اكتشفت والدتها ميولها للأعمال اليدوية فی سن مبكرة، وساعدتها فی تنمية موهبتها، وأحضرت لها كل الأدوات التی تساعدها علی غزل منتجات «البامبو»، وصممت أشكالا مختلفة وهی لا تزال فی مرحلة التعليم الابتدائي، مما جعل مسئولة النشاط بمدرسة النور للمكفوفين بالدقی تحرص علی تنمية موهبتها والبحث عن مواهب آخری لديها، فوجدت لديها ميولا للعزف علی الآلات الموسيقية المختلفة، بجانب تفوقها العلمی .. إنها سامية محمد عبد الرحيم التی لم تمنعها الإعاقة البصرية من التفوق وتحقيق نجاحات مختلفة.
فی البداية تقول والدة سامية: ولدت ابنتی التی تبلغ من العمر حاليا 15 عاما كفيفة البصر، ورضيت بقضاء الله وقدره، وعندما وصل عمرها إلی 6 سنوات، ألحقتها بمدرسة النور للمكفوفين بالدقی، وهى فى الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية كانت دائما تميل إلى رسم الأشكال اليدوية، ومع مرور الوقت بدأت موهبتها تظهر، ولاحظت عليها أنها تجد سعادة كبيرة فى هذه ممارسة الأعمال اليدوية التى تساعدها على الابتكار، فقمت مع المعلمين المسئولين عنها فی المدرسة بتدعيمها وتنمية هذا الجانب الإبداعى لديها، مما أكسبها ثقة فی نفسها وبدأت تدرك قيمة الأعمال اليدوية التی تقوم بها.
وتضيف: عندما علمت سوسن أبوالفتح مديرة إدارة الموهوبين بإدارة الدقى التعليمة أن ابنتی سامية متميزة فى صناعة الخوص قامت بتدعيمها وتشجيعها، وقامت بمساعدتها للمشاركة فى العديد من المعارض بأشكال مختلفة منها «أطباق واسبات» التی نالت أعجاب الجميع نظرا لتفوقها فى رسم أشكال بسيطة ومميزة تحمل طابعا جماليا يبرز موهبتها وتفوقها.
وتكمل: سامية تمتاز بالهدوء وهى دائما لا تستسلم ولا تعترف بان الإعاقة يمكن أن تقف حائلا فى تحقيق أحلامها، وتؤمن تماما بان الله إذا اخذ شيئا من الإنسان أعطى له شيئا أخر أفضل منه لمواجهه الواقع، وابنتی منذ الصغر لديها أيضا هواية العزف على الآلات الموسيقية التى تعلمت عليها من تلقاء نفسها، دون مساعدة من أحد، من ناحية تركيبها وضبطها والعزف عليها ومنها البيانو، وعندما اكتشفت زينب صلاح مسئولة نشاط المكفوفين بمدرسة النور موهبة سامية فى العزف واللعب على الآلات الموسيقية قامت بتبنيها وتدريبها حتی لفتت نظر الجميع سواء بالمدرسة أو الإدارة التعليمية. وتواصل حديثها: إلى جانب ممارسة سامية لهواياتها المختلفة فهى متفوقه فى الدراسة ودائما تحصد المراكز الأولى على مستوى المدرسة بسبب تميزها مما جعلها تمثل المدرسة خلال مشاركتها فى المسابقات المدرسية سواء على مستوى الإدارة آو المحافظة، وبسبب تفوقها فی المسابقات كرمها مستشار العلوم بالوزارة وحصلت على مكافأة مالية لاشتراكها فى تصميم نموذج مجسم للسلسلة الغذائية وحصلت على شهادة تقدير من المحافظة والوزارة، والعام الماضى اشتركت فى مسابقتين هما مسابقة «فكر وابتكر» على مستوى المحافظة ومسابقة «افعل أبدع» بالاشتراك مع جامعة حلوان وقد حصلت أيضا على مركز أول محافظة و كرمت من عدة جمعيات أهلية. فی ختام الحديث تقول الطالبة سامية: اشكر اسرتى التی كان لها دور كبير فى تشجيعى باستمرار خاصة والدتي، كما اشكر استاذتى مسئولة النشاط بالمدرسة التى تكرس كل قوتها ووقتها للتدريب علی مواجهه التحديات، لكی أشعر بأننى لا اقل فی شئ عن المبصرين، وهی من جعلتنی اقتنع بان الإعاقة ليست جسمية ولكن عقلية، وان الإعاقة سلاح ذو حدين اما التفوق والتغلب على الواقع بالعزيمة والإرادة أو الاستسلام والفشل.
رابط دائم: