رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سيناريوهات العلاقة بين العالم العربى والإدارة الأمريكية الجديدة

طارق الشيخ
أيام قليلة ويجتمع المجمع الإنتخابى الأمريكى ليعلن بشكل رسمى اسم الرئيس الجديد. فما هو مستقبل العلاقات العربية ـ الأمريكية عقب إنتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية؟ وما هى التوقعات بشأن تعامل الإدارة الأمريكية الجمهورية الجديدة مع ملف السلام فى الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية؟

إنها أسئلة عديدة أجابت عليها كوكبة من الخبراء والأكاديميين والوزراء السابقين المعنيين فى ندوة «مستقبل العلاقات العربية الأمريكية» التى نظمتها «اللجنة المصرية للتضامن» برئاسة الدكتور حلمى الحديدى رئيس اللجنة المصرية و»منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية».

وفى البداية استهل د.أحمد يوسف أحمد حديثه مركزا على الموقف المتوقع للإدارة الأمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية وقضية السلام فى الشرق الأوسط.

وبعد عرض مستفيض للمدخلات التى إستند إليها فى تقدير الموقف المستقبلى المتوقع نبه الدكتور أحمد يوسف إلى حالة تغير المواقف التى إتسم بها خطاب ترامب فيما يتعلق بعملية السلام فى الشرق الأوسط. فعلى الرغم من تأكيده على ميله لإسرائيل فإنه قال فى بدايات عام 2016 أن على المفاوض ألا يتبنى وجهة نظر طرف ضد أخر. ولكن هذا الموقف تغير بشكل كبير فى وقت لاحق نتيجة عدة مؤثرات مما جعله يعلن إلتزامه بنقل سفارة بلاده إلى القدس!! وهو أمر وصفه المتحدث بأنه ليس جديدا علينا حيث تكرر ذلك الوعد خلال إنتخابات رئاسية أمريكية سابقة.

وتناول المتحدث ما قاله ترامب عن أنه ليس مع إقامة دولة فلسطينية ووصفها بالإرهابية مؤكدا أن قوام الحل هو مفاوضات ثنائية دون إملاءات من أحد. ووصل الأمر بترامب إلى الإشارة إلى الإستيطان الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة بأنه حق مشروع.

ولكن وعلى الرغم من كل ما سبق نبه المتحدث إلى أن ترامب المرشح ووعودة القابلة للتبدل ستختلف عن ترامب الرئيس.

أما الدكتورة هالة مصطفى الخبيرة الأكاديمية والكاتبة والمحللة السياسية ورئيسة تحرير مجلة الديمقراطية بـ«الأهرام» سابقا فقد أشارت إلى أن لترامب فكر وانتماء أيديولوجى وهو يعبر عن تيار اليمين المتطرف الموجود منذ وقت سابق ويتجه إلى الصعود بشكل واضح فى الغرب بوجه عام وفى أوروبا تحديدا.

وأكدت أن صعود التيار اليمينى فى الغرب يعد بمثابة تطبيق عملى لنظرية صدام الحضارات التى أطلقها صامويل هنتنجتون منذ سنوات مضت.

ونبهت المتحدثة إلى أن ترامب إبتعد عن التفرقة، فى مجال الإسلام السياسى، بين المسلمين المعتدلين والمتطرفين كما لم يطرح فكرة إحتواء المنظمات الدينية التى كانت تصفها الإدارة السابقة بالمعتدلة.

وتتوقع بألا يقوم ترامب بالغاء الإتفاق النووى وإنما سيضغط من أجل تقليص النشاط النووى الإيرانى فقط دون التطرق إلى طموحاتها وأنشطتها الإقليمية.

وفيما يتعلق بدور روسيا فى الشرق الأوسط توقعت المتحدثة بأن تقبل واشنطن فى ظل إدارة ترامب بقيام مشاركة فى مجال إدارة بعض الأقاليم على مستوى العالم بوجه عام وفى الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

وتحدث السفير دكتور هشام النقيب مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين، الذى شارك ممثلا عن وزارة الخارجية وعن السيد سامح شكرى وزير الخارجية.

حيث توقع أن تضغط مجموعة من المحددات على عمليات إتخاذ القرار لدى ترامب وإدارته مثل الأزمة الإقتصادية. وأن يسعى ترامب إلى تحسين علاقته بالعالم العربى بوجه عام وبمصر على وجه الخصوص بوصفها بوابة الشرق الأوسط، أى بوصف مصر جزء من الترتيبات الإقليمية للشرق الأوسط. كما نبه إلى أن ترامب سيسعى إلى الحفاظ على الأوضاع الراهنة فى المنطقة ولن يدفع إلى زعزعة أنظمة حاكمة قائمة. وعن الإقتصاد تحدث الدكتور فتحى الفقى الخبير الإقتصادى مستعرضا الإمكانات الهائلة للإقتصاد الأمريكى وتوقع أن يعيد ترامب النظر فى المساعدات العسكرية وفق ما يخدم المصالح الأمريكية وستستخدم أدواتها الإقتصادية ونفوذها فى المنظمات المالية والإقتصادية الدولية لخدمة مصالحها.

وتحدث الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يدير ترامب البلاد بعقلية «رجل الأعمال» حيث الأولية لتحقيق أكبر ربح والخروج بأقل الخسائر. فالمكسب المباشر سيكون المحرك الأساسى له.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية أعرب شهيب عن إعتقاده بوجود فرص عديدة للإستفادة من وجوده كرئيس. فترامب يقدر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، ولديه قناعة بأن مصر تلعب دورا مهما فى مواجهة الإرهاب وبالتالى سيسعى لأن تكون لأمريكا علاقات طيبة بمصر.

وتحدث الكاتب الصحفى نبيل زكى متوقعا أن تستمر أمريكا ـ ترامب فى إشاعة التوتر فى أنحاء العالم إسوة بما فعلته الإدارات الأمريكية السابقة. ويرى الدكتور الحديدى أن هناك قوى بازغة فى العالم مثل الصين والهند وأعرب عن إعتقاده بأن اللعبة أصبحت أكبر تاثيرا من أمريكا وروسيا فقط، وأن الصين سيكون لها دور مهم وفعال. وحذر من أن تؤدى المواجهة بين تلك القوى إلى تحول الشرق الأوسط إلى «عزبة» تلعب فيها تلك القوى. كما أعرب عن إعتقاده بأن السياسة الأمريكية لم تتغير بل هى سياسة ثابتة بشكل كبير حتى وإن تغيرت سطحيا فإنها تظل ثابتة ومستمرة فى جوهرها الذى يحمل روح العداء والرغبة فى السيطرة على الشرق الأوسط. ونبه أن الإرهاب من صنع أمريكا لمواجهة الإتحاد السوفيتى

السابق فى أفغانستان. فأمريكا تقوم بتوظيف نشاط المنظمات الإرهابية المتطرفة لخدمة مصالحها وتقضى على تلك المنظمات فور إنتهاء الغرض الأساسى من وجودها وهو المصلحة الأمريكية. وفى النهاية قدم الدكتور حلمى الحديدى مجموعة من التوصيات والتى جاءت جاءت كما يلى:

ـ القوى يستطيع أن يملى إرادته ويحفظ كرامته ويحمى حدوده وسماءه وأرضه.

ـ يجب أن تكون لدينا القوة وعناصرها ، وأهمها : 1ـ الوحدة على الأقل فى الرأى والسياسة و2ـ الإستثمارات البينية بين الدول العربية. 3ـ زيادة حجم ومستوى التجارة البينية المحدودة بشدة فى الوقت الحاضر. 4ـ تحقيق ما سبق وأن أتفق عليه عربيا وهو السوق العربية الموحدة التى لم تتحقق حتى الآن.

ـ أهمية توقف أمريكا عن دفع مبالغ طائلة لتسليح الإرهاب وإشاعة عدم الإستقرار فى المنطقة العربية ودولها. وأكد الحديدى أن الولايات المتحدة لم تبنى أى دولة سواء كانت مصر أو أى دولة عربية أو أفريقية. ويجب أن يكون إعتمادنا على أسلوب التنويع فى مصادر السلاح وفى الإستثمارات مع الحفاظ على العلاقات الطيبة بكل دول العالم، «وعلينا أن نحافظ على علاقات جيدة بأمريكا أيضا، إذا أرادت وعملت على ذلك».

ـ إستقلالية القرار أمر هام. فقرارنا يجب أن يكون مستقلا نابعا من حاجاتنا ومصالحنا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق