رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هل حقا «زوجك على ما تعوديه»؟

فتوح سالمان
«جوزك على ما تعوديه» .. حكمة قالتها جداتنا وآمنت بها النساء عبر العصور, كثيرات من حاولن إثبات صحتها وقليلات من أثبتن صدق المقولة فعلا.

ربما كان الإيمان بهذه المقولة سببا رئيسيا لفشل بعض الزيجات وسببا فى نجاح البعض الآخر.. ولكن السؤال الأهم هل تصلح فعلا للتعامل مع الرجال جميعا أم أنها تحتاج لرجل بمواصفات خاصة قابل للترويض أوتغيير طباعه وعاداته وفقا «للكتالوج» الذى تضعه الزوجة؟.

فى الأوساط النسائية هناك شبه إجماع على أن الزوجة الذكية فقط هى من تنجح فى تعويد زوجها على ما تريده وأن هذا هو سر السعادة الزوجية الأبدية.

يعنى عودتيه إنك المتحملة للمسئولية وحدك ستبقين كذلك للأبد ولا عودة، عودتيه يحترم رأيك سيحترمه دائما وسيحسب لك ألف حساب، عودتيه أنك تحايلينه وتتحايلين عليه تبقين كذلك للأبد.. أما على الجانب الآخر فى أوساط الرجال هناك شبه إجماع على أن سر النجاح هو أن «تذبح القطة» لزوجتك وتعودها على أسلوبك وطباعك وتفرض شروطك من أول يوم للزواج.

وتمضى السنة الأولى من الزواج فى صراع فرض الإرادات ومن يعود من.. قد ينجح طرف ويخسر الآخر وينتهى الزواج بالفشل أو بقبول الطرف الآخر.. وقد يلتقى الشريكان فى منطقة وسط وهنا فقط يمكننا أن نتحدث عن السعادة الزوجية.

هبة - زوجة منذ 12 عاما- من المؤمنات بمقولة «جوزك على ما تعوديه» ونادمة على أنها طبقته بالمعكوس فهى منذ أول شهر من الزواج عودته على أنها تقوم بكل شئون المنزل وكلما أراد ان يساعدها ترفض قائلة «عنك يا حبيبى». وعندما جاء الأولاد أصبحت لا تجد وقتا لنفسها.. وتقول لم يكن بإمكانى التراجع وإلا سأبدو كأننى تغيرت.

وتحكى هبة فى أسى عن صديقتها التى «كانت أذكى منها» فمنذ اليوم الأول قصدت تلك الصديقة أن تلقى بالمسئولية كاملة على زوجها وتسبقه دائما بكلمة «ما بعرفش» فحتى تغيير لمبة فى الصالة تنتظره كى يغيرها طلبات البيت عليه أن ينزل معها لشرائها حتى مصروف البيت رفضت تسلمه كى لا يصبح مهمتها وتكتفى بأن تطلب منه ما تريد.

أما السيدة آمال متولى فهى من جيل سابق يشفق على جيل الزوجات حاليا وتقول: كان الأزواج سابقا هم اللذين يتحملون مسئولية الأسرة ومسئولين مسئولية كاملة عن كل كبيرة وصغيرة وكان المشهد المعتاد فى الشارع المصرى هو الزوج العائد من عمله يحمل الخضار والفاكهة والبطيخة مع «الجورنال».. اليوم لم يعد لهذا الرجل وجود وأصبح المشهد المعتاد هو أن الزوجات من يحملن كمية كبيرة من الأكياس وعائدات من عملهن لتجهيز طعام الغذاء.. كما لم يكن هناك صراع إثبات وجود فالزوج والزوجة «بيطبعوا على بعض» ويتخلوا عن كل الطباع التى لا تعجب الآخر أما الآن انتشر الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج لأن كل طرف غير مستعد لتعويد نفسه على طباع الآخر.

ما تقوله السيدة الستينية صحيح الى حد كبير.. فنظرية «جوزك على ما تعوديه» قد تحقق نجاحا محدودا فى حال تعاون الرجل واستعداده للتغيير بدافع الحب او الرغبة فى الاستمرار وتجنب المشكلات الناتجة عن صراع الإرادات بين الطرفين لكنها غالبا معركة محسومة لمصلحة الرجل.

فى العرف الرجالى إن المثل «جوزك على ما تعوديه» ينطبق على الرجل الضعيف، فالرجل فى مجتمعاتنا الشرقية غالباً ما يسعى هو لتغيير زوجته والسيطرة على كل أفعالها بحيث يصنع نسخة تفصيل، وأغلب الرجال ينجحون، او يتصورون أنهم نجحوا.. بينما أغلب الزوجات يفشلن.

وكما تقول د.داليا نبيل خبيرة الاستشارات الزوجية والتربوية فإن فكرة تغيير طباع الآخر جبرا أو قسرا لا يمكن أن تنجح وتستمر خاصة لو كان الطرف الذى سيتغير هو الرجل.. لا أحد يتغير ضد إرادته والزواج الناجح هو من يحقق فيه الشريكان التوازن بين السلوك والطباع.

لذلك يجب ألا تتعب المرأة نفسها وتفكر فى تطبيق معادلة «جوزك على ما تعوديه» فمن شب على شىء شاب عليه، ومن الصعب أن يغير الرجل فى طباع كبرت معه وباتت جزءا من شخصيته، ولذلك فالأفضل لها التخلى عن فكرة تغييره كلية لكن يمكنها القبول بحلول جزئية ونقطة وسط للالتقاء.

والمرأة الذكية هى التى تستطيع أن تحقق المعادلة بأن تصنع لنفسها مكانة خاصة.. تحتل جزءاً من عقل الرجل، وجزءاً آخر فى قلبه.

فمقولة جداتنا «جوزك على ما تعوديه» لا تعنى أوامر والتزامات -كما تؤكد خبيرة الاستشارات- بل حوار مستمر وهادىء، تراعى فيه الزوجة دائما ما نشأ عليه الرجل من مفاهيم موروثة وعادات سلوكية.. فتحصل على ما تريد, وهذا لايحدث بين يوم وليلة بل تحتاج الى صبر وذكاء وتجاهل نقاط الاختلاف والتركيز على النقاط المشتركة.

وتشير إلى أنه قد تنجح بعض الزوجات فعلا فى تغيير بعض طباع أزواجهن او«تعويدهم» على ما يردن لكنهن حالات نادرة جدا فالمعركة تكاد تكون لمصلحة أزواج هذا الزمان.

أما عن المرأة التى تدعى القدرة على تغيير طباع زوجها، فغالبا هى تعيش وهما كبيرا يجعلها تصدق قدرة خيالية لا تمتلكها. لهذا فلتترك الزوجة قصة تغييره على جنب، ولتلتفت إلى أمور أخرى.. وعفوا أيتها الجدات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 2
    ابو العز
    2017/01/12 08:45
    0-
    0+

    الزواج عشرة وتفاهم ومحبة ووئام ومعروف ..
    ولقد شاهدت زوجة تقف لزوجها كلما اقبل عليها وشاهدت زوجا لم يرفع صوته ابدا في وجه زوجته ولا طبعا امتدت يده عليها بالضرب او الأهانة ..
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2017/01/12 08:00
    0-
    0+

    "زوجك على ما تعوديه"..."إدبح لها القطة فى ليلة عرسها"
    قولان مأثوران متناقضان ولهما واقع فعلى على الارض مابين هذا وذاك
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق