في يوم 1 يوليو 2015 تخيل مجموعة من الارهابيين من اعضاء تنظيم انصار بيت المقدس انهم سيعلنون مدينة الشيخ زويد ولاية اسلامية بعد هجومهم على كمين الرفاعي وعدد من الاكمنة الاخري في زمن واحد، ووضعوا خططهم بالتعاون مع اجهزة خارجية وبعض وسائل الاعلام المأجورة،
في محاولة لإظهار ان مصر دولة غير قادرة على السيطرة على اراضيها، وبدأت تلك العناصر المدججة بالاسلحة في التحرك، حتى وصلوا الى الاكمنة، وجاء الرد من قبل القوات المسلحة المصرية كالصاعقة فوق رؤوس اعضاء التنظيم وقادته، وانصارهم بالخارج، فألحقوا بهم خسائر بشرية ودمروا المعدات بشكل لم يكن يتوقعه اعضاء التنظيم وفروا هاربين تاركين خلفهم الجثث واحلامهم التي اصبحت في مهب الريح.
لقد كان هذا اليوم من الأيام الفارقة بالنسبة للارهاب في سيناء وايضا من الدول التي تمول انصار بيت المقدس، فقد تأكد لهم انه لا يمكن لمجموعات ارهابية ان تحقق نصرا ايا كان علي القوات المسلحة المصرية وكان الرد عنيفا قويا ادى الى ضرب الكيان الاساسي للتنظيم في مقتل، بل انه أفقده توازنه، ولم يستطع بعدها ان يلملم شتاته، وانهار الكيان الاساسي لهذا التنظيم الذي سيتم القضاء عليه تماما في القريب العاجل. لقد تعرضت مصر لموجة ارهابية شرسة بعد ثورة 30 يونيو بعد ان تعاونت جماعة الاخوان الارهابية مع انصار بيت المقدس في سيناء للضغط على الدولة المصرية واعادتهم لحكم البلاد مرة اخرى، معتقدين ان القوات المسلحة المصرية غير قادرة على صد اي عمليات ارهابية او السيطرة على الوضع في سيناء وتدمير قواعد تنظيم انصار بيت المقدس في سيناء بالكامل، وان ما يتم فعله في سوريا والعراق ممكن ان يتكرر بسهولة في سيناء او على اي ارض مصرية الا ان ذلك لا يمكن ان يحدث في ظل وجود جيش مصري وطني يدافع عن الارض والعرض وله عقيدة قتالية لا يمكن ان يحيد عنها. إن الجيش المصري له عقيدة بأنه لا يمكن ان يستهدف المدنيين ولا يمكن ان يستهدف موقعا يدرك تماما وجود مجموعات ارهابية به اذا تواجد فيه اطفال او نساء، وكم من عملية عسكرية ضخمة تم الغاؤها بسبب وجود مدنيين في الموقع المحدد، وهو الامر بالفعل الذي يؤخر تطهير سيناء من الجماعات الارهابية بها، فالجيش المصري يتعامل مع تلك العناصر كالجراح الذي يمسك بمشرط يستأصل الاجزاء المصابة دون المساس بالأعضاء الحيوية.
لقد أعلن اللواء اركان حرب محمد الشحات مدير ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة يوم الخميس الماضي، انه تم ضبط اكثر من الف طن من المتفجرات قبل وصولها للعناصر الارهابية،كما تم ضبط اكثر من 100 مليون جنيه لدعم تلك العناصر، وبتمويل من بعض الدول، اذن فان التخطيط ان تصبح مصر.. مثل سوريا او العراق أو ليبيا.. حربا داخلية طاحنة والدفع بعناصر ارهابية من الخارج لتصل الى مصر عبر الحدود الاستراتيجية المختلفة لتنفذ المخطط بدقة، في ظل تمويل اجنبي لا حدود له، واسلحة ومتفجرات تم إدخالها الى البلاد، وان تصبح سيناء بيئة حاضنة لتلك الجماعات وإعلان سيناء ولاية اسلامية ، ثم بعد ذلك الانتقال الى محافظات الدلتا، لتعم الفوضى والخراب.
وأسهم في هذا المخطط والفكر ان جميع الحدود المصرية ملتهبة بسبب الصراعات التي تمر بها الدول الحدودية، واعتقد البعض ان مصر لن تستطيع ان تحافظ على حدودها بسبب المساحات الشاسعة وامكانية السيطرة تعتبر شبه مستحيلة، في ظل عدم وجود قوات لحرس الحدود علي الدول الحدودية، بجانب الدعم اللوجيستي للعناصلر الارهابية في سيناء من خلال الانفاق من جانب قطاع غزة. ولكن لم يتخيل جميع المخططين والمنفذين ان مصر وضعت خططها للسيطرة على الوضع بالكامل من قبل 30 يونيو بفترة للسيطرة على الوضع وبخاصة في سيناء، بعد معرفة المخطط التآمري على الدولة واستطاعت ان تفرض سيطرتها على الارض من خلال التشكيلات العسكرية المختلفة التي طوقت سيناء بالكامل ، وبعد ضربات عديدة من الجيش وايضا نفذت اكثر من عملية ارهابية في مواجهات شرسة، حاولت ان تنفذ تلك العناصر الارهابية عملية مباغتة تحقق فيها اي نصر معنوي على القوات المسلحة المصرية لذا جاءت موقعة الاول من يوليو الفاشلة.
منذ ذلك التاريخ بدأت القوات المسلحة المصرية في تنفيذ عمليتها العسكرية الشاملة المعروفة بحق الشهيد لتطهير سيناء بالكامل من العناصر الارهابية، وقامت بنشر قواتها وبالتعاون مع الافرع المختلفة وبخاصة القوات الجوية، وتمت محاصرة تلك العناصر وقطع وسائل الامداد عنهم وتم القضاء علىأعداد كبيرة من ذلك التنظيم الارهابي والقوات مستمرة في عملياتها حتى يتم الاعلان عن ان سيناء خالية من اي عنصر ارهابي.ان مصر تحقق انجازات غير مسبوقة في اي دولة في العالم للقضاء على ظاهرة الارهاب واستطاعت ان تقوضه في زمن قياسي ، بل انها حددت الاهداف المطلوبة وانجزتها، كما استطاعت ان تفرض السيطرة الكاملة على الحدود الشاسعة لتحقق الاستقرار وتقضي على اي عمليات تسلل، وتوقف المخططات الخارجية التي سعت الى اسقاط الدولة المصرية في بحور من الدماء كما فعلت في دول مجاورة.
ان القوات المسلحة المصرية هي الدرع الواقية لمصر الحامية لأمنه واستقراره ، والمحافظة على تماسكه .
[email protected]
رابط دائم: