رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى جولة لـ «الأهرام»
«مطار القاهرة» بوابة الأمان

تحقيق ــ كريمة عبدالغنى
استخدام احدث أجهزة التفتيش
قطاع الطيران الجوي بمطار القاهرة الدولي يعد أحد أذرع التنمية الاقتصادية، ومن أهم المنافذ المصرية والخيار الأول للركاب من المصريين أو الجنسيات المختلفة ، الذي يشمل العديد من المناحي لا تقتصر على عملية نقل الركاب أو استقبال الوافدين من مصريين أو أجانب بأهداف متنوعة من سياحة أو استثمار أو تعليم ، ولكنه يضم مجالات عديدة منها نقل البضائع بقرية البضائع لجميع أنواع المنتجات : زراعية أو بيطرية أو اسماك وغيرها، بالإضافة إلى خدمة بالبريد السريع لشحن مختلف الطرود، فالمطار يعتبر دولة مصغرة تضم كافة جهات الدولة لإدارة هذه المنظومة الكبيرة .

«تحقيقات الأهرام» قضت يوما كاملا بالمطار، للوقوف على طبيعة العمل والضوابط والمعايير ومدى مطابقتها للمعايير الأمنية الدولية ومواكبتها لتطور المطارات الكبرى بالعالم لتكون مبعث ثقة لدى الكافة على المستوى العالمي بما تحويه من عوامل جاذبة ومحفزة لهم لتعود آثاره الايجابية بزيادة النشاط الاقتصادي، سواء من حركة البضائع أو السياحة لمصر، بالإضافة لرصد حركة نقل البضائع وكيفية التعامل معها وفحصها قبل شحنها داخل الطائرات.

فى بداية الجولة ومع اقترابنا من الوصول لمبنى المطار وعلى بعد نحو 2كم استوقفتنا نقطة أمنية متقدمة لمنشآت المطار «كمين» وقام ضباط وأفراد من الشرطة بفحص ومراجعة السيارة وبيان كل فريق العمل يدويا وعبر أجهزة فحص لديهم، كما قام أحد أفراد الشرطة بالاستعانة بأحد الكلاب البوليسية في عملية الفحص أيضا.


بدأنا زيارتنا من مطار 3 بعد الحصول على التصاريح اللازمة وقبل اقترابنا من الدخول لبوابة التفتيش طلب منا رجل شرطة وضع حقائبنا وأحذيتنا وهواتفنا على «جهاز الأشعة» ، ودخولنا من بوابة الكترونية لفحصنا، وما أن خرجنا منها حتى استقبلنا المختصون عن التفتيش اليدوي في ذات اللحظة استوقفني أحد رجال الشرطة أمام شاشات جهاز الأشعة وسألني: هل في حقيبتك مبالغ نقدية ؟ فذكرت له قيمة المبلغ، فأوضح أن الجهاز يكشف عن كل محتويات الحقائب والمتعلقات مع الراكب ، وأوضح أن الضوابط تحدد أن لكل راكب الحق في السفر بمبالغ نقدية لا تتعدى 5آلاف جنيه مصري و10 آلاف دولار وما يزيد على ذلك وفى حال عدم إبلاغه عنه يتم مصادرة المبلغ وتحرير محضر وإحالته للنيابة.

«داخل الدائرة الجمركية»


وانتهينا من نقطة التفتيش الأولى وأصبحنا داخل الدائرة الجمركية والتي يتم فيها استقبال الحقائب القادمة من الطائرات لفحصها عبر عديد من الأجهزة الحديثة توضح كل محتويات الأمتعة وتبرز الأجسام الغريبة مهما بلغت براعة ودقة وسائل الإخفاء، وهناك التقينا الدكتور إبراهيم عبد اللطيف مدير عام جمارك ركاب بمطار القاهرة والذي أوضح أن جميع هيئات الدولة بالمطار تدعمنا في التعامل مع جميع الإجراءات بيسر بعيدا عن البيروقراطية، والمطار يعد من الدوائر الجمركية المشكلة بقرار من وزير المالية بمهمة رئيسية تتمثل في تنفيذ السياسة العامة للدولة من خلال التشريع الجمركي الذي يسمح باتخاذ الإجراءات الجمركية ومراقبة الدوائر الجمركية بجميع محتوياتها، والتي تعتبر المنافذ الشرعية لدخول وخروج البضائع والأفراد من وإلى الدولة بعد تفتيشها، دون استثناء لشخص أيا ما كان، فنحن مكلفون كخط دفاع أول لحماية البلد من الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتصدي لمحاولات إدخال أو إخراج بضائع لا تتفق مع نظم وتراخيص الدولة، ومن هذا المنطلق نتعاون مع كل وزارات البلد بالكامل لتنفيذ السياسة العامة للدولة وهى الهدف الرئيسي من قانون الجمارك، ولا يقتصر على مجرد تحصيل الرسوم والذي يأتي في المرحلة الثانية بعد التأكد والتيقن من سلامة البضائع الواردة لمصر بناء على التقارير الجمركية للمختصين، ففي عملنا نكافح جرائم غسل الأموال والمخدرات والأسلحة والسلع الزراعية والبذور والشتلات الممنوع دخولها، كما نكافح دخول الأدوية المغشوشة بالإضافة إلى مكافحة جرائم الطب البيطري وتهريب الذهب والكتب الممنوعة والملكية الفكرية وجرائم الإرهاب الدولي وأدوات التجسس سواء كانت أجهزة أو طائرات بدون طيار، وذلك في سبيل مكافحة جميع الجرائم الجمركية الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية ، وتمكننا خلال العام الماضي من ضبط 140 قضية بمطار 3 ، و100 في مطار1، وقمنا خلال الشهر الجاري بضبط 20 قضية، ومعظم القضايا لمخدرات بأنواعها المختلفة، وقضايا ذهب وتهريب أدوية بالمخالفة للقوانين إلى جانب قضايا عملة ، وقال إن القضايا الاقتصادية يمكن التصالح فيها بقرار من وزير المالية ورئيس مصلحة الجمارك.

«وسائل التخفى»

وعن وسائل التخفي وكيفية رصدها من خلال رجال الجمارك قال إنه إلى جانب الاستعانة حديثا بالأجهزة المتطورة لتفعيل تأمين حدود الدولة، يشتبه مأمور الجمرك في المهرب من خلال جواز سفره ومن وسائل اشتباه أخرى تمكنه من ضبط المهرب، والذي اعتقد أن بامكانه خداع الأجهزة دون الكشف عنه، فلدى مأمور الجمارك من الخبرة والحرفية ما يكفي للكشف عن الجرائم الصعبة والتي قد يستطيع بعض مرتكبيها خداع الأجهزة، وذلك وفق دراسته لمعايير المخاطر والاستهداف محليا ودوليا عن طريق دراسة تجارة واقتصاد جغرافيا الدول، ومن خلال خبرة وعين رجل الجمارك الثاقبة يتم الكشف عن الجرائم من واقع تقييم كل حالة ومفرداتها التي تتشكل من بياناته في جواز السفر أو تذكرة الطيران وطريقة حجزها أيضا، بالإضافة لعوامل أخرى.

«قرية البضائع»

قرية البضائع

بعد ذلك توجهنا لقرية البضائع وهناك التقينا محمد محمود وكيل وزارة المالية ورئيس الإدارة المركزية لجمارك الصادرات والواردات الجوية والذي أوضح أن الإدارة المركزية للجمارك تنقسم لخمس إدارات عامة تعمل جميعها على مدى 24 ساعة ماعدا الإدارة العامة بالوارد حيث تعمل في الفترة الصباحية وتتعامل مع الجهات الرقابية والأمنية للإفراج عن الطرود يوميا من الساعة 8 صباحا الى 3 عصرا، وتتولى تلك الإدارات إنهاء الإجراءات الجمركية على البضائع الواردة «والتي توجه حسب تخصصها سواء كانت حكومية» قطاع عام «أو «خاص» أو أمتعة شخصية « وجميع الإجراءات تتخذ وفقا للنظم المتبعة في ضوء من الشفافية والوضوح مع المتعاملين بحيث إن كل شحنة نستعرضها على جهاز الأشعة للتأكد من عدم وجود أشياء ممنوع دخولها للبلاد وتضر بالأمن العام، وبعد هذا الفحص نقوم بفتح الطرود وعرضها على الجهات الرقابية المختصة والأمنية أيضا للتأكد من سلامة وصلاحية هذه البضائع وعدم تأثيرها بالسلب على الاقتصاد المصري، وفى هذه المرحلة يتم ضبط المخالفة التي لم يكشف عنها بالفحص بالأجهزة، ومنها ما تم مؤخرا بالتعاون مع إدارة البحث بشرطة ميناء القاهرة الجوي حيث تم ضبط شحنة قادمة من العراق عن طريق خطوط الإمارات عبارة عن دفاية كهربائية وتم تمريرها على الجهاز وشك العنصر البشرى في وزنها غير المعتاد وبفتحها وجدنا بها 11 رزمة تحتوى على 949 «شبلونة» لطباعة العملات الأجنبية فئة المائة دولار بهدف تزوير العملة، وبالإضافة لذلك يتم تحرير محاضر ضبط شبه يومية معظمها لمخدرات داخل عبوات أغذية قطط بتغليف المصنع.

وبعد الانتهاء من مرحلة الفحص العيني يجرى التأكد من حصولها على الموافقات من الوزارة المختصة والتيقن من مطابقتها للمواصفات الواجبة لاستيرادها.

أما البضائع المصدرة فتعرض على أجهزة الفحص بالتعاون مع الجانب الأمني للتأكد من خلوها من أي مواد خطرة وأن الطرود نظيفة قبل تحميلها للطائرات لضمان العملية التأمينية لها.

«إجراءات التأمين»

أما عن إجراءات التأمين ومدى تطورها وفق المعايير الأمنية الدولية فأكد اللواء فهمي مجاهد مساعد وزير الداخلية لأمن المطار أن مطار القاهرة يسير وفق منهجية أمنية متكاملة تعمل على مدى اليوم هدفها الأصيل تأمين الراكب ومنشآت المطار، بحيث تبدأ آلية التأمين من المنافذ الخارجية مرورا بتوافد الراكب ووصوله داخل المنطقة الجمركية، ويخضع لعدة عمليات تفتيش وتعقيم لحقائبه والتي تسير في اتجاه التفتيش من خلال أجهزة حديثة تم توريدها من قبل وزارة الطيران، كما يقوم رجال الشرطة المؤهلون بفرق ودورات تدريبية بالحماية المدنية بوزارة الداخلية أو بالتنسيق مع جهات محلية أو بمصلحة التدريب أو بجهات خارجية للعمل على أجهزة الإكس رأى وفحص الحقائب وأمتعة الركاب ، وتفتيش الركاب ذاتيا.

هذا بالإضافة إلى زيارة عديد من الجهات الأجنبية المطار لمتابعة رحلات الركاب وتقييم الأداء، بجانب المتابعة الدورية من قبل منظمة الإيكاو والتي تختص في الأساس بتحديد مبادئ ونظم ومعايير أعمال التفتيش والتأمين بالمطارات، والتي نستقى منها الإجراءات ومستحدثات المواقف التي تتخذ على مستوى العالم، والمنظمة تشارك في عضويتها وتمثلها أيضا سلطة الطيران المدني المصري والتي تراجع جميع الإجراءات بصورة دورية للتأكد من مدى مطابقة المعايير والمبادئ الدولية في تأمين المطارات، وتقييم المنظمة يشير إلى أن مصر تعد من أوائل الدول وأشادت بعمليات التأمين بالمطار، والدليل أنه لدينا في المطار أكثر من 65 شركة طيران برحلات عديدة بالإضافة لخمسة مطارات وهى 1و2و3 والموسمية والمطار الخاص، بالإضافة لمطار البضائع وجميع هذه المطارات وحركاتها يتم تأمينها بالكامل وهذا يدحض أي ادعاءات مضللة.

أما عن الشكوى من تكدس الركاب والتي تؤرق الكثير من المسافرين فقال: نتعامل مع ما يزيد على 40 ألف راكب يوميا بمنتهى السلاسة ، غير أن مشكلة التكدس تتمثل في وقت الذروة نظرا لإقلاع 45 طائرة خلال ساعتين، وفى ذات التوقيت يحضر كل الركاب ، ولاسيما أن الطائرات يتراوح عدد ركابها مابين 150 إلى 280 راكبا ، لتصل أعدادهم لعشرة آلاف داخل المنطقة الجمركية، ومطلوب منا في توقيت محدد إنهاء اجراءاتهم من تفتيش وتعقيم لضمان سلامة الطائرة قبل إقلاعها ، فالراكب بعد انتهائه من عمليات التفتيش يتوجه لشركة الطيران لتسليم أمتعته ويحصل على تذكرة السفر والتي تكون مزدحمة أيضا وبعدها يتجه لضابط الجوازات وهذه مرحلة مهمة ومن الضروري التدقيق في الجواز ولاسيما أننا نكتشف مخالفات كثيرة جدا من تزوير وتحايل ، وعدم رصدها يسبب لنا مشكلات مع الدول المتجه لها هذا الراكب.

«جدول الممنوعات»

وعن الأشياء التي يمنع على الراكب حملها على الطائرة أشار الى أن منظمة الإيكاو أرسلت خلال الفترة الأخيرة لهيئة الطيران المدني قائمة تضم جدولا بالممنوعات ومنها كل السوائل وبطاريات الليثيوم التي تستخدم في لعب الأطفال أو الموبايل بالإضافة إلى أشياء أخرى

«مطار 2»

ومن داخل مطار 2 والذي كان مغلقا على مدى 10 سنوات وافتتح مؤخرا بعد تطويره التقينا اللواء أيمن عبد الفتاح وكيل أمن المطار في خلال مروره والذي قال إن مطاراتنا آمنة بشهادة لجان التدقيق الأمني الدولية سواء الأمريكية أو الانجليزية أو الروسية والتي كانت متواجدة خلال الأيام الماضية وفي الأسبوع الراهن سنستقبل لجنة من إدارة النقل الأمريكية ولجنة بريطانية.

وخلال زيارة اللجنة الروسية في 9 فبراير لمطار القاهرة قاموا بإجراء مجموعة من الاختبارات بنماذج لمتفجرات وهذا كان بمثابة اختبار للكشافين الذين يعملون على جهاز الأشعة، والذين تمكنوا بالفعل من الكشف عن تلك الهياكل ورصد أوصافها من خلال الشاشة، مما رسخ لدى الوفد الروسي أن لدى القائمين على تشغيل أجهزة الفحص الدراية والوعي لقراءة الشاشة والتعرف على الأجسام الغريبة.

وعن التوقيت المتوقع لعودة حركة تدفق الركاب قال: من المفترض أن عودة حركة الركاب ستعود خلال فترة قريبة ولاسيما بعد البروتوكول الموقع بين وزارة الطيران المدني والوكالة الفيدرالية للطيران المدني الروسي والتي كان لها بعض الملاحظات والطلبات مثل البوابات البيوميترية الموجودة في هذا المطار، وهذا يعود لأن أكثر اللجان الأمنية لديها مشكلة في أبواب العاملين ويعتبرونها مصدر الخطر الأساسي، بخلاف الراكب والذي يخضع لمراحل عدة من الفحص هو وأمتعته.

«تأمين الطائرات»

وقال : دورنا هو تأمين مناطق مهابط الطائرات من خلال أسوار محملة بخدمات من الداخل والخارج في ظل مراقبة ومتابعة مستمرة ، بالإضافة إلى العمل بأجهزة كشف يدوية وتدعمها عناصر العمل بالكلاب البوليسية، أما عن الطائرات فيتم تعقيمها باستمرار من قبل حراسات بأسفلها بالإضافة إلى الكلاب البوليسية، وفى بعض الأحيان شركات طيران تطلب تأمينا إضافيا لطائراتها ويتم تعيين حراسة عليها من هبوطها وحتى إقلاعها، أما عن داخل الطائرة تعتبر جزءا من الدولة التابعة لها فلا يمكن أن ندخلها إلا بإذن من قائدها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق