فى إعلان مبكر للحرب على التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش وجماعة الإخوان، اتهم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب صراحة إدارة الرئيس الحالى باراك أوباما بـ»خلق» تنظيم داعش الإرهابي، بينما وعد وزير خارجيته المرشح ريك تيلرسون بحظر أنشطة الجماعات الإرهابية فى الولايات المتحدة، ومن بينها جماعة الإخوان، المصنفة كإرهابية فى عدة دول، من بينها مصر، فى حين بدأ السيناتور تيد كروز حملة فى الكونجرس لإدراج الإخوان ضمن الجماعات المحظورة.
فقد أعلن المرشح لتولى منصب وزير الخارجية الأمريكية فى الإدارة الأمريكية الجديدة أن «الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون صادقة حيال الإسلام الراديكالي»، وقال إن «مواطنينا لديهم قلق متزايد بشأن الإسلام الراديكالى وأعمال القتل التى ارتكبت باسمه ضد الأمريكيين، وأصدقائنا».
وأوضح أنه غالبا ما يتم تمكين هذه الجماعات وتشجيعها من قبل دول ومنظمات وأفراد متعاطفين مع قضيتهم، وشدد على ضرورة أن تواجه هذه الجهات عواقب بسبب المساعدة على تمكين هذا «الشر».

كروز - تيلرسون
وأكد تيلرسون خلال جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ ضرورة القضاء على داعش، واصفا ذلك بأنه الخطوة الأهم فى سبيل تعطيل الجماعات المتطرفة.
وتابع المرشح لوزارة الخارجية قائلا إن «زوال تنظيم داعش من شأنه أيضا أن يتيح لنا زيادة الاهتمام بالتعامل مع الجهات الأخرى الفاعلة، المحسوبة على الإسلام الراديكالي، مثل القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين وعناصر معينة داخل إيران».
وأوضح تيلرسون أن الانتصار لن يتحقق على أرض المعركة فحسب ، «بل يتحتم علينا الانتصار فى حرب الأفكار... إذا ما تم تأكيد تعييني، سأضمن قيام وزارة الخارجية بدورها فى دعم المسلمين الرافضين للإسلام الراديكالى بكل أشكاله فى جميع أنحاء العالم «.
وقال تيلرسون أيضا إنه يؤيد إبقاء العقوبات الأمريكية الحالية على روسيا فى الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الحلفاء فى حلف شمال الأطلنطى محقون فى قلقهم من عدوان روسي، لكنه أحجم عن وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب.
وكان ترامب قد شدد فى مؤتمر صحفى قبل إفادة تيلرسون بساعات قليلة على أن «داعش» هى صنيعة إدارة أوباما، وأكد أنه سيعمل - بالتعاون مع روسيا - على محاربة التنظيم الإرهابى بالأسلوب المناسب والقضاء عليه.
ونفى ترامب أن تكون روسيا قد حاولت ممارسة ضغوط عليه، منتقدا تلك المزاعم، وأضاف أنه «إذا كانت الاستخبارات الأمريكية متورطة فى نشر معلومات مفبركة فذلك محرج لسمعتها»، مؤكدا أنها ستتحمل عواقب تسريبها لمعلومات مختلقة وكاذبة.
وأشار ترامب إلى أن «الولايات المتحدة تتعرض للقرصنة الإلكترونية من الجميع بما فيهم روسيا والصين»، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن ستقدم تقريرا جديدا خلال ٩٠ يوما عن القرصنة الإلكترونية.
وقال "كل المعلومات حول وجود اتصالات خاصة لى مع الرئيس الروسى مفبركة".
ورأى أن روسيا ستحترم الولايات المتحدة بشكل أكبر خلال فترة رئاسته، وليس فقط روسيا، بل ودول أخرى مثل الصين والمكسيك.
وأعلن أن عام ٢٠١٧ سيكون سيئا وغير منصف بسبب تركة إدارة الرئيس أوباما.
وردا على اتهامات ترامب للوكالات المخابراتية الأمريكية بتسريب تفاصيل اجتماعه بها، قال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر إنه تحدث مع الرئيس المنتخب لبحث ملابسات هذه التسريبات التى تتعلق بالاجتماع الذى تركز على الهجمات الإلكترونية الروسية.
وقال كلابر فى بيان إنه لا يعتقد أن المخابرات الأمريكية سربت وثيقة أمنية خاصة تقول إن ضباط مخابرات روس لديهم معلومات تضر بسمعة ترامب.
وأضاف كلابر "أكدت على أن هذه الوثيقة ليست صادرة عن المخابرات الأمريكية، ولا أعتقد أن التسريب جاء من داخل المخابرات".
فى الوقت نفسه، اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكى أمس أول خطوة نحو إلغاء قانون الرعاية الصحية الذى تم وضعه فى عهد أوباما، فأيد إبلاغ لجانه الرئيسية بوضع مسودة قانون لإلغاء برنامج التأمين الصحي، وهو من العلامات المميزة لفترة حكم الرئيس المنتهية ولايته.
وصوت ٥١ عضوا بمجلس الشيوخ لصالح هذه الخطوة مقابل ٤٨ عضوا رفضوها.
ويحال مشروع القانون الآن لمجلس النواب الذى يتوقع أن يجرى تصويتا خلال الأيام المقبلة.
وقال جمهوريون إن عملية إلغاء القانون ربما تستغرق شهورا، وأن صياغة خطة بديلة قد تستغرق مدة أطول، لكنهم يقعون تحت ضغط من ترامب للتحرك بسرعة.
رابط دائم: