على سور قبة أفندينا أو ضريح الخديو توفيق بمنشأة ناصر يستند عم مجدى على كرسيه وأمامه مائدة خشبية متهالكة. يعمل فى صمت من الصباح حتى منتصف الليل ليخرج لنا تحفا فنية نحاسية, خلف كل قطعة منها حكاية ..هذا المعدن الذى كان أحد أهم متطلبات الحياة اليومية فى البيت المصرى.
يقول عم مجدى (٥٥ عاما),وهو نقاش معادن:أعمل بهذه المهنة منذ كان عمرى١٠ أعوام حيث كنت أخدم بإحدى الورش واستطعت ان اكتسب المهنة واتعلمها بمتابعة ومراقبة «معلمى»، وكنت أذهب لشراء ألواح النحاس من الجمالية وأقوم بتصميمها وفقا لرغبة الزبون، فالبعض يفضل النقوش الهندية أو التركية أو الإيرانية، ولكن الاغلبية تميل إلى الإسلامية".ويستكمل:« أستطيع أن اقوم بالعمل كاملا ولكن أفضل مشاركة أصحاب المهن الأخرى لكي «نكسب عيش كلنا»، فأرسل القطعة إلى «السمكرى » لتلحيمها وتقطيعها ومنه إلى «الفرشجى» الذى يلمعها، ثم مرحلة تركيب الزجاج إذا كانت تحتوى عليه وأخيرا وصلات الكهرباء . يستغرق العمل فى القطعة الواحدة من ٢٠ إلى ٢٥ يوما وأحيانا شهر, ويختتم عم مجدي كلامه قائلا : «شغل النحاس تأثر كثيرا لعدم وجود سياحة واستيراد النحاس من الصين، بالإضافة إلى تراجع استخدامه فى البيوت على عكس الماضى, حيث كان جهاز العروسة فى الريف و المدينة مكونا من مجموعة أوانى نحاسية بالإضافة إلى أدوات الاستحمام "الطشت ,البستلة والكوز ».
رابط دائم: