حتي حرمات الموتي استباحت من قبل أباطرة الاستيلاء علي اراضي الدولة الذين لم يكتفوا بالاستيلاء علي المال العام، بل حتي مقابر الموتي باتت مطمعا لهم دون حتي ان يشعروا بوخز ضمير فاصبح امرا معتادا ان يتوجه الاهالي لدفن احد اقاربهم بالعياط فيجدون مقابرهم قد جرفت او تم نبشها بحثا عن الاثار او طمعا في اراض يستولون عليها وسط غياب المسئولين الذين يبيتون في سبات عميق.
حتي اصبح امرا مألوفا ان تذهب الي المقابر فتجد رفات و عظام اجدادك بالعياط ملقاة علي سطح الارض وقد شهدت مناطق المقابر العديد من الاشتباكات بين الاهالي و حيتان الاراضي الذين يستولون عليها بمساعدة خارجين علي القانون مزودين باسلحة آلية يرهبون بها الاهالي الذين طرقوا ابواب مسئولي المحافظة واملاك الدولة وغيرهم لكن يبدو ان هؤلاء اقوي من الدولة فقد انتجوا محاصيل و خضراوات بطعم الموتي.
فعلي الرغم من عمل لجنة استرداد أراضي الدولة برئاسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية، علي استرداد أراضي الدولة بعدد من المناطق و التصدي لاكلي املاك الدولة الا انه يبدو ان مدينة العياط قد سقطت من خريطتهم فأصبحت المنطقة الجبلية بها مأوي للخارجين علي القانون و تجار الاسلحة و المخدرات و المنقبين عن الاثار نظرا لانها تشتهر بوجود اثار بها بالاضافة الي سفاحى الاستيلاء علي اراضي الدولة الذين لم يحترموا حتي حرمات الموتي فاستباحوا المقابر يجرفونها و قد شهدت مناطق المقابر اشتباكات مسلحة عديدة بين الاهالي و اصحاب النفوذ الذين يقومون بتجريفها.
توجه الاهالي لدفن متوفي الاسبوع الماضي بمقابرهم الا انهم فوجئوا بشخص يستولي علي المقابر و قام بتجريف جزء منها بحجة استصلاحها و اصيب الاهالي بحالة من الذعر و هرعوا الي مركز شرطة العياط لتحرير محضر بالواقعة.. و امر اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة باخطار النيابة و اتخاذ اجراءات عاجلة للتصدي للتعديات علي حرمات الموتي.
وكان الاهالي قد قاموا بتشييع جنازة الي منطقة المقابر المجاورة لقرية كفر طرخان التابعة لمركز العياط و اثناء ذلك فوجئوا بمجموعة من العمال وآلات الحفر واللوادر تقوم بتجريف المقابر وتسويتها بالأرض تمهيدا لزراعتها وعندما حاولوا التصدي لتلك الالات فوجئوا بمجموعة من الاشخاص المسلحين يهددونهم مما اصابهم بحالة من الذعر و لم يتمكنوا من دفن المتوفي وتوجه عدد منهم الي مركز شرطة العياط لتحرير محضر بالواقعة و الاستغاثة برجال الشرطة حتي يتمكنوا من دفن المتوفي وقرروا امام العميد عبد الحميد ابو الخير انها ليست المرة الاولي التي يقوم فيها اشخاص بتجريف مقابر ابائهم و اجدادهم تحت تهديد السلاح وانهم سبق وان حرروا محاضر ضدهم قبل ذلك، الا انهم عاودا لتعديهم علي مقابرهم مرة اخري وان هؤلاء الاشخاص يحاولون تجريف المقابر لضمها الي الارض التي يقومون بعمل صوب زراعية بها لتنتج زراعات بطعم الموتي مطعمة بعظامهم و قام الاهالي بالتجمهر بمنطقة المقابر بعدما شاع خبر تجريفها و استغاثوا بالمسئولين في محافظة الجيزة حيث اكدوا ان تلك المنطقة تخضع لاراضي الدولة ورقابة مسئولي الاثار الذين تغافلوا عن هؤلاء الاشخاص ليستولوا علي الاراضي و لم يكتفوا بذلك، بل تمددوا ليستولوا علي مقابر الموتي و استخدم هؤلاء الاشخاص عددا من الحيل للاستيلاء علي اراضي المقابر حتي الطرق المؤدية الي تلك المنطقة استولوا عليها و منعوا الاهالي من المرور بها.
رابط دائم: