رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الاستزراع السمكى»..الحصاد على الأبواب
المشروع يمتد بطول مجرى قناة السويس

الإسماعيلية ــ سيد إبراهيم
من المنتظر قريبا افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكى شرق قناة السويس ، الذى يعد من مشروعات الاستزراع العملاقة وغير المسبوقة فى مصر ، ويهدف إلى تقليل الفجوة الغذائية التى تعانى منها مصر من البروتين الحيوانى .وتضم المرحلة الأولى من المشروع 1029 حوضا بتكلفة تصل الى 413 مليون جنيه ، وذلك من اجمالى 4 آلاف حوض مستهدف حفرها خلال المراحل المختلفة للمشروع .

وقد بدأ الإنتاج الفعلى من مشروع الجمبرى وطرحه فى الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية ، ومن المنتظر طرح انتاج المشروع من الدينيس والقاروص فى السوق المحلية عقب الافتتاح مباشرة .

ويبلغ إنتاج الفدان « مساحة الحوض حوالى فدان» نحو 5 أطنان من الأسماك وذلك من خلال خبرات مصرية خالصة، وتمت الاستعانة بزريعة الأسماك من اليونان وايطاليا والسوق المحلية ، على أن يتم إنتاج الذريعة ذاتيا فى المشروع خلال المستقبل القريب .

ويعد مشروع الاستزراع السمكى من المشروعات المتكاملة وسيضم فى مراحله المقبلة إنتاج الذريعة والأعلاف وتصنيع وتسويق الأسماك محليا وخارجيا ، وذلك من خلال شركة تابعة لهيئة قناة السويس وافق مجلس الوزراء أخيرا على إنشائها على أن تنتهى إجراءات تأسيس الشركة خلال شهر تقريبا .

«البروتين الحيوانى»

ويشير الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الى أن تفكير هيئة قناة السويس فى الاستزراع السمكى جاء بسبب العجز الذى تعانى منه مصر فى البروتين الحيوانى الذى يصل الى نحو 60% ، بالرغم من وجود سواحل لمصر تمتد على البحرين الأبيض والمتوسط ونهر النيل تصل الى أكثر من ثلاثة آلاف كيلو ، والمياه الاقتصادية التى تمتد إلى أكثر من 200 ميل بحرى ويمكن الصيد فيها.

وأنه بالرغم من هذه السواحل الطويلة يذهب المصريون للصيد فى سواحل إريتريا والسعودية وغيرهما من المناطق ويتم القبض عليهم ، كما تستخدم سفن الصيد فى الهجرة غير الشرعية وتتسبب فى مشكلات كثيرة للبلاد نحن فى غنى عنها.

ويؤكد أن السكان فى مصر يزيدون بمعدل 2,6 مليون نسمة سنويا ولابد من توفير احتياجات السكان من البروتين الحيوانى ، ولذا فالرئيس عبد الفتاح السيسى يولى اهتماما كبيرا بهذه المشروعات الاقتصادية الكبرى ، وهو ما جعلنا نتجه الى مشروع الاستزراع السمكى كما انتهينا من بناء 11 سفينة صيد من اجمالى 100 سفينة وجه الرئيس ببنائها .

ويوضح أن هيئة قناة السويس بدأت نهجا اقتصاديا جديدا ، يقوم على عدم اعتماد الهيئة على حصيلة رسوم عبور السفن والناقلات فقط، بل تحويل الهيئة الى هيئة اقتصادية تعتمد على مصادر متعددة للأنشطة مثلما تم أخيرا من توقيع عقد لإنشاء مصنع للحديد والصلب وإنشاء ترسانة فى الأدبية ومشروع الاستزراع السمكى ، وكلها مشروعات تهدف الى توفير مزيد من فرص العمل للشباب والعملة الصعبة للبلاد.

ويؤكد أن باكورة المشروعات التى بدأت هيئة قناة السويس بها هو مشروع الاستزراع السمكى والذى بذلنا فيه جهدا كبيرا للغاية ، ويعتمد على إنتاج أسماك عالية الجودة فى المياه المالحة لقناة السويس بدلا من مياه الترع والمصارف التى تعانى من التلوث وملوثات الصرف الصحى .

وتابع ان المشروع يقوم على مستويين الأول انتاج أجود الأسماك من الجمبرى والقاروص والدينيس واللوت ، بينما يضم المستوى الثانى العائلة البورية والبلطية ، ويؤكد أننا وجدنا اقبالا كبيرا من الشركات الأجنبية لشراء حصيلة الأسماك، حيث تبين ان القاروص والدينيس المصرى أغلى ثمنا من القاروص والدينيس الأوروبى حينما يتم وضعه على سفرة الطعام .

ويضيف أن الأسعار العالية التى تم بها بيع الجمبرى خلال الأيام الماضية جاءت بسبب ارتفاع التكلفة خلال المرحلة الأولى وبدايات العمل فى المشروع ، حيث يتم تحميل تكلفة حفر الأحواض وتأسيس وتجهيز واعداد المشروع على الإنتاج ، كما سيكون المشروع متكاملا ويضم حضانات وعيادات بيطرية .

«فريق طبى»

ويشدد الفريق مهاب مميش على أنه لن يتم استكمال حفر باقى الأحواض الآن بل سيتم التوقف لتقييم النتائج والنظر فى مؤشرات الإنتاج قبل استكمال باقى المراحل، وصولا الى الخبرات العالية التى اكتسبها العاملون فى المشروع ، ويؤكد أنه تمت الاستعانة بفريق طبى وفنى من معهد الاستزراع السمكى بجامعة قناة السويس للاستفادة من خبرات العاملين به ، وقد بدأنا فى المشروع من نقطة الصفر ولكن الآن أصبحت لدينا خبرات وستكون لدينا أجيال فى الاستزراع السمكي.

وانه كان هناك تفكير بتوزيع الأحواض على الشباب ولكن تم التراجع عن هذه الفكرة للحفاظ على مكتسبات المشروع ، وتم التفكير فى اتجاه آخر وهو أن يقوم الشباب بتوزيع حصيلة المشروع وتسويقه مع قيام هيئة قناة السويس بتوفير سيارات لتوزيع هذه الحصيلة.

«تصميم هندسى»

وبدوره، يؤكد اللواء مجدى عبد السميع مساعد رئيس هيئة قناة السويس لمشروعات التنمية والتطوير والمشرف العام على مشروع الاستزراع السمكى، ان المشروع يضاهى انتاجه الأسماك الطبيعية ، كما انه مصمم تصميما هندسيا عاليا للغاية، بحيث اذا حدثت أى مشكلة من فطر أو فيروس أو ميكروب فى حوض معين من أحواضه يمكن السيطرة عليه وحصره فى جزء محدد.

ويؤكد ان المشروع ككل يضم 4 آلاف حوض للاستزراع ومساحة الحوض فدان مياه بعمق يتراوح من 1,5 متر الى 1,8 متر ، وينتج فى البداية كميات تتراوح ما بين 10 و12 طناً وتصل الكميات فى مراحل تالية الى كميات تتراوح ما بين 50 و60 طنا للحوض الواحد وذلك مع زيادة خبرات العاملين وتقدم المواد المستخدمة فى حقن الأكسجين ، كما ان المشروع متكامل ونضمن انتاجه من مرحلة البيض وحتى وصوله الى الأسواق.




«زريعة الجمبرى»

ويشدد المشرف العام على المشروع ان مراحل العمل فى مشروع الاستزراع تبدأ «بالمفرخ» والذى يقوم بإنتاج 80 مليون زريعة فى العام الواحد من اللوت والقاروص بالإضافة الى مفرخ آخر او جزء منفصل من المفرخ الأول لانتاج زريعة الجمبرى ، ثم تلى مرحلة التفريخ وضع الزريعة فى «الحضانات» ، كما يتم تغيير المياه باستمرار واجراء عملية تعقيم لها ضد أى متغيرات غريبة، كما ان هناك مجموعة فلاتر ضخمة ضد الشوائب حتى تصل المياه الى المفرخ أو الحضانة نظيفة تماما.

ويشير الى أن المرحلة التى تلى انشاء الحضانات هى انشاء مصنع لإنتاج الأعلاف بمواصفات معينة، حيث إن كل نوعية من العلف لها « معامل تحويل « وتم الاتفاق مع الجهات العلمية مثل جامعة قناة السويس والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد على انتاج أعلاف ذات معامل تحويل عالية للغاية وضمان جودة العلف بما يحقق أهداف المشروع.

كما تشمل مراحل المشروع انشاء وحدات بيطرية ومعامل تحاليل وأبحاث لمواجهة أى مشكلات وإجراء بحوث على الأسماك بهدف تحسينها ، وكذا اقامة مركز تدريب عالى المستوى للعاملين فى المفرخات والحضانات والتربية .

ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة تسويق الإنتاج حيث سيتم عمل مصنع للتعبئة والتغليف ،كما أن المرحلة التالية من المشروع ستتضمن اقامة خطوط لتصنيع الأسماك مثل الفيليه وهذه المرحلة ستتم خلالها الاستفادة من مخلفات التصنيع فى صناعة الأعلاف كمادة بروتينية من نفس السمك المنتج بعد تجفيفه وطحنه وإعادة استخدامه مرة أخرى فى صناعة العلف بدلا من استيراده من الخارج.

وأضاف: ان المشروع بعد تطويره سيحقق طفرة كبيرة فى الانتاج وسيعمل على تقليل الفجوة فى السوق المحلية من الأسماك والتى تصل الى 700 الف طن سنويا وفقا للبيانات الرسمية ، وهو ما سيعمل بدوره على تقليل استيراد الأسماك وتوفير العملة الصعبة ، كما سنتحول من مستوردين للزريعة والأعلاف ومكونات الإنتاج والأسماك الى مصدرين لها بعد ذلك، كما سيعمل المشروع على خفض أسعار القاروص والدينيس والجنشان والبورى فى السوق المحلية .

ويضيف ان المشروع سيلحق به فى مراحل تالية فى اثناء مرحلة تنقية المياه فى الاحواض من الامونيا والفضلات إنتاج المحاريات مثل خيار البحر وبلح البحر، وستقوم الطحالب بتنقية المياه تماما من ثانى أكسيد الكربون وهذه الطحالب تستخدم فى صناعة الأدوية، كما ان المشروع سيضم محطة كهرباء صديقة للبيئة وتعمل بالمياه كوقود وتعتمد على فصل الأكسجين عن الهيدروجين حيث سيستخدم الأكسجين فى الحضانات والمفرخات ، بينما سيستخدم الهيدروجين لتشغيل الغلايات والتى ستقوم بدورها بانتاج البخار لتشغيل التوربينات لإنتاج الكهرباء، وسيستخدم بخار الماء «او المياه المقطرة» بعد ذلك فى صناعة المياه المعدنية عالية الجودة وفى صناعة الأدوية ومحاليل الجلوكوز وغيرها ، كما ان الملح الناتج سيكون ملحا طبيا نقيا، والخلاصة انه ستتم الاستعانة بكل شيء فى المشروع .

ويضيف ان المشروع سيمتد على طول المجرى الملاحى لقناة السويس فى المناطق التى تصلح للاستزراع خاصة المناطق الطينية فى الشمال، وسيتم الاعتماد على المياه الطبيعية من قناة السويس فى الاستزراع, ثم يتم تصريف المياه مرة أخرى فى القناة بعد معالجتها من الفضلات .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق