رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فيلم «تحالف».. ملحمة تاريخية «ملفقة» تفسد علاقة براد بيت بزوجته

بهاء الدين يوسف
منذ فترة لم يحظ عمل سينمائى بدعاية هائلة سبقت عرضه لأسباب ليس لها علاقة بمضمون العمل نفسه مثلما حظى فيلم «تحالف» أو «Allied» للنجم براد بيت والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار.

فقبل ما يقرب من 3 شهور من عرضه داخل أمريكا نهاية نوفمبر الماضى تحول العمل وبطليه إلى حديث العالم، بسبب ما أشيع عن علاقة عاطفية ربطت النجمين وتسببت فى إقدام أنجلينا جولى على طلب الطلاق من براد بيت.

ومن المفارقة أن هذه العلاقة العاطفية كانت أبرز ما فى أحداث الفيلم الذى يحكى عن قصة غرام بين ضابط فى المخابرات البريطانية وعميلة فرنسية متعاونة لاغتيال سفير حكومة فيشى الفرنسية المولية للنظام النازى فى المغرب.

............................................................

التناغم بين بيت وكوتيار بدا واضحا طوال مشاهد الفيلم لدرجة يصعب معها على المشاهد العادى تصديق أن العلاقة الغرامية بينهما مجرد أداء تمثيلي، مع التذكير بأن بيت ارتبط عاطفيا بأنجلينا نفسها من خلال فيلم «مستر أند مسز سميث» عام 2005 حينما كان متزوجا من جنيفر أنيستون.

الطريف أن التغطية الإعلامية المكثفة لشائعات العلاقة الغرامية بين بيت وكوتيار ثم أخبار طلاقه من أنجلينا جولى أفادت فيلم «تحالف» جماهيريا خصوصا فى مصر حيث امتلأت صالات عرض الفيلم بالمشاهدين بشكل ملفت وغير معتاد، وهو إقبال لم يحظ به الفيلم فى أمريكا نفسها حيث لم تتجاوز إيراداته حتى 16 ديسمبر بعد 3 أسابيع من بدء عرضه 37.6 مليون دولار وهو رقم هزيل مقارنة بتكلفة انتاجه التى تجاوزت 85 مليونا، لكن عائدات العرض حول العالم ساهمت فى إعادة بعض التوازن للشركة المنتجة حيث ناهزت 35 مليون دولار.

قصة الفيلم التى يفترض إنها منقولة من قصة حقيقية بحسب مؤلف الفيلم تدور فى فترة الأربعينات وتحديدا خلال الحرب العالمية الثانية حول ضابط المخابرات الكندى ماكس فاتان (براد بيت) الذى تكلفه المخابرات البريطانية (MI6) بمهمة اغتيال سفير حكومة فيشى الفرنسية الموالية للنازى فى المغرب، على أن يتلقى معاونة من عميلة فرنسية تدعى ماريان بوسيجور (ماريون كوتيار).

غطاء ضابط الاستخبارات أم يكون زوج السيدة بوسيجور الذى يعمل فى فرنسا ويأتى إلى المغرب لزيارتها، ومن هنا كان على كل من الإثنين إظهار عواطفه الجياشة تجاه الآخر، وهو ادعاء تحول إلى حقيقة بعد نجاح العملية التى كلفا بها، حيث يطلب ماكس من بوسيجور أن تسافر معه إلى لندن حيث يقيم بشكل دائم والزواج منه، وهو ما يحدث بالفعل بعد موافقة المخابرات.

وكما يقال فى حكايات ما قبل النوم يتزوج الاثنان ويعيشان فى «تبات ونبات» وينجبان طفلة جميلة وبدت حياتهما قصة سعيدة حتى يتم استدعاء ماكس ذات يوم من القسم الداخلى فى المخابرات البريطانية لإبلاغه أن زوجته جاسوسة ألمانية، وأنها ليست ماريان بوسيجور الحقيقية التى ماتت قبل شهور من مقابلة البطل لشبيهتها فى المغرب.

تنقلب حياة ماكس رأسا على عقب خاصة بعدما تلقى تعليمات مشددة بعدم إثارة الأمر مع زوجته، وأن يكتفى فقط بتمرير معلومة استخباراتية غير حقيقية لها ليتأكد القسم الداخلى إن كانت ستنقل للألمان أم لا، كما يتم إبلاغه إنها إذا كانت جاسوسة فسوف يكلف بإعدامها بنفسه.

لكن الزوج المحب يرفض تصديق أن زوجته جاسوسة ويبدأ فى عمل تحرياته الخاصة مغامرا بمستقبله المهني، فيسافر بطائرة حربية دون إذن للقاء عميل سابق تعامل مع ماريان بوسيجور الحقيقية من قبل، فيخبره هذا بأن العميلة الحقيقية عزفت أمامه النشيد الوطنى الفرنسى «المارسلييز» على بيانو داخل حانة.

يعود ماكس بعد ذلك إلى منزله صباح اليوم الموعود بكشف حقيقة الزوجة من قبل القسم الداخلي، فيصطحبها لإحدى الحانات المغلقة لتعزف النشيد الوطنى الفرنسي، وهنا تنهار وتعترف له إنها ليست ماريان بوسيجور وإنها كانت بالفعل جاسوسة ألمانية لكنها تركت العمل معهم بعد تعرفها به، إلى أن وجدوها فى لندن وهددوها بقتل طفلتهما فاضطرت لمسايرتهم وسربت معلومات استخباراتية مهمة للألمان.

يفترض بهذا المشهد أن يكون المشهد الرئيسى للفيلم «الماستر سين» حين يكتشف الزوج الخدعة التى عاش فيها لسنوات، لكن رغبة المؤلف ستيفن نايت فى خلق ملحمة دون أن تتوافر مقوماتها الفنية دفعه لخلق سيناريو غير منطقي، حيث يسأل الزوج الذى يفترض أنه ضابط مخابرات عالى التدريب زوجته التى غشته لسنوات ببراءة يحسد عليها عما إذا كان حبها له حقيقيا أم لا؟ فترد عليه بالتأكيد أنه حقيقى وتبلغه عن عناصر شبكة التجسس الألمانية التى أرغمتها على التعاون وفيها جليسة طفلتهما وصاحب محل الذهب فى شارعهم.

من غير المنطقى بالتأكيد أن يتصرف رجل مخابرات بنفس الطيش والتهور بداية من المغامرة بمستقبله وحياته نفسها لمجرد التأكد مما إذا كانت زوجته خانته أم لا، ومن غير المنطقى أيضا أنه عندما يكتشف أنها كذبت عليه واستغلت معلومات يحصل عليها بحكم عمله لتسربها للألمان أن يتصرف بنزق زوج عاطفى ويقرر الهروب معها فى طائرة تابعة لسلاح الطيران البريطاني، ونسيان خيانتها وكذبها بهذه البساطة، خاصة إنها كانت تملك لو كانت صادقة أن تخبره بما حدث وتطلب مساعدته فى التخلص من أفراد الشبكة مثلما حدث بالفعل فى الساعة التالية للاعتراف العاطفى المؤثر حين قام باغتيال جليسة الأطفال والصائغ.

كذلك لم يتضح لى على الأقل سببا دراميا واحدا لجعل ماكس فاتان كندى الجنسية سوى لإشعار المشاهدين بأن القصة حقيقية كما يقول المؤلف، أو لمساعدة ماريون كوتيار على استعراض لغتها الفرنسية الآسرة وهى تقول لزوجها قبل أن تنتحر «احبك أيها الشاب الكيبيكى (من أقليم كيبيك الكندي) فالرجل يعيش ويعمل فى بريطانيا ولا توجد أهمية مطلقا لجنسيته الكندية.

مشهد النهاية يجرى فى مطار حربى بريطانى حين يلحق رئيس ماكس به وهو لا يزال يحاول تشغيل الطائرة ليهربا بها خارج بلاده، وتدور مواجهة عاصفة بينهما يلومه فيه على تهوره ومحاولته الهرب، بينما ماكس يسعى عبثا لإقناعه بأنها مجرد ضحية وليست جانية.

وبينما النقاش يحتدم بين الاثنين تخرج الزوجة لتخبر زوجها أنها تحبه وتطلب منه العناية بأبنتهما ثم تطلق النار على نفسها فى محاولة «رخيصة» لاستدرار تعاطف المشاهدين، وينهار الزوج باكيا فوق جثمانها بينما رئيسه يأمر الجنود الذين يحيطون بهما أن يكتبوا فى تقريرهم الرسمى أن ماكس أعدم الجاسوسة بنفسه.

الملحوظات العديدة على الفيلم انعكست فى تعليقات النقاد عليه، والتى وردت فى مواقع النقد السينمائى الأمريكية مثل «روتن توماتوس» الذى وصف فيه الفيلم بأنه عمل له إيجابياته لكنه فى المجمل لم ينجح فى تحقيق غايته كعمل ملحمي، بينما كتب ستيف بولاسكى فى مجلة «إنفلوكس» عن الفيلم بشكل إيجابى مركزا على النقطة التى أوردنا فى السطور السابقة حول التوافق المذهل بين براد بيت وماريون كوتيار الذى نجح فى إقناع المشاهدين بالحب الكبير الذى يفترض أن يجمع بين بطل الفيلم وبطلته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق