رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد الاهرام يكتبة : احمد البرى
المرأة والثعبان!

عثرت ربة منزل فى إحدى قرى الصعيد وهى تبحث عن شيء ما وسط الكراكيب على ثعبان صغير جدا يبدو أنه كان من مواليد اليوم نفسه، فداعبته بأنامل أصابعها على جسمه الرقيق فاستمتع بلمساتها الحانية له،ورأت فى وجهه، وكأنه يبتسم لها بين الحين والآخر، فقررت السيدة أن تربيه معها فهى تقيم بمفردها

وأطعمته بوفرة ودللته كثيرا، فصار الاثنان صديقين لايفترقان عن بعضهما إلا قليلا، إذ يمضيان أكثر الوقت معا، فطيلة النهار يسير الثعبان وراءها وهى تتحرك من مكان إلى آخر بالمنزل، فإن غابت عنه بعض الوقت بحث هو عنها حتى يجدها، وإن غاب عنها تناديه باسمه المدلل، وتصفر له بفمها فيأتيها على الفور.. وحتى فى الليل اعتاد المبيت إلى جوارها.

بل والأكثر من هذا فإنه أحيانا يلتفت حول جسدها ويحتضنها كأنه يغار عليها أو يحرسها من جميع الاتجاهات، وعاما بعد عام كبر الثعبان وازداد طول قامته عن طول المرأة نفسها وضخم جسمه عن ذى قبل، علما بأن جسم الثعبان رخو ومطاطى كالبالونة وقابل للانتفاخ والتمدد فيساعده ذلك على افتراسه فريسة أكبر منه حجما.

وبعد فترة ما لاحظت السيدة عليه بعض التغييرات فقد امتنع عن الأكل من طعامها وظنت فى البداية أنه يصوم أحيانا أو يأكل من مصادر أخري، لكن تطورا آخر له دلالته فقد حدث وهو كثرة التفاف الثعبان نهارا حول جسدها ثم ليلا كذلك مما يقلقها من نومها.

فنصحها البعض بالتوجه إلى أحد الأطباء البيطريين وبالفعل توجهت إلى طبيب بيطرى معروف وقصت عليه الأحداث بالتفاصيل والتصوير البطيء من بدايتها حتى ساعتها، وما أن انتهت من سردها حتى قال لها الطبيب: تخلصى منه فورا فتصرفاته هذه تعنى أنه يهيء نفسه لالتهامك، فصيامه عن الطعام هدفه أن يشتد جوعه ويفترسك بأكملك، أما التفافه حولك باستمرار فهو يقيس مقاسات جسمك باستمرار ليحدد الموعد المناسب لساعة الصفر.

وبالفعل توجه الطبيب مع السيدة وشخص متخصص فى صيد الثعابين للمنزل بينما دموع المرأة تنساب على وجنتيها بغزارة حزنا على قرب فراقه بعد أن أوته وأطعمته وأعطته الحنان والعشرة كل هذه السنوات.

ولم أعلم نهاية القصة لكننى أرى أو اتصور أن السيدة الطيبة هذه هى مصر، وأن الثعبان يمثل المحيطين بها من الممتلئين شرا وغدرا.

فانتبهوا أيها المصريون جيدا فالمسألة ليس لها إلا حل واحد فقط وهو: أن نكون أو لا نكون

كمال شفيق مترى ـ المنصورة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق