ابنى .. «حساس»!

توضح د. أمنية محمود أستاذ علم نفس جامعه القاهرة أن أول ما يميز هذا الطفل هو قدرته علي التفاعل مع المواقف المختلفة والآخرين بطريقة عاطفية فيتعاطف معهم بسرعة شديدة ودموعه تسبق كلامه، لذا يأخذ الأمور بصورة شخصية ويشعر بأن كل ما يقوله الآخرون يوجهونه له.

وتكمن المشكلة في هذه الشخصية أنه يرفض الشعور بالخطأ والفشل حيث يصاب بالقلق والتوتر إذا حصل علي درجة سيئة مثلا في اختبارات المدرسة ويلوم نفسه، ولذا فهو دائما حذر في التعامل مع الآخرين، وعندما يواجه نقدا بناء يتعلم منه ولا يحاول تكرار الخطأ مرة أخري، وعلي الرغم من ذلك فهوشخصية تجد صعوبة في اتخاذ القرارات، حتي البسيطة، علي سبيل المثال عند اختيار الحلويات نجده يقف غير قادر علي تحديد رغبته فيما يشتريه، وطبعا كل هذه السمات تثير غضب الأم.

لذا تنصح د. أمنية الأم بما يلي:

ـ أول خطوة للتعامل معه بطريقة صحية وتربوية بأن تتفهم طبيعة شخصيته ولا تحاول أن تجبره علي التخلي عن حساسيته الزائدة، بل يمكن توجيهه بأسلوب سليم فهو يكره النقد، لذا يمكن تعويده علي الأخلاق الحميدة كي تكون وسيلته في التعامل مع الآخرين وأن تشرح له الحدود المسموح بها وتشجعه علي التعبير عما يغضبه بأنها دائما تقدر ما يشعر به وأيضا تحبه كما هو، وأن حساسيته المفرطة ينشأ عنها نوع من الرحمة في قلبه وإنها ليست عيبا.. وعلي الأم تشجيع طفلها علي اتخاذ القرار بأن توضح له البدائل وفائدة كل بديل.

ومن مشكلات الطفل الحساس أنه لا يكون لديه أصدقاء كثيرون لأنه يمتلك صفة الخجل فلا يحب التعامل والاختلاط بالآخرين، لكنه في المقابل يمتلك القدرة علي قراءة من حوله ويحدد طبائعهم بحكمة، ويحب التعامل مع الحيوانات الأليفة ويكون عطوف علي كبار السن.

وأخيرا توضح، ربما يشعر الطفل بأنه مختلف، لكن دعم الأم له يشعره بالحنان والأمان ويتغير تدريجيا، لذا ننصح الأم لكي تكسب طفلها (أبو لمسة) أن تتعامل مع إيجابيات شخصيته، لأن من السهل تربيته علي الأخلاق الحميدة وحب الآخرين، وتكوين الصداقات التي يشعر معها بارتياح، لأنه ببساطة يملك هذه القدرة علي الحكم علي الأشخاص بناء علي مؤشر حساسياته ولا تتركه للشعور بالاضطهاد الذي قد يجعله شخصا عنيفا أو انطوائيا.