان ؛وخصائصك الفريدة لا يكشفها إلى الحمض النووي» «وتطوف الخلايا المدربة الحاصلة على خبرتها من غدة الثايموث على القلب لتنبه إلى ضرورة التعرف على ما يجري له ، وتؤكد لذاكرته بأنه قلب فلان ابن فلان ، وطبعا تمر على الكبد والكلى وكل أنحاء الجسم لتعلم الخصوصية لكل عضو بالجسم كي يتعلم أنه جسد فلان ، ثم تموت تلك الغدة عند البلوغ ، وآه من احتياج إنسان ما لتغيير كبده أو كليته ، وهو ما يحدث لمن قاموا بتغيير الكبد أو الكلية ، فهنا يدخل المريض في عذاب ، ليرحمه الأطباء بما يسبب إغماء كل خلايا الجسم ، ذلك أن خلايا الجسم تجتمع كلها لتشن هجوما على العضو الدخيل الذي لم يسبق أن دخله دم ممن تعلم خصوصية الفرد عبر غدة الثايموث ، ولا يوقف هذا الهجوم إلا أقراص معينة تقوم بخداع خلايا الجسم كي يقبل استمرار ما تم تغييره من كبد أو كلى أو حتى قلب كما في بعض الحالات .

فهل يا ترى يمكن تغيير كيمياء الاكتئاب أو الفصام عبر الغدد الصماء ؟ هذا ما أتوقع دراسته بين تلاميذ طارق على حسن وتلاميذ أحمد عكاشة؛ خصوصا أن طارق علي حسن تمتع بمحبة فائقة من مثلي الأعلى منذ بدء المراهقة وهو ثروت عكاشة الذي ينظر له أحمد عكاشة بعيون الأب الصديق. وللأسف لم يمر على خاطري حين كنت ألتقي بثروت عكاشة كيف قبل جمال عبد الناصر أن يضم كمال الدين حسين لعضوية مجلس ثورة 23 يوليو ، باتجاهاته التي تملك ولاء يقترب من الرضوخ للمتأسلمين . للأسف لم يمر على خاطري هذا السؤال خصوصا أن ثروت عكاشة لم يتوان عن إجابة أي سؤال سألته له فقد كنت موضع رعاياته المحبة؛ وأعذر نفسي من نسياني لذلك السؤال؛ لأني لا أغفر دخول كمال الدين حسين إلى منصب وزير التربية والتعليم والتعليم العالي ، فقد تسبب دخوله إلى محاضرة سعد جلال بإغلاق المعهد العالي للتربية الذي كان يلقن معلمي المستقبل أهمية كرامة التلميذ التي تنبع منها كرامة الأستاذ ، وكان سعد جلال أحد الأساتذة الكبار الذين يلقنون طلابهم أن قبول الواحد منهم لمبدأ الدروس الخصوصية كقبول أي مكتمل الرجولة لفضيحة تحويل العلم إلى تجارة مخدرات ، فالدرس الخصوصي يقوم بإخصاء وجدان الطلبة ؛ فيفقدون القدرة على التأمل والتحدي وخوض مغامرات اكتشاف الجديد عبر ما يبذلونه من جهد . أما لماذا كرهت وجود كمال الدين حسين في موقع وزير التعليم العالي فقد تسبب ذلك ببساطة في اصفرار وجه أستاذ كنا نحبه هو د. نجيب بلدي أستاذ الفلسفة الحديثة بآداب الإسكندرية . فقد دخل أستاذنا الجليل على طلبة السنة الأولى ليطلب منا اختيار ثلاثة منا ليزوروه في منزله كي يدرس لنا الفلسفة الحديثة مع تسعة آخرين من طلبة بقية السنوات بقسم فلسفة ، وسبب ذلك هو وصول خطاب سري أخرجه لنا د. نجيب بلدي يطلب فيه كمال الدين حسين ان تتوقف الجامعات عن تدريس الفلسفة الحديثة لانها تعلم الطلبة الإلحاد ؛ خصوصا مذاهب الفلاسفة الوجوديين والماركسيين؛ واعتبر نجيب بلدي هذه الرسالة ان طبق ما فيها فسيكون خائنا لسنوات السربون ولتذكارات مشاركة جان بول سارتر وسيمون دي بوفوارساعات المناقشات وهم يقومون بإعداد وجبات العشاء في المنزل الصغير ببولفار راسباي بالحي اللاتيني. وقال د.نجيب بلدي جملته التي لا أنساها « ما أحط أن تحجر سلطة على عقول فتمنع عنها حق تأمل الأفكار ومناقشاتها «. وقبل د. نجيب بلدي عرض الإعارة الذي جاءه من المغرب ليدرس في جامعاتها ، ثم قضى نحبه هو وكل افراد عائلته وهو يقضي أجازة صيف أثناء السير بسيارته صاعدا على جبل أسباني كي يصل إلى كوستا برافا ؛ وهذا الشاطئ موجود أسفل جبل شديد الإزدهار بزهور تتراوح بين البنفسجي والأحمر ولكن الطريق ملتو بشدة ؛ فسقطت به السيارة من فوق الجبل ؛ ولعل افكار نجيب بلدي سرحت مع سارتر او سيمون دي بوفوار حول خناقاتهم المتجددة حول صناعة السلطة اثناء إعداد العشاء ، فسارتر لم يكن يظهر إحتراما للفيلسوف الذي أحبه نجيب بلدي وهو عمانويل كانت ، وكان يتفق مع سيمون دي بوفوار إيمانا بالحرية التي يشق بها الإنسان واقع أيامه لتبدو تلك الحرية وكأنها جحيم يجب العبور من خلاله إلى ما يتمناه أي منا. ولم يكن أي من نجيب بلدي أو سارتر أو سيمون دي بوفوار يملكون أدنى فكرة عن النبوءة الذاتية التي تولد مع الإنسان وتصقلها الخبرات المتاحة له ، وهي المرادف للحقيقة الدينية التي يقال عنها اللوح المحفوظ لكل إنسان . ولو كان سارتر قد إقتنع بفكرة النبوءة الذاتية لعلم لماذا رفض الزواج من سيمون دي بوفوار وجعلها تتفق معه على أن لكل منهما محطة عاطفية يلتقيان كلما عز على أي منهما لقاء شريك يتكاملان معه . وطبعا كانت سيمون دي بوفوار تشتعل بالغيرة من هوس سارتر بممثلة أمريكية عاش معها شهورا في نيويورك؛ وعاقبته بالغرق أمام عيونه في قصة غرام قصيرة مع مدير تحرير مجلته كلود لانزمان , هذا الذي إكتسب إحتراما لا يستحقه بسبب علاقته مع سارتر وسيمون دي بوفوار. ولو أن أي من الثلاثة تعرف على حقيقة النبوءة الذاتية التي غزلت نفسها ليكون أي منهم على تلك الهيئة من الأفكارو لتفهم أي منهم على أسباب إعراض سارتر عن الزواج بسيمون ، ولأكتفى سارتر بمحبتها عن العبث مع الصغيرات ولتهذب كلود لانزمان وإحترم حبيبة أستاذه ولم يتصرف كعشيق تحت الطلب لسيمون دي بوفوار ، تبكي على صدره أشواقها لرجل قصير يهز العالم بكتاباته هو سارتر ، هذا الذي لم تتطابق صورة سيمون مع المثال الأنثوي المكون في خياله منذ الطفولة حيث يختار كل طفل من صور النساء ما يعجبه عبر العمر من حنان أو لمسات أو تجربة ليمسك في رجولته بيدها طالبا الزواج القائم على الحب لأن صورتها وعاداتها تنطبق بالضبط كأنها هي الصورة التي تكونت عبر رحلة العمر بالطفولة والمراهقة والنضج وما أن رأها حتى حدث له مثل ما حدث لي حين مسحور من بدء إحساسي بدبيب قلبي لحظة تسلل شعاع من عيني حبيبتي الرائقتين ليدخل الشعاع المذكور إلى قلبي مباشرة ليعيد تشكيله على هيئتها . ولايمكن نسيان تحول وجودي الإنساني مقسوما إلى قسمين وكأني أتحرك على خشبة مسرح مصنوعا من خيالي ، وقسم آخر هو واقعي الذي أتحرك به في ردهات أيام عمري لأكتب عن لحظة ميلاد الحب وبقائه حيا رغم مرور كل تلك الأعوام البعيدة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق