رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بنت الصعيد التى جسدت الأمومة لكل المصريين

> علا السعدنى
كريمة مختار
فقدت الساحة الفنية القديرة «كريمة مختار» أطيب وأحن وأجمل أم مصرية فى السينما والمسرح والتليفزيون, وفى الواقع أيضا حيث يعتبرها المصريون بمثابة أمهم الثانية .

وكيف لا نحزن والفقيدة العزيزة قد جسدت كل معانى الأمومة من خلال رحلة عطائها الفنية الطويلة , فاستطاعت من خلالها أن تتربع على عرش قلوب كل المصريين بل والعرب ايضا .
ولمن لا يعلم أن تلك الشخصية الحنونة التى كانت عليها «ماما نونا» سواء فى التمثيل أو خارجه , إلا أن ذلك لم يتعارض أبدا مع ما تحمله فى طياتها من جوانب أخرى من بينها الشخصية القوية أيضا .
إذ إن عطيات محمد البدرى وهذا هو اسمها الحقيقى وهى من مواليد يناير 1934 بمحافظة أسيوط فى الصعيد ومن أسرة محافظة , وكأمر طبيعى أن يكون موضوع التمثيل بالنسبة لهم مبدأ مرفوضا نهائيا , ولكنها وبمجرد انتقالها مع عائلتها إلى القاهرة فرضت عليهم رغبتها فى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية .

وأن كانت واحتراما لتلك التقاليد السائدة فى ذلك الوقت قد أجلت حلم التحاقها بالسينما , واكتفت فى البداية بالعمل فى الإذاعة من خلال برنامج « بابا شارو» , وكان من الممكن أن تصبح مذيعة راديو نظرا لما تملكه من صوت رائع وأداء متميز لكل ما قدمته من أعمال درامية عبر أثير الإذاعة .

ولكن شاء القدر أن يتحقق حلمها فى العمل بالسينما من جديد على يد المخرج الكبير «نور الدمرداش» بعد أن تزوجت منه عام 1958 , حيث جعلها تشارك فى أولى تجاربها السينمائية من خلال فيلم « ثمن الحرية» الذى قام هو بإخراجه .

ورغم صغر سنها فى بداية حياتها الفنية إلا أنها ارتبطت بدور الأم منذ ذلك الوقت وحتى نهاية مشوارها الفنى , وهذا راجعا فى الأساس لنجاحها وصدق الأداء وملامحها الشبيهة بأى سيدة وأم مصرية , لذلك لم يكن غريبا أن تكون هى أم لكل النجوم تقريبا بمن فيهم حتى من يتقاربون مع نفس عمرها !

وقد تكون كريمة مختار من الفنانين القلائل جدا الذين تميزوا فى كل ما قدموه من ألوان فنية , فنجدها فى السينما صاحبة بصمة واضحة ومؤثرة أيضا , حيث أنها استطاعت بذكائها وحسها الفنى الفطرى أن تنجح فى الخروج من فخ التكرار النمطى لما تقدمه من أدوار حتى لو كان هذا الدور لم يخرج عن «الأم « أبدا» !

بدليل ما تركته من رصيد كبير من الأفلام الجميلة المهمة والمتنوعة أيضا ولعلنا نتذكر جميعا منها على سبيل المثال لا الحصر , نحن لا نزرع الشوك، ومضى قطار العمر، والحفيد، وأميرة حبى أنا، وبالوالدين إحسانا، ورجل فقد عقله، والليلة الموعودة، ويارب ولد، وغيرها من الأفلام .

ولست أدرى أهو مجرد حسن حظ أم أن تفانيها فى عملها وحب الناس الجارف لها كان وراء استمرارها لعقود طويلة فى التمثيل , حيث كان لها وجود فى السينما فى وقت اختفت فيه كل الوجوه من نجومنا الكبار .

ليس هذا فقط بل ويكفى أنها شاركت فى فيلمين يمثلان علامة بارزة فى أحدث ما قدمته السينما أخيرا وهما «الفرح» و «ساعة ونص» , كما أن مشاركتها فيهما كانت بأدوار مميزة وليست مهمشة أو لمجرد الوجود فحسب .ونفس الكلام ينطبق على التليفزيون أيضا الذى لم يقل حظا عن نجاحها فى السينما , بل إنه قد يكون هو الأوفر حظا بما تركته من أعمال درامية ومسلسلات مازالت تعيش فى أذهاننا منذ القاهرة والناس، ومرورا بالضباب، وأصيلة وبرديس، وألف ليلة وليلة، والحاوى والفرسان، وفى حاجة غلط، والليلة الموعودة .

أما روائعها الخالدة التى لا تنسى فكانت فى «البخيل وأنا» وزهرة وأزواجها الخمسة، ودلع بنات , غير أن يتربى فى عزو، يظل حالة خاصة جدا فبسببه أطلق عليها الجمهور لقب «ماما نونا» , كما حدث أيضا فى سابقة جديدة من نوعها أن تحصل فنانة فى سنها على جائزة أحسن ممثلة.

وحتى المسرح كان لها نصيب كبير من النجاح فيه من خلال رائعة «العيال كبرت» والتى برحيلها يكون قد أسدل الستار نهائيا عن كل أبطال عائلة

«رمضان السكرى» رحمة الله عليهم جميعا .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق