اعتادت الأسر المصرية سواء كانت مسلمة أو مسيحية إضفاء جو من البهجة والجمال على المنزل وتزيينه ابتهاجا بقدوم العام الجديد
ولكن هذا العام يختلف الأمر كثيرا، فالأحداث التى مرت بها البلاد خلال الشهر الماضى جعلت الحزن يخيم على الجميع، فضلا عن أن ارتفاع الأسعار جعل البيوت المصرية عاجزة عن شراء كثير من الرفاهيات كأدوات الزينة وشجرة عيد الميلاد وغيرها، مفضلة شراء السلع الأساسية من طعام وشراب وخلافه. وتقول إحدى السيدات إنها فى السنوات الماضية كانت تنتظر قدوم الكريسماس واحتفالات عيد الميلاد بلهفة وتحرص على تزيين منزلها بشجرة الكريسماس وتضع فيها هدايا رمزية لأطفالها لتشيع جوا من البهجة، إلا أن الأمر يختلف هذا العام.. فحادث الكنيسة البطرسية ما زال له أثر سىء على النفس . ولكنها تؤكد ـ لكى تسعد أسرتها ـ أنها ستحتفل ولو فى أضيق الحدود, وترى أخرى أن ارتفاع الأسعار المبالغ فيه والذى لا يتناسب بأى حال من الأحوال مع الدخل كذلك الدروس الخصوصية جعل هناك صعوبة كبيرة فى التفكير فى إنفاق النقود فى أمور خارج بند الطعام والشراب، لذلك فالاحتفال بالكريسماس فى أبسط صوره يعد ترفا وفوق مستوى إمكانياتنا المحدودة.ويقول خبير تنسيق الزهور مصطفى كمال إن الظروف الاقتصادية أثرت هذا العام على مظاهر الاحتفال برأس السنة، كما أن حادث تفجير الكنيسة البطرسية كان له عظيم الأثر فى إحجام الأخوة المسيحيين عن شراء شجرة الكريسماس، ويضيف أن ارتفاع الأسعار امتد آثره على أسعار الزهور وشجرة الكريسماس فقد ارتفع سعرها الى اربعمائة جنيه بعد أن كان لا يتعدى المائة والخمسين جنيها فأصبح من الصعب على أى أسرة مصرية شراء مثل هذه الأمور. ومن المعروف ان شجرة الكريسماس, تعد ايقونة الاحتفالات بقدوم العام الجديد فى كل انحاء العالم وفى ليلة رأس السنة تزدان بالكرات الحمراء والفضية والذهبية ابتهاجا بقدوم عام جديد ملئ بالبهجة والسعادة.
أما د. ايهاب ماجد خبير تطوير التنمية البشرية فيقول انه رغم اتفاقنا جميعا فى الرأى على أن بلادنا تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة وتأثر الجميع بها, فإننا علينا أن نحول الموقف ونستفيد منه بشكل إيجابى فليس من المهم أن تكون الاحتفالات ظاهرية ومكلفة ولكن من الممكن الإحساس بالفرحة بقدوم سنة جديدة بأبسط التكاليف كمشاهدة التليفزيون فى جو عائلى جميل، والأهم هو أن يجلس كل منا مع نفسه ليعرف ما استطاع إنجازه من أهداف خلال العام الماضى، والأهداف التى لم تتحقق، والأسباب التى حالت دون تحقيقها، وأن نضع أهدافا للعام المقبل ونضع خططا لتحقيقها مع نظرة تفاؤلية للمستقبل والنظر الى الاحتفالات برأس السنة بأنها نهاية لأحداث مضت بخيرها وشرها وبداية مبشرة لمستقبل أفضل.
رابط دائم: