◙ مستعدون لإطلاق المشروع القومى للتعليم بشرط تحمل المجتمع إجراءات الإصلاح
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن إعادة صياغة الشخصية المصرية هى العنصر الأهم فى عملية إصلاح التعليم وليس مجرد منح الطالب المصرى المعرفة والتعلم فقط، مشيرا إلى أن أهمية أن يكون هناك توافق بين هذا الإصلاح وبين ما يتم تداوله داخل المسجد والكنيسة.
جاءت تصريحات الرئيس خلال مداخلته أمس التى أجراها خلال الجلسة الخاصة بتطوير التعليم فى المؤتمر الشهرى الأول للشباب الذى شارك فيه نحو ألف شاب وفتاة من مختلف المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء، والعديد من الوزراء وكبار مسئولى الدولة وأعضاء مجلس النواب والقيادات السياسية والعلمية والدينية والخبراء الاقتصاديين والأحزاب السياسية.
وشدد الرئيس، خلال مداخلته فى جلسة التعليم بالمؤتمر الشهرى للشباب، على أهمية استهداف صياغة شخصية الانسان المصرى فى كل المحاور وليس محور التعليم فقط.
واستعرض الرئيس الأحداث التى وقعت فى دول محيطة بمصر حدثت بها فوضى وكان لديها نظام تعليمى متطور، مؤكدا أن هذه الدول لم تهتم بصياغة شخصية الانسان التى تحمى بلادها من الدمار والتخريب، مشيرا إلى أن ذلك يبرهن على فشل النظام التعليمى فى هذه الدول.
وأضاف الرئيس أن هناك دولا تقوم ببناء شخصية انسان واع لوطنه وأهله بغض النظر عن وجود المؤامرات، مشيرا إلى أن عدم الوعى العام بالأمور بمثابة «المؤامرة».
واستشهد الرئيس بتجربة احدى الدول المتقدمة التى زار احدى مدارسها الابتدائية ، مشيرا إلى أن نجاح التعليم فى هذه الدولة قام على صياغة شخصية الطفل و تعلم قواعد القيادة والتعاون وروح الفريق والاحترام والالتزام الشديد.
وأوضح أن فصول هذه المدرسة كانت بسيطة فى تصميمها ودون أبواب وبثلاثة جدران فقط كنوع من إظهار الشفافية والالتزام بالهدوء، مشيرا إلى أن هذه الشخصية هى التى يبحث عنها والتى تتمتع بثوابت كثيرة ينبغى أن تكون لدى الطالب المصري.
وأشار الرئيس إلى أن انضباط طلاب هذه المدرسة كان واضحا فى أنهم لم يعيروه شخصيا أى انتباه بصفته رئيسا لدولة يقوم بزيارتهم.وقال مازحا: «مطلبوش منى سيلفى ولا بص عليا ولا شاور وكأنى انظر إليهم من خلف جدار غير مرئى بالنسبة لهم».
وأضاف أنه شعر بالإعجاب الشديد فى تعلم هؤلاء الأطفال القيادة واحترام الغير والانضباط، مشيرا إلى أنه شاهدهم خلال توزيع الوجبات وكانوا ملتزمين بالهدوء والانضباط.
وناشد الرئيس المجتمع بقبول أى إجراءات لإصلاح التعليم المصري، مشيرا إلى أن الدولة مستعدة لإطلاق المشروع القومى للتعليم كهدف قومى والذى تعكف الدولة على دراسته منذ عامين، محذرا من توقف المشروع بعد إطلاقه فى حالة عدم قبول المجتمع لإجراءات وتكاليف هذا الإصلاح.
وأوضح الرئيس أنه طالب الوزراء الذين يقدمون على تنفيذ إجراءات إصلاحية حقيقية لمصلحة مصر إن يتقدموا باستقالتهم فى حالة عدم قبول المصريين مثل هذه الإجراءات، مشيرا إلى أنه إذا تحلى المسئول بالتجرد فى عمله وقدم استقالته لمرة واحدة لعدم قدرته على إحداث تغيير حقيقى نتيجة رفض المجتمع سيتقبل المصريون مع الوقت مثل هذه الإجراءات.
وقال الرئيس :»ينبغى التحلى بالأمانة من أجل التصدى لقضايا الوطن وحتى يكون هناك استقلال للقرار الوطني».
وأوضح الرئيس أن استراتيجيته منذ بداية توليه الحكم كانت تهدف لتثبيت أركان الدولة لأن المواطنين لم يكونوا ليتقبلوا وضع جميع موارد الدولة لمصلحة ملف بعينه مثل التعليم.
وطالب الرئيس بوضح آلية لانتقاء النجباء والعباقرة والمتفوقين بتجرد من جميع أنحاء مصر وكسر جميع القواعد والدفع بهم للأماكن المناسبة، مشيرا إلى أن مصر مليئة بالمتفوقين والنجباء.
كما طالب الرئيس بتعميم تجربة مدارس النيل لتكون لديها مدرسة على الأقل فى كل محافظة من محافظات الجمهورية.
وأكد أيضا أهمية تطبيق فكرة وجود رخصة لمزاولة المهنة وأن تكون هناك معايير صارمة لقياس مهارات الخريجين قبل التحاقهم بالوظائف على أن تجدد هذه الرخصة بصفة دورية، مؤكدا أنه فى سبيل رفع كفاءة الاداء لابد من وجود معايير منضبطة لقياس قدرتنا.
وأشار الرئيس إلى أنه خلال لقاءاته المتكررة بالمسئولين الأجانب طالب بدعمهم لإصلاح التعليم فى مصر وتوفير المنح الدراسية للشباب المصرى بالجامعات الأجنبية.
وأكد الرئيس قائلا :»المصريون أهلى وناسى وعايزكم قد الدنيا» ، مشيرا إلى أن هناك تكلفة لكل ملف يتم إصلاحه متسائلا ما إذا كان المجتمع مستعد لتحمل تكلفة إصلاح التعليم.
وطالب الرئيس أيضا بتغيير نمط الثقافة المصرية التى تتشبث بالحصول على الشهادة الجامعية حتى لو لم يكن الشاب الخريج مؤهلا للعمل بعد التخرج. وتساءل الرئيس :»هل لو بلغت نسبة التعليم الجامعى نسبة 25% فقط من التعليم فى مصر سيتقبل المجتمع ذلك»، مطالبا بتغيير المصريين ثقافتهم فى النظر إلى خريجى الجامعات والتعليم الفني.
كما تساءل الرئيس كيف يطالب المصريون بإصلاح التعليم دون أن يمسهم أى تغيير. وكشف الرئيس أن مجموعة من العاملين معه رفضوا تبوؤ منصب وزير التربية والتعليم فى الفترة الأخيرة.واختتم الرئيس حديثه قائلا:«لا نبغى إلا الإصلاح وما توفيقى إلا بالله».