فى العدد الثامن «يناير 1977» من مجلة «الدعوة» - التى كانت منصة اخوانية رسمية - يكتب دعاتهم ان افلام.. «جوز مراتي.. فرخة وديك.. أنا وأختى والشيطان.. آخر أوتوبيس للجنة.. حفنة بنات.. المراهقين» أسماء افلام فيها من سوء الأدب والخلق بقدر ما فيها من التطاول والتهجم الوقح على قيم الدين ومعالمه!!
فى نفس العام أدين بالاعدام امير المتطرفين الاخوانى «شكرى مصطفى» مؤسس جماعة «التكفير والهجرة», وإخوانه الذين قاموا بتفجير سينما سفنكس بالدقى ومعهد الموسيقى العربية برمسيس ـ ونذروا أنفسهم لقتل الموسيقار عبدالحليم نويرة وكل من يعمل فى مجال الموسيقى والغناء، وقاموا باختطاف الشيخ الذهبى وقتله عمدًا...
تتابعت الايام والاحداث ومع وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم أعلنت الجماعة تأسيس شركة إنتاج فنى (سينمائية وتليفزيونية) قال عنها محسن راضى البرلمانى و العضو فى الجماعة، إنها ستنتج أعمالا لا تتعارض مع قيم وأخلاق المجتمع. وان اول افلامها عن مرشدهم «حسن البنا»..!! وقتها أعلن محمد السبكى عن رغبته فى التعاون مع جماعة الإخوان مهما تكن شروطهم! ورأى المنتج هانى جرجس فوزى أن وجود الإخوان مفيد للسينما، فيما قالت وفاء عامر إنها سعيدة بدخول الإخوان مجال الإنتاج، لأنهم سيُعيدون الريادة فى المسلسلات الدينية والتاريخية، وإذا عرض عليها الإخوان التعامل معهم فلن تمانع، ومثلها داليا البحيرى لم تمانع وكالعادة قال طارق الشناوى إن من حق الإخوان تقديم أعمال فنية بضوابط إسلامية والحكم سيكون للجمهور!!.. «جوجل لا يزال سرا امينا على اقوال الجميع» .. !!
الحصاد الفنى لدراما وسينما 6 أعوام مضت منذ يناير 2011 لمواجهة أصحاب «الأفكار القاتلة» يبدو مثيرا للهم.. بل وتميل الكفة لمصلحة الإخوان وأنصارهم النشطاء, أكثر من ثلاثين فيلما روائيا ووثائقيا ينتصر لوجهة نظر الأخوان فى الأحداث التى مرت.. وبعضها لمخرجين كبار وأخرى لمخرجين ممولين ثوريا وإخوانيا .. وآخرهم «اشتباك» الذى لايزال يجوب مهرجانات العالم بترشيح من لجنة المهرجانات بوزارة الثقافة!.. ولا فيلم واحد ينتصر لحقيقة الإخوان وإرهابهم طوال 6 أعوام يعانى فيها الشارع الأمرين .. فصناع السينما تعاموا عن آلاف القصص الواقعية التى تجرى عبر اعترافات الارهابيين الاختيارية ، كما يقول المحامى مختار نوح الذى يصل فى اتهامه إلى ان السينما باتت هى الاخرى عن جهل حينا وعمد أحيانا تروج للإخوان وتدفع بفكرهم إلى الأستمرار.. ويؤكد ان قاتل النائب العام هشام بركات بقصة حياته المليئة بالعقد والمشاكل واعترافات الإرهابى عادل حبارة قاتل جنود رفح وحدهما تمثلان رصيدا ومخزونا لصناع السينما يندر توافره.. وتصلح كل قصة لان تقدم للناس عبر بناء درامى جيد يظل عالقا فى أذهانهم , ويرتبط معهم بالحقيقة, تماما كما ارتبط الناس إيجابا بـ «عيسى العوام» فى الناصر صلاح الدين.
وقد جمع نوح تلك الإعترافات فى كتاب بعدة أجزاء صدر عن «الأهرام» «خمسون عاما من الدم» ولم تلفت انتباه مخرج أو مؤلف أو صانع سينمائى أو مالك سينما يخاف عليها من التفجير..اذن شكرى مصطفى نجح فى مهمته فإخوانه اصبحوا منتجين واصحاب شركات سينمائية ويسيطرون ويحكمون ويتحكمون ...
وحتى لا تصبح الاجابة سجنا للسؤال..
وحده وحيد حامد من اقترب وأدى رسالته «طيور الظلام ..العائلة..الجماعة بجزءيها الاول والثانى المنتظر عرضه» هو من يجيب عن التناقضات الحادة الجارية فى حدود الوسط الفنى وباختصار مفيد يقول: انت محق تماما فى ان الآلة الاعلامية الإخوانية تعمل بنشاط كبير وعلى مستوى الفن بنشاط اكبر وهناك خلايا نائمة سواء فنانين أو شركات انتاج وهم على قناعة باعمالهم لانهم اصلا اخوان ...والعجز عن مواجهة خلاياهم مستمر..وفى كل الاوساط بما فيها السينمائى .

الاعلام والفن المتأسلم منتشر لكن تأثيره ضعيف لان وعى الناس اصبح اكبر من الرسائل الأيديولوجية التى يقدمها الاخوان. والميزانية المخصصة من الحكومة لدعم السينما.. مشروع فاشل تماما, فالفن الصادق لا يأتى بتكليف .. وانما ينبع من الداخل.
«اشتباك» انتاج اخوانى وحينما عرض فى مصر لم يحقق اى شىء وتصاحبه آلة اعلامية اخوانية ضخمة ولكنه مثل منادى السوق البلدى «قرب ..قرب كله بـ 7٫5...» وهذا ليس فنا.
القرضاوى دراميا.. ثروته وعلاقاته النسائية وزواجه بالصغيرات وقوله بالباطل والكذب جسدت شخصيته كثيرا وتناولتها اعمال مسرحية عديدة تناقش فساد رجال الدين الذى تناول بعضهم فيلم مولانا.
رابط دائم: