الدائرة المفرغة

وقهرك ذاتك والسجن الذى فرضته على نفسك بأن تعيش فى حدود معينة لأن ظروفك القاسية أفقدتك القدرة على تقييمك النفسي، واخرج من متاهة «الدائرة المفرغة» فى الكآبة والحزن وبأن كل من حولك ينفرون منك واخرج إلى دائرة الضوء والحركة والإنجازات وابحث عن معنى وجودك وقيمتك فى الحياة وأعد ترتيب أفكارك واهتماماتك ولا تفقد الأمل وإلا استحالت الحياة، فإرادتك هى التى تصنع الحياة، واستحضر عظمة ربك فى سجدة، وانغمس فى رحمته، واملأ قلبك باليقين، وروحك بنوره عندما تبوح بكل ما يؤرق صدرك ويشغل فكرك، فكن مع الله لتكن لك كلمة وبصمة حتى اللحظة الأخيرة فى الحياة.

لا تعط لليأس فرصة أن يتمكن منك وتعيش حياة لا ترضاها، ويفقدك القدرة على المقاتلة، ويشعرك بالعجز تجاه تحقيق آمالك لأن روحك مهزومة تسير بكيان مفقود، واخرج من حالة الخمول والاستسلام والخذلان وضعف الإرادة ومن حالة الملل والضيق إلى حالة المواءمة والتكيف والتعايش بالإيمان واليقين بأفكارك وأهدافك، وكف عن الشكوى والتبرم بالحياة واستنزاف طاقاتك فى الأنين واجترار أحزانك، بل وطن نفسك على احتمال وجود عثرات الطريق، فليس هناك إنسان بلا مشكلات، وتعلم كيف تواجه المتاعب والصعوبات وتتعايش معها، فلا تقف مكانك، بل واصل السير لمحاولة تغيير حياتك إلى الأفضل واكتشاف ما يستهويك ويطلق العنان لإبداعك واستثمار طاقاتك.

ارتفع فوق آلامك وأحزانك وهمومك ومشكلاتك وإخفاقاتك ولا تجعلها تستوقفك وتحرمك من حياة تتمناها، بل امض إلى الأمام بثقة ويقين وبوجه مبتسم، فالحياة لا تتوقف بسبب بعض خيبات الأمل، وكل شيء يمكن تحقيقه بالجهد والطاقة بشرط ألا تتنازل عن أهدافك، بل انس تجاربك الأليمة والقاسية وكن من الذين يبادرون ويفعلون ويسعون ويحققون، واطلب من الله العون دائما وأن يمنحك القدرة على تحمل ما لا تستطيع تغييره، واصبر واتسم بالشجاعة والإقدام والأمل والإرادة والصبر والعزيمة لمواصلة السير تجاه أهدافك وأحلامك!.

عصام كرم الطوخى ـ خبير تنمية بشرية