للشهادة في سبيل الله وسائل وأسباب كثيرة أعلاها في ميدان الشرف للدفاع عن الوطن وترابه وفي مواجهة عصابات الإرهاب الضالة ، لكنها أيضا قد تكون في صورة حوادث سير عادية تخطف أرواح شباب في عمر الزهور ورجال أشداء من أبناء القوات المسلحة الذين حملوا علي عاتقهم حماية مصر ورفعوا نعوشهم وأكفانهم انتظارا لهذا اليوم.
سبعة من خيرة أبناء القوات المسلحة والشرطة بعضهم كان عريسا زف من شهرين فقط ، والبعض الآخر لديه أطفال صغار دون العاشرة . وفي لحظة صعبة وبعد عشر دقائق من خروجه من قرية طوخ الأقلام مركز السنبلاوين سقط ميكروباص أرعن يقوده شاب لا يحمل رخصة في ترعة البوهية القريبة من عزبة شعبان بالسنبلاوين في وقت كانت الشبورة كثيفة جدا ولكنه كان يقود بسرعة حتي يوصل الميكروباص لوالده صاحب الرخصة علي الطريق غرق المكروباص ومات 10 أشخاص بينما نجا السائق الذي حاول الهرب قبل أن يتم ضبطه كما نجا راكب آخر وحيد وأصيب آخر . أمر اللواء مصطفي النمر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الدقهلية ضباط مركز السنبلاوين وقوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري بالتوجه فورا إلي مكان الحادث ونقل الجثث إلي مستشفي السنبلاوين العام ، كما وجه محافظ الدقهلية حسام الدين إمام رئيس مركز ومدينة السنبلاوين بالتوجه فورا إلي المكان وتقديم المساعدة اللازمة للضحايا وأسرهم .
من بين هؤلاء رضا محمد شعبان 51 سنة ضابط برتبة نقيب في القوات المسلحة وابنه أحمد 22 سنة وزوجته ميرفت محمد نور الدين 49 سنة ، وكان ابنه أحمد الحاصل علي بكالوريوس تربية وأنهي خدمة القوات المسلحة قد أصر على أن يرافق والديه في رحلة العلاج حتي تكتمل مشيئة الله ويذهب الثلاثة شهداء في لحظة واحدة . يقول محمد سعد نجل شقيقة الضابط رضا إن خاله عمل إجراءات المعاش المبكر حتي يستطيع بناء شقتين لولديه الوحيدين أحمد ومصطفي ليتمكنا من الزواج وبالفعل أوشك أن ينتهى من البيت بالمكافأة التي حصل عليها في نهاية خدمته ، والآن أصبح مصطفي 23 سنة الحاصل علي معهد خدمة إجتماعية ويعمل بأحد المصانع الخاصة وحيدا يواجه الحياة بمفرده . ومن بين شهداء الحادث عمرو السيد عطية شادي أمين شرطة في بورسعيد أتم عملية نقله إلي القاهرة وكان سفره أول يوم له في عمله الجديد ، والأغرب أن عمرو كان عريسا يستعد للزواج خلال شهر وحجز الصالة واستكمل كل الإجراءات لإتمام فرحته لكنه لن يتمكن من ذلك أما أحمد كمال الدين عبد العال 26 سنة متطوع في القوات المسلحة ، فقد تزوج من شهرين فقط في حفل لا ينساه شباب طوخ الأقلام أبدا ليترك عروسه حزينة طوال العمر وغير مصدقة لما حدث له ، كما ترك محمد السعيد شلبي متطوع في القوات المسلحة ومنتدب في الحرس الجمهوري طفلين يواجهان شقاء الأيام وتصاريف الزمن بعد أن غاب والدهما في غمضة عين .
وفي مشهد حزين ودع أهالي طوخ الأقلام الشهداء الثمانية كما ودعت قرية كفر طنبول القريبة شهيدين وأصيبت أسر الضحايا بحالة من الذهول وعدم تصديق ما حدث، وانخرطوا في بكاء هستيري، وارتدت نساء القرية الملابس السوداء.
رابط دائم: