رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تحذير.. فشل مفاوضات مراكش يزيد التهديد المناخى لنا وللعرب

> محمود أمين
كشفت الدراسات العلمية مجددا، فى منتدى الشباب العربى - الأفريقي، الذى نظمه الاتحاد العربى للشباب والبيئة أخيرا بالأقصر، مدى المخاطر التى تتعرض لها المنطقة العربية، بما فيها مصر، إزاء فشل المجتمع الدولى فى إنفاذ سياسات واضحة تتعلق بالمناخ، وتطبيقها تطبيقا واقعيا.

يأتى ذلك بينما ما زالت أصداء فشل قمة المناخ الأخيرة التى عقدت فى مدينة مراكش المغربية فى الوصول لنتائج حاسمة للجدل بين الدول النامية والمتقدمة، تفرض نفسها على أوساط المهتمين بقضايا تغير المناخ، خاصة ما يتعلق منها بوضع آليات محددة تضمن تدفق التمويل إلى مشروعات التخفيف من غازات الاحتباس الحراري، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وإزالة المعوقات أمام نقل التكنولوجيا من الدول الصناعية إلى الفقيرة.


التغيرات والزراعة

يتحدث الدكتور مجدى سمك، أستاذ الأراضى بمعهد البحوث الإفريقية، عن أثر التغيرات المناخية على إفريقيا، وخاصة فى الزراعة، فيقول إن المنطقة العربية تقع فى نطاق المناطق الجافة والقاحلة، وتُعتبر من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ، من تهديد للمناطق الساحلية، وازدياد حدة الجفاف والتصحر وشح الموارد المائية، وزيادة ملوحة المياه الجوفية، إلى انتشار الأوبئة والآفات والأمراض على نحو غير مسبوق. ويشير إلى أنه من المتوقع أن يكون للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ انعكاسات سلبية على التنمية فى المنطقة العربية، إذ يحذر بعض الدراسات من انخفاض الغذاء بمعدل 50 %، إذا استمرت الممارسات الحالية، بما لها من آثار كارثية على الأمن الغذائي، كما يمكن أن يكون لها تداعيات اجتماعية مما سينتج عنه ضغوط متزايدة على البيئة والموارد، وتداعيات على الصحة العامة، والتنمية المستدامة.



غرق بالدلتا

ويتابع أستاذ الأراضى أنه بحسب دراسات تمت فى مصر: «سيؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى غرق 1% على الأقل من مساحتها، مما يعنى فقدان 15% من أراضيها الخصبة المأهولة بالسكان، وأنه سيكون للتغير المناخى تأثير سلبى على المناطق الزراعية الهامشية، مما سيزيد من معدلات التصحر».

ويشير إلى أنه من المتوقع أيضا ضياع 12% من أفضل أراضى دلتا النيل الزراعية مع ارتفاع مستوى سطح البحر مترا واحدا، بينما ترتفع النسبة إلى 25% مع ارتفاع ثلاثة أمتار فوق مستوى البحر، و35% مع ارتفاع خمسة أمتار.

خريطة المحاصيل

ويتوقع الدكتور مجدى سمك تغير خريطة التوزيع الجغرافى للمحاصيل الزراعية مع تقليل إمكان زراعة المناطق الهامشية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبالتبعية ستتناقص مساحات الرقعة الزراعية، وسيزيد الجفاف.

من جانب آخر، أكد الدكتور بدر محمد عبداللطيف، الأستاذ بجامعة القاهرة، خلال محاضرة أمام المنتدي، بعنوان «آثار التغيرات المناخية»، أن الزيادة فى درجة حرارة غلاف الكرة الأرضية هى نتيجة لانبعاث الغازات الدفيئة مما سيؤدى إلى كوارث طبيعية.

ويعتقد بعض العلماء أنه بحلول عام 2050 سوف ترتفع درجة حرارة الكوكب ما بين 1.5 و 4.5 درجة، وكذلك تحدث زيادة فى مستوى البحار والمحيطات ما بين 0.3 و 1.2 متر نتيجة ذوبان الجليد، وهذا ما يهدد الدول المنخفضة مثل بنجلاديش، ومصر.

ويشير الدكتور بدر إلى أن اتساع ثقب الأوزون واحد من أبرز التغيرات العالمية، إذ بدأت سماكة طبقة الأوزون - الذى يتشكل بفعل تأثير أشعة الشمس فى جزيئات الأوكسجين - تقل بسبب تعرضها للمواد الكيميائية المصنعة. ومن جانبهم، أشارت تقديرات الخبراء إلى أن العالم يفقد 4% من الأوزون كل عشر سنوات، الأمر الذى يُعتبر فى غاية الخطورة، ذلك أن طبقة الأوزون تحمى الأرض من الأشعة فوق البنفسجية التى تنطلق من الشمس مسببة سرطان الجلد .

التنبؤ والإنذار

والأمر هكذا، طالب المشاركون فى منتدى الشباب العربى - الأفريقى الثامن، الذي أقيم بمدينة الأقصر تحت عنوان «الحد من مخاطر الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية»، بالاهتمام بدراسات التنبؤ بالأزمات والكوارث بالتعاون مع المراكز البحثية ذات الصلة، وإنشاء شبكة قومية للإنذار المبكر، تشمل عناصر الرصد الجوى المعتادة، وبرنامج الأرصاد الجوية والزراعة، والري، والجفاف، والتصحر والأعاصير والرياح وموجات الاحترار الحادة.

ومن جهته، قال ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربى للشباب والبيئة، إن التوصيات تضمنت إعداد دراسة عن الدروس المستفادة من الكوارث الطبيعية تشمل رصدا لها خلال مائة سنة ماضية، على أن تعمم على الجهات المعنية والجامعات والمعاهد البحثية، حتى نتمكن من التعامل مع الكوارث المتوقعة فى المستقبل، وفق قوله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق