رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الدبلوماسية العرجاء

فقد الإنسان إنسانيته فى عالم يحكمه قانون الغاب، والغلبة فيه للكيانات العظمى العملاقة مثل الولايات المتحدة، وروسيا والاتحاد الأوروبى، التى تحركها الصهيونية العالمية واسرائيل صاحبة الجاه والمال والسلطان ولا عزاء للكيانات الصغيرة فى منطقتنا العربية والشرق أوسطية التى أصبحت لا حول لها ولا قوة، وتتحرك سياسيا بقوة الدفع الذاتية وتحت ضغط وسيطرة من القوى الدولية العظمى التى لا تسمح لها بأن تنظر للأمام أو لأعلى، وانما تظل مطأطئة الرأس مكسورة الجناح.

ونحن على أعتاب عام ميلادى جديد يحق لنا أن نتأمل كيف وصلت حالنا الى ما نحن فيه فلقد استنزفت القوى العظمى ثروات أرضنا وشعوبنا واستغلت غفلتنا وقلة حيلتنا باستعمال داعش وأخواتها كفزاعة تحت مسميات العقيدة والدين وهى فى حقيقة الأمر صناعة أمريكية صهيونية، ولقد أصبحت داعش «كخيال المآتة» الذى يحمى الزرع والخير عند الفلاح من أن تقترب منه الطيور، فهو عبارة عن عصا خشبية توضع عليها قطعة قماش تدق قائمة وسط الحقل حتى يظنها الطيور أنها انسان فيمتنع عن الاقتراب من الزرع.

إن داعش وأخواتها هى سلاح الغرب للقضاء على مقدرات وثروات الشرق ويتم تحريكها عن بعد وهى بمثابة الحرب بالوكالة دون أن تتكبد هذه الكيانات الدولية العظمى الخسائر المادية أو البشرية بالدخول فى مصادمات وحروب مباشرة مع عالمنا العربى والشرق أوسطى الضعيف فى الوقت الذى ينعشون فيه أسواقهم وبضاعتهم بالأسلحة التى نسارع في شرائها منهم لنحمى أنفسنا من شر حروب مستقبلية محتملة.

دول عربية شقيقة تتفكك من داخلها وتحارب أنفسها وشعوبها مقهورة تعانى الفقر والعوز، وأهلها تائهون يبحثون عن أرض تؤويهم وشبابها يصارعون أمواج البحار هربا من جحيم حياة بلا مستقبل، وأطفال ونساء يحملون أغطيتهم لمقاومة البرد فى مساكن العراء بلا رحمة ولا شفقة من أصحاب «الياقات البيضاء» الذين يجلسون على موائد وكراسى اجتماعات مجالس الأمن وحقوق الانسان والأمم المتحدة تحت مسمى «الدبلوماسية العرجاء» وفى هدوء تام وبدم بارد وعلى نار هادئة يلعبون تمثيلية البحث عن دور لعملية السلام ووقف الحروب والهدنة وهجرة آمنة للمشردين والمطرودين من ديارهم التى أصبحت دمارا وخرابا.

يا شعوب العرب والشرق الأوسط أفيقوا من غفلتكم وتنازلوا عن أطماعكم فلم يتبق لكم ثروة ولا كيان، وسارعوا فى وحدة شاملة كاملة لتلحقوا بركب الكيانات العملاقة قبل أن تلتهمكم فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، واعلموا أن يد الله مع الجماعة وأنه سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

د. يسرى عبدالمحسن

أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق