ها هى الإسماعيلية تحتضن اليوبيل الفضى للمهرجان الختامى لنوادى المسرح تحقيقا لمبدأ الخروج من العاصمة ونشر الثقافة المسرحية فى كافة المحافظات فيجتمع أبناء 16 ناديا تابعا لهيئة قصور الثقافة لمدة عشرة أيام لتتنافس على جوائز المهرجان الذى أقامته الهيئة برئاسة د. سيد خطاب وهو ملتقى أحد أهم إيجابياته هو حالة الزخم والعصف الذهنى الذى خلقه تجمع هواة ومريدى المسرح من مختلف الأعمار وخضوعهم لعدد من الورش التدريبية فى الإخراج وقراءة النص المسرحى وتدريب المدرب، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
وجاءت فلسفة هذا التجمع التى بدأ فى انتهاجها د. صبحى السيد مدير إدارة المسرح بالهيئة ونفذه بحرص مدير المهرجان شاذلى فرح، من إحساسه بضرورة تعرف هؤلاء الهواة على أعمال بعضهم البعض بما يمثل بوصلة تساعدهم على تحديد مستواهم وكيفية الارتقاء به.
ولعل هذا يؤكد ما شاهدناه من مستوى متواضع لأغلب العروض والتى بدا واضحا وقوع صناعها تحت أسر التشويش وعدم اكتمال الأفكار وبالتالى صياغتها فى منتج مسرحى غير واضح المعالم، وهو ما كان خبراء المسرح ومتخصصوه يحاولون كشفه باستمرار لصناع العروض عبر الندوات التطبيقية للعروض والورش المتعددة التى بذل الناقد خالد رسلان جهدا مضاعفا لتحقيق أقصى استفادة منها للمشاركين، وهذا يطرح بدوره فكرة المطالبات بزيادة المخصص المالى لإنتاج العروض والذى تم الإشارة إليه فى افتتاح المهرجان، وهو ما أرى تأجيله فى الفترة الحالية نظرا لضعف مستوى العروض وافتقادها لشرط أساسى هو تفجير طاقات الخيال والإبداع بأقل التكاليف لدى صناع العروض، بحيث يصبح من الأجدى التركيز الفترة القادمة على الورش المتخصصة فى مقرات النوادى المختلفة بالمحافظات وتحفيز مريدى المسرح بها على كيفية اكتشاف ذواتهم الفنية، وهو ما يحيلنا أيضا لفكرة التمثيل النسبى التى تم تطبيقها هذا العام باختيار 3 عروض من كل إقليم ثقافى، فقد تحتاج هذه الفكرة لإعادة نظر، لأنها تجبر لجان المشاهدة فى الأقاليم على اختيار هذا العدد من العروض حتى ولو كان المتاح منها ضعيف المستوى، لذلك فمن الأجدى العودة لفكرة الاختيار للأفضل بلا أى تحديد نسبى، مع زيادة الورش للنوادى ضعيفة المستوى خاصة فى الأداء والإخراج والإلقاء والتدقيق اللغوى وكذلك القدرة على اختيار نص يصلح لسياق المجتمع المقدم له.
ورغم هذا فقد كشف المهرجان عن مواهب رائعة، بالإضافة لتألق الممثلين الشابين محمد على ومحمد فتحى الفائزين بجائزة التمثيل مناصفة.. فى حين كنت أتمنى أن تنتشر الدعاية والإعلانات عن عروض المهرجانات فى كافة أنحاء الإسماعيلية ليتمكن أكبر عدد ممكن من متابعتها وتشجيع تلك المواهب، وليس فقط مجرد لافتة على أبواب قصر الثقافة، فالمسرح فى النهاية فرجة لا تتحقق متعتها إلا بتفاعل حى مع الجمهور.
رابط دائم: