رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حروب ترامب

رانيا حفنى
أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من قبل أن حروب هيلارى كلينتون فى الشرق الأوسط أسفرت عن أضرار أدت الى زيادة نشاط تنظيم «داعش» فى العالم.

وأعتبر أن القرارات غير العقلانية التى اتخذتها أدت إلى «أحداث كارثية تتطور حاليا». كما كان ناقدا لسياسة واشنطن إزاء العراق وسوريا وإيران. ولذا شن حربا منذ بداية حملتة الانتخابية على الإرهاب وعلى وسائل الإعلام الأمريكية وبعض الشبكات التليفزيونية التى اثرت سلبا على الرأى العام العالمى بأخبار مغلوطة وعارية تماما من الصحة. واتخذ قرارا بعد اسبوع واحد فقط من تولية الرئاسة بمنع مواطنى سبع دول شرق اوسطية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية, ووقع على الأمر التنفيذى فى مقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بعد مراسم أداء الجنرال جيمس ماتيس لليمين كوزير للدفاع. القرار او حرب ترامب الأولى تشمل:

إيقاف برنامج قبول اللاجئين فى الولايات المتحدة لمدة 120 يوما, فرض حظر على اللاجئين من سوريا لحين حدوث «تغييرات مهمة» تتوافق مع المصلحة الوطنية, تعليق السماح بدخول القادمين من العراق وسوريا والبلدان التى صُنفت على أنها «مناطق مثيرة للقلق» لمدة 90 يوما. لتصف كل من الجزيرة والجارديان البريطانية ـ لأسباب معروفة اخوانية الهوى قراراته تلك بطريقة مبالغ فيها كعادتهما بانها بمثابة اعلان حرب سياسية وحرب على «الاسلام» لاستثارة الرأى العام ضدة. فى حين ان حرب ترامب هى ضد الإسلام الراديكالى بدون اى خلط بين الإسلام كديانة يعتنقها مليار ونصف مليارمسلم وبين الأقلية التى تحمل فكرا متطرفا ومنبوذا من الغالبية العظمى من المسلمين انفسهم. والحقيقة هى ان ترامب لم يلجأ الى الدماثة فى وصف الإرهاب بل سمى الأمور بمسمياتها لأنه يرى ان الإسلام الراديكالى هو التهديد الأكبر للحضارة الغربية. وبالطبع فمن المتوقع ان يواجه سلسلة من التحديات القانونية الجديدة بشأن ما إذا كان ينتهك قانون مناهضة التمييز الصادر عام 1965, فقد تحدث فى القرار عن الحاجة لحماية البلاد من عمل إرهابى مثل هذا الذى حدث فى 11 سبتمبر 2001 على الرغم من أن الإرهابيين الذين نفذوا تلك الاعتداءات لم يأتوا من أى من الدول السابع التى ذكرها ترامب فى قراره، وهى الحقيقة التى ربما يستغلها الرافضون للقرار فى تحديهم القانوني.

الأهم على الإطلاق هو تصريح مستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أول تصريح له عقب فوز الأخير برئاسة الولايات المتحدة، إن ترامب سيمرر مشروع اعتبار «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية. فالمشروع ظل معلقا داخل الكونجرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، نظرا لأن باراك أوباما كان يدعمهم. اما ترامب فيرى أن الإخوان من أخطر الجماعات التى تغذى الفكر المتطرف, لذا، فهو يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم الإخوانى وليس احتواؤه سياسيا، مثلما فعل أوباما وهيلارى كلينتون. لتبدأ حرب ترامب الثانية والتى تتمثل فى علاقات الولايات المتحدة مع الدول التى يوجد بها الإخوان، إذ أن اتخاذ مثل هذا القرار معناه مطالبة هذه الدول بأن تحذو حذو واشنطن من ناحية وتقوم بحظر الجماعة والتحفظ على أموالها، وهو أمر صعب التزام الدول به، خاصة فى ظل الانتشار الكبير للإخوان حول العالم. ولذا وصفت صحيفة «المونيتور» الأمريكية، إن تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة يوجد تحديات جديدة أمام قطر على سبيل المثال، التى ظلت على مدار سنوات ترعى تنظيم الإخوان وتستضيف قادته على أرضها، ما أثار إحباط الكثير من الدول الخليجية المجاورة لها.

وبالتالى فان على الرئيس الأمريكى ان يتوقع تحركا اخوانيا لعرقلة صدور هذا القرار. وبالفعل بدأت منظمة «كير» التابعة للجماعة الإرهابية و الجمعية الإسلامية الأمريكية فى عقد مؤتمرات واجتماعات مع الجاليات الإسلامية هناك بهدف توحيدهم وضمهم إلى كيان واحد يتبع الإخوان لمواجهة الرئيس الأمريكى بحجة رغبتة فى إقصاء الإسلام بشكل عام من أمريكا وليس كما قال إنه سيواجه الإسلاميين المتطرفين.

اما حرب ترامب الثالثة والتى بدأت بالفعل فتتمثل فى بناء الجدار الحدودى مع المكسيك، حيث سيبدأ العمل فى بنائه خلال الأشهر المقبلة، بتكلفة 8 مليارات دولار. ويمتد هذا الجدار لمسافة 1600 كيلو متر بسبب تضاريس الحدود، حيث إن طول الحدود الأمريكية يمتد بطول 3 آلاف و200 متر، وعلى ترامب الالتزام باتفاقية تم توقيعها فى 1970 والتى تضع ضوابط محددة حول تشييد أى بناء على الحدود بين البلدين، والتى تنص على أن البناء لا يعرقل تدفق مياه الأنهار وهى موجودة على الحدود بين المكسيك وتكساس.

ونأتى الى العلاقات الأمريكية ـ الروسية وقرار ترامب بإنشاء مناطق آمنة فى سوريا, لتكون بمثابة موضوع نقاش بين روسيا والجانب الأمريكي, ولذا فأنه من المستبعد أن يبادر ترامب بإغلاق الباب أمام التقارب مع روسيا التى ستكون أكبر داعم لخطته فى الحرب على الإرهاب كأولوية كبري.

فى جميع الحالات علينا ان ندرك ان سياسة ترامب تختلف تمامًا عن أوباما فهو ينظر إلى الأمور بمقياس القوة وليس الضعف ولا يعنيه الديمقراطية ولكن يهمه فى المقام الأول والأخير الحفاظ على أمن الولايات المتحدة الأمريكية بحصار الإسلام السياسى المتشدد. حرب ترامب المتوقعة ضد الجماعات المتأسلمة ترجمة لقناعات فكرية يؤمن بها ولا يرى وسائل بديلة عنها. هو لا يفرق بين تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، أو بين تنظيم «القاعدة» وجماعة «الإخوان المسلمين»، وإنما يضع كل تلك الجماعات وغيرها فى سلة واحدة. وبالتالى فأن حرب ترامب المؤكدة ستكون ضد العين الحمراء التى ستحاول تلك التنظيمات الإرهابية اظهارها لساكن البيت الأبيض الجديد سواء كان بهجمات ارهابية محتملة او بحملات اعلامية ممنهجة وممولة جيدا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق