رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
فأخذ القس فالنتاين يزوج الشباب العشاق سرا فى كنيسته، ولما علموا بأمره، أخذوه إلى السجن وأعدموه، فصار يوم الإعدام رمزا للحب، فالحب بمثابة الحبل السرى بين المتحابين، كحب الأم إلى وليدها، وعلاقة الإنسان بالوطن، وحب الرجل للمرأة، وحب العبادات والصداقات، الجيرة وسائر الكائنات تحيا بالحب والألفة، وهو الغزو الجميل الذى لا يقاوم، احتلال بلا أسلحة؛ وأسماء الحب كثيرة، منها على سبيل المثال: الغرام، الصبابة، الوجد، الشوق، الهيام، السهد، العشق، الهوي، الشجن، وهو الحب الممزوج بالحزن والألم؛ وكثيرا ما يولد الحب صغيرا وينمو، لكنه يموت فى نهاية المطاف، عندما يتعارض مع الكرامة، فيكون الانتصار إلى الكرامة ساحقا، فالكرامة أحيانا لا تقبل الصفح والغفران إلا حب الأم لوليدها، وحب الإنسان وطنه، فالوطن جميل عزيز غال ونفيس فى عين عاشقه مهما جار عليه؛ يسامح المرء الوطن على قسوته، بينما فى حالة الرجل والمرأة تقطع أواصر المحبة، ويغدوان غريبين، وربما أكثر انعطافا إلى الاعداء. ومن الأمثال الشعبية، «حبيبك يبلعلك الزلط، وعدوك يتمنالك الغلط»؛ و«الحب أعمي»، لأن المحب دائما لا يرى عيوب محبوبه، يراه جميلا فى كل حين، ويقال إن الصفات اتفقت على أن تلعب معا، «الحب، الحقد، الحسد، الأنانية»، فذهب الجميع، بينما اختبأ الحب بين الزهور فبحث عنه الأصدقاء دون فائدة، فأخذوا المدرار، وهى آلة يستعملها الفلاح، يبارزون الورد حتى فقعت عيناه، وأصبح أعمي؛ وقصص الحب كثيرة التى خلدها التاريخ، ومنها «عنتر وعبلة»، «قيس وليلي»، و«جميل وبثينة»، «روميو وجوليت»، ومن قصص الحب المعاصرة التى شهدت انعطافات وتحديات كثيرة وظلت متماسكة وقوية، تواجه الرياح العاتية إلى أن رست على شاطئ الوفاء العجيب إلى الشاعر والأديب الفلسطينى مريد البرغوثى وزوجته الروائية المصرية رضوى عاشور. وكتب شعراء كثيرون عن الحب، كالمتنبي، أبو فراس الحمداني، نزار قباني، إبراهيم ناجي، وعبدالله الفيصل فى قصيدته الرائعة «من أجل عينيك عشقت الهوي، بعد زمان كنت فيه الخلي»، التى غنتها أم كلثوم؛ ومن علماء الدين الإسلامى من خاض غمار الكتابة فى العشق والهوي، الإمام ابن حازم الاندلسى، كتاب «طوق الحمامة»، ومن أعظم مشاهد الحب تجسيدا فى السينما المصرية من فيلم «الأرض» للكاتب عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج يوسف شاهي، والفنان محمود المليجي، والهجانة تربط قدميه وتسحله، وهو يغرس بيديه فى الأرض ممسكا بترابها، وتفارق الروح، ولا يفرط فى هذا الحب العظيم إلى الأرض. حنان عمار ـ أسيوط