الانفتاح الجامعى

وما يتبعها من كليات، والجامعات الخاصة، وهى جميعا تزخر بإمكانيات علمية، وأساتذة متخصصين فى الطب والهندسة والعلوم والاجتماع .. الخ، ومن الممكن أن نحقق إنجازا إذا انفتحت هذه الكليات على البيئات الكائنة بها، وتواصلت مع الأجهزة التنفيذية، ومولتها بالعون والخبرة والمشورة فيما تقوم به من مشروعات تنموية وما تقدمه من خدمات للمواطنين، كما يؤدى هذا التواصل إلى توظيف العلم لخدمة المجتمع، وكسر حاجز العزلة بينه وبين الجامعات فتكون أبحاث الأساتذة العلماء، ومشروعات الطلاب فى الكليات العملية هادفة إلى تطوير البيئة والارتقاء بها، كما يمكن من خلال القوافل الصحية والاجتماعية علاج المرضى وتوعية المواطنين وتثقيفهم، وأيضا بالأنشطة ينمو إحساس الطلبة بمشكلات المجتمع، وتتولد فيهم الرغبة والحماس للإصلاح والولاء للوطن.

وكمثال فى جنوب الوادى تبرز مشكلات عديدة كأخطار السيول، وتدنى مستوى المعيشة، والصراعات العائلية التى تستنفد الوقت والجهد والمنازعات الطائفية بين حين وآخر، فإذا تواصلت الجامعات مع الأجهزة التنفيذية فسوف يساعد ذلك فى ترشيد الجهود المبذولة لدرء خطر السيول، وتحقيق التآلف والتآخى بين المواطنين بالإسهام فى حل الخلافات العائلية والمنازعات الطائفية، كما يمكن توجيه المواطنين إلى إقامة مشروعات صغيرة حلا لمشكلة الفقر والبطالة، والاستثمار الأمثل فى الزراعة والصناعة، وفى كلية الاقتصاد المنزلى نسعى إلى الانفتاح على المجتمع والتواصل مع الأسر عبر وسائل الاعلام، ولاسيما المرئية لتوعية الأسر بترشيد الاستهلاك، ونبذ العادات المؤدية إلى الإسراف وإهدار كمية كبيرة من الأطعمة، ونشر ثقافة التغذية فتدرك ربة الأسرة القيمة الغذائية للأغذية المختلفة، وتصحيح المفهوم الخاطيء عن اللحم وانفراده بالبروتين، وكيف أن هذا البروتين يتوافر فى أطعمة كثيرة نباتية وحيوانية، مما يؤهل الأسرة إلى إعداد وجبات غذائية عالية القيمة بإمكانات اقتصادية محدودة، وفى قسم الملابس يكون السعى إلى عرض تصميمات للملابس تتسم بالبساطة وتتوافق مع تقاليدنا، وفى ظروف أزمة الإسكان يكون تصميم قطع الأثاث مزدوج المنفعة، ويتناسب مع سعة المسكن.

إن هذا الانفتاح الذى نأمله سيكون له الأثر الإيجابى فى دفع عملية التنمية وإثراء حياتنا الاجتماعية فهل نسعى جادين لتحقيق هذا الهدف النبيل؟

د. سناء محمد أحمد النجار

كلية الاقتصاد المنزلى ـ حلوان