مازالت تضحيات رجال الشرطة تتوالي ولا يمر أسبوع إلا وتكون المنوفية علي موعد جديد لتزف شهيدا جديدا إلي الجنة فلم يروِ الإرهاب بعد غليله من دماء رجال الشرطة ولم يكتفِ بمن رحل، من المئات من أبناء المنوفية الذين تجاوز عددهم الخمسين بعد المائتين فأراد المزيد، أمناء شرطة وضباطٌ يذودون عن الوطن باللحم الحيّ، وإرهابٌ يقتنص الفرص لضرب وزارة الداخلية.
انضم الشهيد رقيب أول أحمد كمال عبدالمجيد رواش بقطاع الأمن الوطني فى مديرية أمن القاهرة ومن أبناء محافظة المنوفية إلي قافلة الرفاق الذين سبقوه في مشهد يندي له الجبين في أثناء دهم وكر للارهابيين بحلوان لكي يأخذ بحق زملائه الذين استشهدوا علي يد تلك العصابة ليلحق بهم. وجري تشييع الشهيد في بلدته، قرية سنتريس، حيث حمل المشيعون النعش علي الأكتاف وجالوا به في شوارع البلدة، وسط نثر الأرز وزغاريد النسوة، وصيحات رفاقه بالتنديد بالارهاب كان مأتمه أشبه بعرسٍ زُفّ فيه البطل إلي مثواه الأخير محمولا علي أكف الأقارب والأهل.
قد أكد محمد كمال شقيق الشهيد أنه قدم شقيقه اليوم هدية لمصر، ولن يتأخر عن تقديم حياته فداء لمصر، وأضاف: «لله ما أعطي ولله ما أخذ، ونحتسب أحمد شهيدا عند الله، وقدرنا كده، والحمد لله فداء مصر».
وأشار إلي آخر مرة رأي فيها شقيقه عندما كانوا مجتمعين مع والدتهما منذ أسبوع، وكان يكلمهم وكأنه يودعهم في كل كلامه وتعبيرات وجهه وابتساماته، موضحا أن شقيقه الشهيد ترك من خلفه زوجة وثلاثة أبناء هم أدهم «11سنة» ومهند «9 سنوات» ومؤمن «5 سنوات».
رابط دائم: