رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

اليمين المتطرف يثبت أقدامه

> إيمان عارف
يعد عام 2016 هو عام صعود تيار اليمين المتطرف بإمتياز، فقد أثبت هذا التيار وجوده فى أكثر من بلد سواء فى أمريكا اللاتينية أو فى أوروبا التى يمكن القول أنها أكثر من تأثرت بهذا الصعود سواء فى ايطاليا أو ألمانيا أوالدنمارك والسويد وهولندا وفرنسا واليونان والمجر، إلى حد دفع المراقبين والمحللين للقول إنه عقب زلزال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

ثم فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أصبحت القارة العجوز على وشك مواجهة مأزق سياسى لم تواجهه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فقد أعطى هذان الحدثان دفعة قوية لتيار اليمين وللاحزاب الشعبوية، وجعل اجتياحه للقارة احتمالا واردا، رغم أن ذلك كان يبدو أمرا بعيد المنال قبل عدة أشهر، بل وتدشينا لعهد جديد أصبح فيه اليمين أكثر جرأة فى طرح أفكاره العنصرية، وفى اقتحام صلب الحياة السياسية كمرشحين وناخبين وقادة رأى يقودون المظاهرات وينظمون الفاعليات المختلفة.

ويمكن القول إن هناك عدة أسباب أعطت لهذا التيار دفعة كبيرة يأتى فى مقدمتها أزمة تدفق اللاجئين، ومشاكل الاندماج والعملة الموحدة وأداء الإتحاد الأوروبى الذى يرى البعض أنه اخفق فى حل المشاكل الإقتصادية وفى ضمان الأمن. والأكثر من ذلك هناك حالة من عدم الرضا والرفض للأحزاب التقليدية التى سيطرت على السلطة والحياة السياسية منذ عقود.وكلها عوامل دفعت الناخبين لنوع من التصويت الاحتجاجى للبحث عن بدائل سياسية مختلفة ومن ثم الاتجاه نحو الأحزاب الشعبوية، التى نجحت منذ فترة فى توظيف قضية الهجرة واللجوء واستخدمتها سلما للصعود الى واجهة العمل السياسى، كما استثمرت خيبة أمل قطاعات واسعة من الأوروبيين من سياسات العولمة وتطبيقاتها.

بل إن هناك من يرى أن سياسات أحزاب اليمين ليست سوى دليل على افلاس الليبرالية الأوروبية. فعدم قدرة الأحزاب التقليدية على تقديم حلول أو بدائل ناجحة ساعد قوى اليمين على سحب البساط من تحت أقدام التيارات اليسارية والاشتراكية. ومع انه يمكن القول إن أوروبا تنفست الصعداء بعد هزيمة اليمين فى النمسا، فإن ما حدث فى ايطاليا جدد المخاوف مرة أخرى، ودفع البعض للقول أن هذا الفيروس ربما ينتقل العام القادم لأسبانيا وهولندا، وأيضا ألمانيا التى حقق فيها حزب البديل من أجل ألمانيا صعودا سريعا.

ومن هنا يتوقع المراقبون أن يشهد العام القادم طفرات وقفزات لليمين بدخول مارين لوبان فى انتخابات الرئاسة الفرنسية واستعداد حزب البديل من أجل ألمانيا للانتخابات المقررة فى الخريف القادم، ونفس الشىء بالنسبة لحزب الحرية اليمينى فى هولندا بزعامة خيرت فيلدر.

وبغض النظرعما يحمله المستقبل لهذه الاحزاب فلابد من الاشارة الى أن تأثير هذه الأحزاب تجاوز الانتخابات الى التأثير على سياسات حكوماتها لا سيما فيما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين. أى أن صعود قوى اليمين ترك بصماته على المشهد السياسى والاجتماعى الأوروبى وتجلت أثاره المباشرة مع اتجاه القوى السياسية لتبنى اجراءات متشددة للحد من سيطرته على المزاج العام الأوروبى، خوفا من حدوث توترات داخلية فى أوروبا مستقبلا.

ومع ذلك هناك اتجاه أكثر تفاؤلا يرى أن هذا الصعود ربما يكون بداية النهاية لهذه الظاهرة، لأن الجيل الحالى الذى نما فى ظل الرفاهية والحرية والسلام وحقوق الانسان سيشعر بخطر عودة هذه التيارات ومن ثم سيرفضها، كما أن اتاحة المجال لأحزاب اليمين كى تمثل سياسيا وتشارك فى تداول السلطة سيضعها أمام اختبار عقلانى سيكشف عن أنه لا يملك البديل الحقيقى للقوى السياسية التقليدية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق