رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

العالم ديفرونزو مكتشف «الـ 8 أشرار» لمرضى السكر لـ «الأهرام»:
آلية جديدة لمعالجة السكر بإخراجه من الكلى

أجرى الحوار ــ حسام زايد
ثورة علمية بكل المقاييس أحدثها اكتشاف ما سمي بالـ 8 أشرار المتهمين بتطور مرض السكر من النوع الثاني، وباكتشاف مفهوم مقاومة الأنسولين داخل الجسم، ونتج عن تلك الثورة اكتشاف آلية متطورة غيرت وجه علاج مرض السكر من النوع الثاني، حيث يتم خفضه في الدم عن طريق إخراجه من الكلي عن طريق البول، بعد منع إعادة امتصاصه مرة أخرى إلي الجسم، مما ترتب عليه 3 ميزات مهمة أولها خفض السكر ، ثم خفض الوزن ، وخفض ضغط الدم ..

وكان وراء تلك الاكتشافات العلمية فرق بحثية تعمل منذ سنوات بقيادة العالم رالف ديفرونزو الأب الروحي لقادة علاج السكر في العالم وأستاذ ورئيس أبحاث وعلاج السكر بجامعة سانت أنطونيو بجامعة تكساس، حيث نشر له 640 بحثا علميا حول مرض السكر والغدد الصماء، وساعد في اكتشاف مفهوم مقاومة الأنسولين بالنوع الثاني من السكر وهو مخترع العقار المعتمد علي الآلية الجديدة في إخراج السكر عن طريق الكلي .. والذي خص «الأهرام» بهذا الحوار المهم.

بداية ماهي حقيقة الاكتشافات الجديدة ودورها في خدمة مرضي السكر؟ .. وماهي الآلية الجديدة للعلاج ؟

من 15 إلي 20 سنة كان هناك تصور أن هناك 3 مشاكل تشترك في الاصابة بمرض السكر ، وهي خلايا «بيتا» التي لا تنتج أنسولين بكميات كافية، والثانية الكبد ، وثالثا العضلات ويشترك الأثنان في مقاومة استقبال الانسولين، وذلك حتي عام 87 ، وبالتأكيد كان ذلك في المرضي من النوع الثاني للسكر .. ومنذ عام87 بدأ استعمال آلية جديد أمكن من خلالها اكتشاف مشاكل أخري تشترك في تطور مرضي السكر، وفي عام 2008 تم عرض المفهوم الجديد لمرضي السكر في المؤتمر الأمريكي حيث تم التغيير من مفهوم انه مرض ثلاثي الابعاد ، إلي أنه مرض ثماني الأبعاد، وسمي الـ 8 الأشرار في الاصابة بمرض السكر. اما العيوب الخمسة الجديدة التي تم اكتشافها فقد ساعدتنا في تطوير العلاجات لتشمل كل المشاكل المتعلقة بمرض السكر داخل الجسم، والاولي ان الخلايا الدهنية في الجسم تصبح مقاومة لاستقبال الأنسولين، وتبدأ بعد تلك المقاومة في إفراز دهون داخل الدم، ودخول تلك الدهون في الدورة الدموية تزيد من مشكلة مقاومة استقبال الأنسولين حيث تصل الدهون في الدم إلي البنكرياس، وعلي بقية الاغشية في الجسم تجعلها لا تستقبل الأنسولين، وأيضا يساعد ويسهم في الإسراع بعملية تصلب الشرايين، ويؤدي إلي مشاكل في القلب والاوعية الدموية، كما اكتشفنا و بدأنا نعلم ان القناة الهضمية تنتج بعض الهرمونات اللازمة لصناعة الأنسولين في الجسم، وتسمي هرمونات انكرتين، واكتشفنا أيضا أن خلايا بيتا في البنكرياس تصبح غير مستجيبة لهذه الهرمونات، وهناك خلايا اخري بالبنكرياس تسمي بخلايا الفا .. وتنتج هرمون جلوكاجون بشكل أكبر، ووجد أن هذا يؤدي إلى مقاومة أكبر للأنسولين في الكبد

والجديد أيضا اكتشاف أن المخ يصبح أكثر مقاومة للأنسولين في المريض المصاب بمرض السكر، وتلك المقاومة للأنسولين في المخ تؤدي إلي أن يصبح المريض أكثر إقبالا علي الطعام وبالتالي أكثر سمنة، وكما هو معلوم أن السمنة هي المحرك الأول لزيادة الإصابة بمرض السكر عالميا.

والاكتشاف الأكبر كان دور الكلي في تنظيم السكر داخل الجسم، حيث تعمل علي إنتاج السكر داخل الجسم بالإضافة الي الكبد، عندما يكون السكر منخفضا في الجسم، وإعادة امتصاص السكر داخل الدم عندما يكون منخفضا، وإخراج السكر خارج الجسم في البول عندما يكون مرتفعا في الدم.

وبمعرفتنا للأسباب الثمانية السالفة تيقنا وأصبحنا علي يقين أنه لعلاج السكر لابد من دمج مجموعات من الأدوية في العلاج حتي يتم تغطية كل الأسباب وراء ارتفاع السكر في الدم. ولذلك بدأ الآن في مجال ابحاث السكر التفكير في أدوية أخري واعدة، وأنا أعمل حاليا ضمن الفريق البحثي لنكتشف تلك الأدوية لتحقيق اعلي فائدة في علاج مرض السكر من النوع الثاني.

ومن نتائج الأبحاث الجديدة خرجت مجموعة من الأدوية من محفزات جي ال بي 1 ، شبيهات الجلوكاجون وتحفز خلايا بيتا وتنعشها لاستعادة قدرتها علي إنتاج الأنسولين.

كما تم طرح الجيل الجديد من الادوية التي يمتد مفعولها لمدة أسبوع ..كما انتجت الابحاث المادة العلمية «دابا جليفلوزين» ، وتتبع مجموعات كبيرة من الادوية تعمل علي ناقلات الصوديوم والجلوكوز من الكلي الي الدم، وهذا الدواء يمنع اعادة امتصاص الجلوكوز من الكلي الي الدم، وهذا الدواء هو احد اختراعاتي، و لقد استخدمنا هذا العلاج في امريكا منذ 3 سنوات وحصل علي موافقة هيئة الغذاء والدواء الامريكية،واصبح العلاج رقم واحد في المبيعات الذي ينتمي لهذه المجموعة لعلاج السكر من النوع الثاني ، ويتم طرحه الآن في مصر.

وما هي حقيقة الأعراض الجانبية لهذا الدواء ؟

الحقيقة علي أرض الواقع ان تاثير الدواء علي التهابات المثانة يكاد يكون صفرا .. وهذا تم بحثه بشكل دقيق، فهو عقار آمن ضمن تلك المجموعة. كما أن الالتهابات التناسلية البولية هي أكثر الأعراض لهذا الدواء وعلاجها يعتمد علي الكريمات الموضعية، ومقارنة ذلك بما تم اكتشافه لتلك العلاجات في تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية تكون فوائد العلاج اكثر بكثير.

وماهي المزايا الأخري للعلاج الجديد ؟

مشكلة مريض السكر هي زيادة الوزن او السمنة ، لأنها تتسبب في زيادة مقاومة الجسم للأنسولين ، وبالتالي تدهور الحالة الصحية لمريض السكر، وإحدى استراتيجيات علاج السكر المهمة هى خفض وزن المريض، والعلاج الجديد يعمل علي إخراج الجولوكوز في البول، وكل جرام جلوكوز يخرج من الجسم يخرج معه 4 سعرات حرارية، و في اليوم الواحد يتم اخراج 90 جرام جلوكوز من الجسم، وهذا يعني خروج نحو 360 سعرا حراريا في اليوم، وفي 10 ايام يخفض 1 باوند وهذا يعني ان كل شهر يتم خفض 2 باوند، وبعد 6 شهور المريض ينخفض وزنه من 3 الي 3,5 كيلو جرام وهذا انجاز مهم.

ومن المزايا الكبيرة الاخري للدواء هو خفض ضغط الدم، حيث انه من 60 الي 70% من مرضي السكر مصابون بارتفاع ضغط الدم، وهذا يؤدي الي جلطة المخ، والسكتة القلبية، وبالتالي هذا يضاف الي تخفيض الجلوكوز وإنقاص الوزن.

وهل هذا يعني أن مريض السكر والضغط سوف يحتاجون إلي تغيير أدوية الضغط التي يتناولونها؟

بعض المرضي يمكن أن يتحكموا في ارتفاع ضغط الدم بدون الاحتياج إلي أدوية اخري، والآخرون يمكن ان يحتاجوا الي تغيير الجرعة، وفي بعض المرضي الذين ليس لديهم تحكم تام في الضغط يمكن ان يؤدي الي تحسن الضغط و الحالة بشكل عام.

هل تحدثنا عن مستقبل علاج مرض السكر ؟

هناك أدوية جديدة تم تطويرها وتعمل بفاعلية عالية، وتنتمي لمجموعة جلوكاجون ، وهناك علاج جديد يعمل لمدة اسبوع وهي اشباه الجلوكاجون، وهناك ابحاث حاليا ان تلك المجموعة تعمل عن طريق الحقن، ولكن الأبحاث تعمل علي تطويرها بحيث تتوافر في صورة اقراص، وهذا بالطبع سوف يحدث تطورا كبيرا، وهناك ابحاث اخري عن الأغشية في الجسم التي تعمل علي استقبال الأنسولين بطريقة افضل،

ومن الأدوية التي تعمل عليها مراكز الابحاث حاليا، هو اقراص صغيرة جدا ويتم وضعها تحت الجلد و يستمر مفعولها من 6 الي 12 شهرا وتقوم باخراج السكر من الجسم عن طريق البول، وهذا يساعد اغشية الجسم علي تقبل الأنسولين بشكل أفضل، وخلايا بيتا في البنكرياس تعمل بطريقة أفضل.

وإلي أين وصلت الأبحاث فيما يتعلق بالخلايا الجذعية ودورها في علاج مرض السكر؟

تلك منطقة مهمة جدا ، ولكن مازالت في مراحلها الأولية ، ولنا اهتمام كبيرة في تلك المنطقة، و هي في مراحلها البدائية، وقد تؤدي الابحاث الي ان الخلايا الجذعية تستطيع ان تنتج خلايا بيتا للبنكرياس. وبالتالي يمكنها إفراز إنسولين. الذي يستجيب للجولوكوز بطريقة صحيحة حسب احتياج الجسم. وهناك مراكز ابحاث كثيرة في العالم تعمل علي ذلك ، وأنا أحد العلماء الذين يعملون علي ذلك، و هو تطور معقول، ولكن لن تتحقق نتائج قبل 10 الي 15 عاما.

وهناك اتجاه آخر مواز حيث يتم العمل علي تطوير العلاجات الجينية، وقد تم التعرف علي 3 جينات يمكنها ان تنتج خلايا بيتا، ويمكن وضع الـ 3 جينات داخل مضادات الفيروسات، ويتم حقن مضادات الفيروسات داخل البنكرياس وبالتالي تتحول داخل البنكرياس إلي خلايا منتجة للأنسولين.

وبالتالي تستطيع أن تستجيب للجلوكوز ، وهذا هو الاتجاه الموازي للخلايا الجذعية، و تجربته تمت حتي الآن علي فئران التجارب والمرحلة القادمة سوف يتم تجربته علي الإنسان، وعموما الأتجاه في الابحاث يذهب إلي إنتاج خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، نظرا لأن المصابين بالنوع من السكر قد يفقدون خلايا بيتا بحيث تصبح غير قادرة علي إنتاج الأنسولين، ومن المؤكد أن هذا النوع من العلاجات سوف يكون مهما جدا لمريض السكر من النوع الاول حيث إنه لا يملك خلايا بيتا تماما.. وأيضا سوف يكون مفيدا لمرضي النوع الثاني الذين تطور مرضهم وفقدوا خلايا بيتا.

هل هناك طريقة لتجنب الإصابة بمرض السكر ؟

أفضل وسيلتين يمكن أن يعتمد عليهم الناس هو الحفاظ علي الوزن، وممارسة الرياضة ، لأن زيادة الوزن يجعل كل الاغشية مقاومة للانسولين، وبالتالي تضع جهدا شديدا علي البنكرياس لإفراز أنسولين اكثر، وبالتالي تجهد البنكرياس و تتسبب في تعطيله ودماره.

والرياضة هي طريقة جيدة لتخفيف مقاومة الانسولين، وتسمح للجسم ان يستجيب بطريقة صحيحة للانسولين، وبالتالي تحمي خلايا البنكرياس من الدمار، و جدير بالذكر ان السمنة لها مشاكل علي القلب و تسبب الجلطات المخية، و بالتالي السمنة تسبب مشاكل في الجلطات، ومريض السكر هو الأكثر عرضة للمشكلتين، وبالتالي الأولي أن يخفض وزنه ويمارس رياضة بطريقة منتظمة.

ماهي المعايير الذهبية لاكتشاف السكر مبكرا؟

هناك اختبار لقياس نسبة الجولوكوز في الدم، وهو ما يسمي بفحص الهيموجلوبين السكري التراكمي ، و يقاس كل 3 أشهر، و له معايير ثابتة، ويمكن من خلالها معرفه اذا كان هناك مشكلة ام لا، وبقياس السكر يمكن التعرف علي مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر.

واذا اكتشفنا ان الشخص مصاب بمرحلة ما قبل السكر يتم إجراء اختبار متخصص للكشف عن درجة تأثر البنكرياس في إفراز الانسولين، وهناك برامج في سانت انطونيو وعن طريق الجمعية الامريكية للسكر لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر للإصابة بالكشف المبكر عن السكر وبالتالي البدء بالعلاج المبكر.

وعوامل الخطورة هي ان يكون احد الوالدين مصابا بالسكر او احد الاخوات ، وبعض الامهات يصبن بالسكر اثناء الحمل، حتي لو اختفي السكر بعد الولادة فهما مازال لديهن مخاطر من الاصابة في المستقبل، والحقيقة ان هناك بعض العلامات التي تعكس ان الشخص معرض للاصابة مثل الوزن الزائد والسن فوق الخمسين، بالاضافة الي العوامل الجينية، وكل عام يتم اجراء تحليل عند الطبيب الخاص بك ويتم التشخيص مبكرا اذا كنت مصابا ام لا.

هل ضبط مستوي السكر في الدم، والتحكم فيه يقي من مضاعفات المرض علي أعضاء الجسم ؟

لا يمكنني القول 100% ، اذا كان الهيموجلوبين التراكمي تحت 6,5 فيكون الاحتمال تقريبا صفرا في الاصابة بمضاعفات علي العين والاعصاب والكلي، لكن قد تكون الحالة اكتشفت بعد اصابته بـ 6 او 7 سنوات، وبالتالي تكون الاعضاء تأثرت بالفعل. وهذا صعب ان يعود الي الوراء، وبالتالي كلما تم التشخيص مبكرا، يمكن منع المضاعفات خصوصا علي الاوعية الصغيرة التي تصيب الكلي والاعصاب. ولكن في الحقيقة اصابات الاوعية الكبيرة هي مشكلة مختلفة تماما عن ما كنا نتوقع، والحقيقة ان ليس لها ارتباط كثيرا بارتفاع الجولوكوز ولكنها مرتبطة اكثر بمقاومة الانسولين وتسمي متلازمة مقاومة الانسولين .

وما هي متلازمة مقاومة الانسولين ؟

ان الاغشية ستصبح مقاومة للانسولين و بالتالي معدلات الدهون في الدم تصبح غير طبيعية وانا اقوم بتلك الابحاث حاليا، وداخل الدهون في الدم يكون هناك معدلات مرتفعة من الدهون التراجيليتلايتس ، والدهون الضارة تزيد، ومن ضمنها الكوليسترول منخفض الكثافة يزيد وهو النوع الخطر. وبالتالي التحكم في الضغط والوزن والدهون، يساعد في التحكم بالاعراض الضارة علي الجسم ومضاعفاته، ولكن بعض المرضي يكون لديهم مشكلة في الجينات ، ويصعب معها التحكم السكر لديهم، حتي اذا تم ذلك يصعب التحكم في المضاعفات الخطرة علي أجسادهم .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق