عقب ثورة 25 يناير مباشرة نجح الإخوان في اختراق المؤسسات الأمريكية، وانتهي الأمر باستيلاء الإخوان على الحكم ولكنهم فشلوا فى مهمتهم فشلا ذريعا، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حيث ارتكبوا أخطاء فادحة فيما يخص مثلا ملف سد النهضة وسوريا وهرولة في اتجاه قطر وتركيا وبعد تفاقم الأوضاع ووصولها لمرحلة الخطر والغليان لم يكن هناك مفر من ثورة ثانية لتصحيح المسار، وكانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
وأخذت الدبلوماسية المصرية على عاتقها مهمة توضيح حقيقة الأحداث السياسية المتلاحقة والتى أدت لهذه الثورة لأن الرؤية لم تكن واضحة لكل أطراف المجتمع الدولى.
٢٥ يناير كانت نقطة تحول وثورة شعبية قام الشباب بالدور الأبرز فيها، وواجهت الدبلوماسية المصرية تحديات كبيرة فى أعقابها، بسبب العديد من ملفات السياسة الخارجية المهملة فى عهد مبارك وعلى رأسها القارة الإفريقية وما نتج عنه من تداعيات وتعقد مشكلة مياه النيل.
ولذلك عكفت مصر منذ عهد المجلس العسكري بعد ثورة ٢٥ يناير علي العمل علي استعادة مكانتها إقليميا ودوليا ، وكان اهتمام مبكر من الحكومات التى جاءت بعد الثورة بإفريقيا، وأول نتائج هذا الاهتمام كانت زيارة ميليس زيناوي لمصر في منتصف سبتمبر عام ٢٠١١ خلال حقبة المجلس العسكري بعد انقطاع دام ١٧ عاما وحظيت هذه الزيارة باهتمام شعبي ورسمي كبيرين، ولكن للأسف أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فرغم ترحيب الدول الغربية وامريكا بالثورة إلا أنهم كانوا يريدون فرض اجندتهم السياسية الخاصة ، كما تبنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون نظرية كانت الجماعة الإرهابية بدأت تروج لها وهي ان حكم الإخوان هو الحل للقضاء علي التطرف الدينى لأنهم يمثلون الإسلام الوسطى والمعتدل والديمقراطي.
وخلال تلك الفترة نجح الإخوان في اختراق المؤسسات الأمريكية، بمعني أنهم تمكنوا من اختراق مجلس الأمن القومى، وأيضا الكونجرس والأهم من كل ذلك مراكز الأبحاث الأمريكية، وانتهي الأمر باستيلاء الإخوان على الحكم ولكنهم فشلوا فى مهمتهم فشلا ذريعا، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حيث ارتكبوا أخطاء فادحة فيما يخص مثلا ملف سد النهضة وسوريا وهرولة في اتجاه قطر وتركيا وبعد تفاقم الأوضاع ووصولها لمرحلة الخطر والغليان لم يكن هناك مفر من ثورة ثانية لتصحيح المسار، وكانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
وازدادت التحديات بعد ثورة ٣٠ يونيو، حيث أخذت الدبلوماسية المصرية على عاتقها مهمة توضيح حقيقة الأحداث السياسية المتلاحقة والتى أدت لهذه الثورة لأن الرؤية لم تكن واضحة لكل أطراف المجتمع الدولى.
وكما يقول السفير عبد الرؤوف الريدى، الذى كان للأهرام حوار مطول معه عن رؤيته لما أنجزته الدبلوماسية المصرية منذ ثورة ٢٥ يناير وحتى الآن، وما هى التحديات التى مازالت تواجهنا، وماذا علينا أن نفعل فى المستقبل، «إن ما تم انجازه بشكل صحيح تم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى».
ويضيف على مستوى العلاقات المصرية الأوروبية مثلا، قطعت مصر شوطا كبيرا لدعم علاقاتها بالشريك الأوروبى الذى طالما أعتبر مصر شريكا استراتيجيا له بسبب دور مصر المحورى فى المنطقة، وذلك بالرغم من الانتقادات التى يوجهها أحيانا الاتحاد الأوروبى للسياسات أو القرارت المصرية خاصة تلك المتعلقة ببعض الأحكام القضائية وهو الأمر الذى يجب على المجتمع الدولى احترامه وعدم التدخل فيه.
وكان لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدد كبير من الدول الأوروبية أثرا إيجابيا كبيرا فى توطيد العلاقات بين مصر وأوروبا وضمان مساندة هذه الدول لمصر داخل الاتحاد، كما تمكنت الدبلوماسية المصرية من جمع أكبر تأييد وحشد دولى لتحصل مصر على عضوية مقعد غير دائم فى مجلس الأمن لعامى 2016 و2017.
ويؤكد الريدى أن الرئيس السيسى لديه إرث صعب سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فمثلا على المستوى الداخلي كان هناك تهاون فى عهد مبارك فيما يخص الوضع فى سيناء، حيث ترك مبارك سيناء دون تعمير حتى استفحل موضوع الأنفاق مع غزة وانتشر وهو ما واجهه السيسي بحسم.وعلى الصعيد الإفريقى، أهمل مبارك إفريقيا لسنوات طويلة ، ويتحمل مبارك جزءا من الخطأ فى موضوع سد النهضة لأنه كان يتصور ان بإمكانه أن يوقف هذا المشروع عن طريق الاتصال بالدول الغربية، لكن المشروع كان موجودا وجاهزا للتنفيذ وكانت أديس أبابا تبحث عن تمويل ، ولقد لمست ما كان يشعر به الأفارقة من مرارة شديدة تجاه مبارك وسياسته تجاه إفريقيا حين ذهبت ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية بعد الثورة إلى إثيوبيا والتقيت زيناوى وكان من الممكن بدبلوماسية فى عهد مبارك الاتفاق على حل مقبول لموضوع السد وكان المشروع فى البداية مجرد خزان يستوعب كمية لا تتعدى الـ١٧ مليار متر مكعب، ثم جاء عهد الإخوان وبسبب سوء تصرف المعزول محمد مرسى تفاقمت المشكلة.
وردا على سؤال كيفية التحرك فى الفترة القادمة فيما يتعلق بملف المياه ؟
أجاب الريدى ، فى الوقت الحالي ليس أمامنا سوى ما نقوم به الآن، ولكن يجب علينا أن نتخذ إجراءات احترازية ونستعد للفقر المائى، سواء تم حل مشكلة سد النهضة أو لم يتم حلها نحن فى حاجة إلى سياسة ترشيد استخدام المياه بطريقة أخرى تماما، فأسلوب الزراعة «بالهدر» يجب أن ينتهى تماما، مثلا إسرائيل لديها مليار وربع مليار متر مكعب ولديها محاصيل تصدر إلى الدول الأوروبية وذلك لأنها تتعامل مع المياه كعنصر ثمين، ولكن نحن لدينا أضعاف ذلك من المياه وللأسف لا نحسن استخدامها. والفقر المائى بالأساس بسبب التزايد الكبير فى الزيادة السكانية وليس سد النهضة فقط، لذلك أرى أنه من الملفات الداخلية المهمة المرتبطة بهذا الموضوع ويجب الالتفات إليه ووضع خطة محكمة لمواجهته خلال الفترة القادمة هو الانفجار السكانى، ما أريد قوله أنه يجب الآن التعامل مع واقع موجود ونخطط له مستقبلا، بترشيد استخدام المياه.
واستكمالا لما تم إنجازه حتى الآن على الصعيد الخارجي قال الريدى ، أنه بعد تولى الرئيس السيسى بدأ الاتجاه شرقا لتنويع مصادر السلاح وفتح آفاق جديدة فى العلاقات وكان هذا التحرك استراتيجى، وذلك بسبب موقف الإدارة الأمريكية التى امتنعت عن منح مصر المساعدات العسكرية المستحقة لها، ويجب أن نأخذ فى الاعتبار أنه حتى الآن لم تنشر كل الإيميلات الخاصة بهيلارى وأنا أثق ان هناك الكثير مما يخص مصر، هيلارى أتت إلى ميدان التحرير عدة مرات والتقت بأعضاء الجماعة فى مكتب الإرشاد. وبالنسبة للعلاقات مع روسيا أرى أنها تسير بشكل جيد، وما يشترطونه لعودة السياحة، لديهم حق فيه وبالفعل أصبح هناك اهتمام بالتفتيش فى المطارات.
واستطرد قائلا: اعتقد فى ضوء الظروف التى تمر بها مصر حاليا السياسة الخارجية تعتبر متوازنة، اهتمام بإفريقيا .. علاقات أوروبية وعربية جيدة، بالنسبة للملكة العربية السعودية أعتقد أن الموقف يجب أن يبقى على ما هو عليه، أما دول الجوار مثلا بالنسبة للسودان العلاقات جيدة وتسير بشكل إيجابى، أما ليبيا فهى بالنسبة لى لغز.
بالنسبة لموقف مصر فى الملف السورى هو دعم الدولة الوطنية وهذا مفهوم جيد لإدارة الأزمة رغم تحفظاتى على بشار ولكن يجب التصدى لضرب مشروع الدولة الوطنية فى اليمن وسوريا، وهذا هو الموقف المصري وأنا معه .
وماذا عن تركيا وقطر؟
بالنسبة لتركيا أرى أن نتصرف وكأن أوردوغان غير موجود وأنا متأكد من أنه داخل تركيا يوجد قوى لا توافق على سياسات أوردوغان، والشعبين لا يوجد مشاكل بينهما على العكس ، لذلك يجب أن تستمر القنوات الثقافية والعلمية والتجارية والاقتصادية والسياحية .
قطر لا أستطيع أن أفهم لماذا تتصرف بهذه الطريقة، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم موجودة فى قطر، والعراق ضربت من قطر، فهى لغز بالنسبة لى ولكن مواجهتها يكون بتواجد عربى أقوى لأن التواجد العربي القوى سيحكم هذه الدويلات.
ولا اعتقد أن قطر وتركيا ستستطيعان تمويل جماعات الاٍرهاب الديني بعد وصول ترامب للحكم فى امريكا لأنه سيأخذ موقفا حاسما ضد الإرهاب وهذا الأمر يجب أن ترحب به مصر وتستفيد منه وبالتالي سيتراجع دور تركيا وقطر، لأن الجماعة الإرهابية تستند إلى تركيا وقطر بالأساس فى الوقت الحالي فلا شك أن موقف ترامب سيؤثر على هذه النقطة كثيرا.
وماذا عن عملية السلام فى الشرق الأوسط ؟
فيما يخص عملية السلام ، مصر مع الثوابت فى القضية ولكن لم تعد مصر تستطيع أن تحمل هذه القضية فوق أكتافها بمفردها، موضوع القومية العربية لم يعد من الأولويات الآن انتهى الحديث عن ذلك، ولكن الأولوية يجب أن تكون لمصر، ومصر لها دور عربى يجب أن لا ينزوي وهى تُمارس بالفعل دورا مهما فى عملية السلام ولها رأى فيما يحدث فى سوريا والعراق .
وما أقصده أنه يجب أن نعطى الأولوية لمصر هو الاهتمام بجبهات أخرى مثل دول شمال إفريقيا وإفريقيا، وذلك سينعكس بشكل إيجابى على الاقتصاد فالإمكانات المتاحة والأسواق فى إفريقيا ضخمة جدا ولكن على الناس أن تعمل هنا أولا وأن نشجع المصريين على الذهاب الى العمل والاستثمار فى إفريقيا، أو الزراعة فالسعودية تزرع فى إثيوبيا، مصر يمكن أن تزرع فى السودان. يجب أن يكون هناك خيال وعلم.
تحدثنا عن الخطوط العريضة لما تم إنجازه على الساحة الخارجية وجاء وقت التحديات؟
المشكلة التى مازالت تواجهنا هى صورة مصر فى الإعلام الخارجي، وما يتردد فى الإعلام الغربى عن جمعيات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، هذا هو التحدى الذى لازال يواجهنا وهناك إجراءات يجب ان تتخذ، فمجلس حقوق الإنسان يرأسه رجل وطنى من المؤسسة العسكرية ويقدم توصيات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأن ذلك سينعكس بالإيجاب على صورة مصر فى الخارج، فمصر لم تنجح فى التعبير عن نفسها بشكل صحيح ولَم تشرح بوضوح ونجاح ما حدث أو يحدث فى مصر، ولا ما نتعرض له من إرهاب، وقلت من قبل عدة مرات يجب أن يكون هناك بديل لهيئة الإستعلامات ومن وجهة نظرى الإعلام الخارجي يجب أن يصبح مسئولية الخارجية، هناك شباب بالخارجية قادرين على القيام بهذه المهمة ويساعدهم فيها ذوى الكفاءة من هيئة الإستعلامات، ويلغى قسم الإعلام الداخلي من هيئة الإستعلامات فهذا الأمر ليس له مثيل فى الدول المتقدمة، وتكون هناك قنوات إذاعية موجهة للخارج .
هناك تحد آخر كبير تواجهه مصر وهو الإرهاب، الرئيس السيسى لديه رغبة شديدة فى محاربة الإرهاب والتطرف الديني ومنها دعوته لتجديد الخطاب الديني، ولكن فى اعتقادى أن الموضوع أكبر من تجديد الخطاب، الموضوع موضوع فكر، حتى كلمة الحرب على الإرهاب لا تعجبنى لأنها توحى بالعنف، وسأعطيك مثالا، مصر من أفقر الدول من حيث عدد المكتبات العامة وهناك قرى بأكملها لا يوجد بها مكتبات ومعقل للأفكار المتطرفة، لو وجدت مكتبات بكل هذه الأماكن سيتغير الوضع وتتفتح مدارك هؤلاء ، تغيير الأفكار والتعليم عامل مهم جدا، وأنا لدى فكرة إطلاق مبادرة لإنشاء ألف مكتبة، ويكون هناك إشراف على ما يقدم من مادة داخل هذه المكتبات.
وهناك مقولة أمريكية أطلقت وبدأت تنتشر وهى «الإرهاب حرب أفكار»، وهذا هو جوهر الحرب على الإرهاب، يجب أيضا أن تتحسن صورة مصر فى الخارج وأن تكون هناك مبادرات شبابية تتولى ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي وشرح الإرهاب الذى تتعرض له مصر فى سيناء وغيرها من المناطق.
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية يقول السفير عبد الرؤوف الريدى الذى كان سفيرا لمصر في واشنطن من عام ١٩٨٤ حتى عام ١٩٩٢، ان هذه العلاقات هى التحدى الأكبر الذى يواجه السياسة الخارجية المصرية فى الفترة القادمة ، وفترة حكم دونالد ترامب اعتقد فرصة جيدة أمام مصر لتحقيق نقلة نوعية فى العلاقات، لأن ترامب لديه نية للقضاء على التطرّف الإسلامى وبالتالي هناك قاعدة نلتقى عندها.
وأكرر مرة أخرى العلاقات مع أمريكا أولوية كبرى لمصر في الفترة القادمة، ورغم أن هناك قوى اقتصادية أخرى صاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وبالطبع يجب ان لا نغفل أوروبا لكن تظل أمريكا رقم واحد بتقدمها فى التسلّح والعلم وما لديها من جامعات ومراكز أبحاث واستراتيجية ومفكرين ، حتى روسيا تسعى لإقامة علاقات قوية مع أمريكا . والذى سيحكم فى أمريكا شخصية غير متوقعة ، فيجب ان نستعد للتعامل معها وندرس كيف يتم ذلك ، ويجب أن يكون لدى القائمين على الأمر فهمًا جيدا للسياسة الأمريكية، وأن يكون لمصر تواجد فى الكونجرس وتواصل مع مراكز الأبحاث، اعتقد أن هذا يجب أن يكون أهم عنصر فى السياسة الخارجية المصرية فى المستقبل القريب.
انتهينا من أهم التحديات، أين يجب أن توجه الدبلوماسية المصرية خطاها في الفترة القادمة؟
العراق وإيران. أولا العراق هى الدولة العربية التى يمكن أن تلعب دورا مع مصر في الفترة القادمة، لا شك أن هناك تواجدا إيرانيا قويا في العراق بسبب جهل الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش وكارثة حربه على العراق، ولكنها دولة عربية وعلاقتنا بها جيدة والآن دخل عنصر البترول فنحن الآن نأخذ بترول من العراق، ويمكن أن تكون قوة عربية تساندنا، وأريد أن اقترح على المجلس المصري للشئون الخارجية إرسال وفد للعراق وانا مستعد أن اذهب إلى هناك.
بالتدريج يجب أن يكون هناك قنوات مع إيران فإذا نظرنا إلى القوى الإقليمية الموجودة فى المنطقة الآن إلى جانب الدول العربية سنجد أنها إيران وتركيا وإسرائيل ، والعراق يمكن ان يكون من بين قنواتنا مع إيران .
ومصر لها القيادة فى المنطقة واليوم الدبلوماسية المصرية يجب أن تكون أكثر أقداما وجرأة وهذا لا ينفى اعجابى بوزير الخارجية الحالي سامح شكرى، ولكن يجب أن لا يكون هناك حذّر شديد وحسابات معقدة، فبالنسبة لمصر السياسة الخارجية من الممكن أن تكون مصدر خير كبيرا أو مصدرا للمشاكل لو أخطأنا. وعندما تكون علاقاتك مع الخارج حكيمة وتدار جيدا سيأتى الجميع إلينا لان مصر مفتاح المنطقة العربية، وعلاقة مصر بإيران من الممكن أن تخدم السعودية والإمارات، كما أن مصر مفتاح إفريقيا، فمصر كانت بوابة دخول روسيا إلى إفريقيا فى عهد الاتحاد السوفيتي ، وكل الدول الكبيرة التى تريد الاستثمار فى إفريقيا تعقد اجتماعات بشرم شيخ التى شهدت من قبل اجتماعات إفريقيا - الصين و إفريقيا -الهند ، فمازالت مصر مفتاح المنطقة.
نحن نسير فى الطريق الصحيح ولكن مازالت امام مصر تحديات كبيرة وتحركات يجب أن تقوم بها وإرث الرئيس السيسى ثقيلا بسبب الفساد وسوء الإدارة.
رابط دائم: