في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الطلاق ارتفاعا هائلا حتي وصلت إلي 40% من حالات الزواج، وللأسف فأين الخلل الذي نتجت عنه هذه النسبة المرعبة؟ هل الخلل في الرجل أم المرأة أم الاثنين معا؟ أم في البيئة والتنشئة الخاطئة؟.
تقول د.رانيا رفعت اخصائية الصحة النفسية ومستشارة العلاقات الأسرية: إننا أصبحنا أمام ظاهرة كارثية لابد من مواجهتها والتصدي لها، ومن واقع خبرتي في التعامل مع مثل هذه المشكلات أري أن الحل هو إعداد الشاب والفتاة قبل الزواج بدلا من خوضهما هذه التجربة دون علم بمسئوليتهما، وأول شىء في مرحلة الإعداد أن يتعلما كيفية اختيار شريك الحياة، وأن يكون هذا الاختيار علي أسس سليمة من البداية، فالتوافق الاجتماعي والفكري والوجداني من أهم عوامل نجاح الزواج. وتضيف: علي الشاب والفتاة ألا تكون نظرتهما سطحية في الاختيار، فلا تقوم علي المظهر الخارجي فقط، والذي أحيانا كثيرة يكون براقاً وخادعاً في الوقت نفسه، أو أن يتم الاختيار تحت ضغط سواء من الأهل أو الظروف المحيطة, ثم تأتي مرحلة التعارف والخطوبة والتي في كثير من الأحيان أكثر ما يستغلها المظاهر والمجاملات وتجهيز منزل الزوجية، وإن كان الأحري بنا في هذه المرحلة أن نجهز الشاب والفتاة تجهيزا ذاتيا لمعرفة ما عليه من واجبات وما له من حقوق في المرحلة المقبلة من حياته. لذلك أشجع الخطيبين علي إدراك أن هذه المرحلة يجب أن تتخللها فترات لمشاهدة تصرفات وردود أفعال الطرف الآخر، وهل هي مناسبة لي ولشخصيتي؟ وما هي القيم والمعتقدات خلف هذا السلوك والتصرفات؟ وهل تتماشي مع قيمي ومعتقداتي أم لا؟ أسئلة كثيرة يجب أن تطرح في هذه المرحلة مع الحفاظ علي طابعها الجميل والاستمتاع بها في حدود ما يسمح به الدين.
وفي النهاية تشبه د.رانيا الزواج بمشروع العمر لذلك لابد أن نستثمر فيه ونبذل من الجهد والوقت والمال كل ما في وسعنا كي يؤتي ثماره علي المدي الطويل، وإذا كنا قد شبهنا الزواج بمشروع، إذن فعلينا أولا دراسة المشروع ثم وضع خطة مستقبلية قصيرة المدي وخطة طويلة الأمد لضمان نجاح هذا المشروع.
رابط دائم: