رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد الاهرام يكتبة : احمد البرى
الاتحاد الشرق أوسطى

أحمد البرى;
الغول والعنقاء والخل الوفى هى المستحيلات الثلاثة كما يقال فى الأثر، أما الغول فهو حيوان متوحش من صنع الخيال ولا وجود له على أرض الواقع،

وأما العنقاء فهى نوع من الطير يحكى عنه فى الأساطير وغير موجود مثل الغول، ويقال فى المثل الشائع أن أى شىء من رابع المستحيلات معناه أنه لا يمكن أن يحدث أو يوجد، والمستحيل الثالث هو الخل الوفى، أى الصديق المخلص والصدوق الأمين، ولكنه بعيد المنال فى زماننا الذى عز فيه الوفاء والاخلاص، حيث طغت الحياة المادية على كل القيم الأخلاقية والمعنويات السامية، وأصبحت قياسات العلاقات بين البشر تتم حساباتها بقيمة ما تمتلئ به جيوبهم وخزائنهم من ممتلكات وعُملات، وأعظم مثل على الخل الوفى هو سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه، فقد كان وبحق نعم الصديق الصدوق للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ويقال فى المثل الشائع «صديقك من صدقك وليس من صدقك»، أى أنه هو الذى يصارحك بكل شىء ولو لم يكن هذا الشىء على هواك، وحتى لو كان فيه بعض اللوم أو العتاب أو المصارحة بعيوبك دون تجريح أو تحقير، وليس الصديق هو الذى ينافقك أو يكذب عليك بالتجميل والإطراء والمغالاة فى وصفك وتجميل صورتك من أجل منفعة أو كنوع من الرياء والغش والخداع، وإذا كانت المستحيلات الثلاثة هى التى ذكرناها، فإنه يمكن إضافة المستحيل الرابع وهو انتهاء الصراع العربى ـ الإسرائيلى والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ومع أننى لست من رجال السياسة، ولكنى بعد سنوات ممتدة من العمر لا أجد منفذا أو مخرجا لهذا المستنقع السياسى الذى غرقنا فيه على امتداد أكثر من نصف قرن، وقد يتسع خيالى وتفيض أحلامى، بتصور أن هناك مستحيلا خامسا، وهو إمكانية قيام «الاتحاد الشرق أوسطى» أسوة بالاتحاد الأوروبى، فنحن فى منطقتنا الشرق أوسطية لسنا أقل من دول أوروبا فى ثرواتنا البشرية والمادية، ولسنا أقل منهم فى عقولنا وأفئدتنا وعقائدنا.

لست من المتشائمين ولا من الحالمين الخياليين، ولكنى من المؤمنين بأن يد الله مع الجماعة، وأن أرضنا تجمع إنسانياتنا، وأن فى الحياة متسعا للجميع إذا خلصت النيات، وحسنت الهمم مع صفاء النفوس ونقاء الضمائر.

وأخيرا أقول: يا أولى الأمر راجعوا أنفسكم وتنازلوا عن أحقادكم وأطماعكم، وتخلصوا من عقدكم النفسية، وافتحوا صدوركم وعقولكم للحق والخير والجمال يفتح الله عليكم!.

د. يسرى عبدالمحسن
أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق