أكتب إليك عن ظاهرة طرأت على مجتمعنا ولم تكن معروفة من قبل وهى أن هناك شبابا يطلبون من البنات فى مرحلة التعارف أن تجارينهم بالأحضان والقبلات والتخيل فى التليفون وألا تكون هناك حدود للكلام فيما بينهم، وكنت أتصور أن هذه الطلبات قاصرة على من يرتبطون بعلاقات عن طريق الانترنت مثلا، ولكنى فوجئت بشباب يطلب من الفتاة التى تعرف عليها عن طريق أناس محترمين هذا الطلب الغريب وهما فى مرحلة التعارف، وهى ليست مراهقة أو فتاة صغيرة؟ إنها شخصية محترمة فى سن الأربعين، وهو مطلق فى نفس عمرها،
وقد انفصل عن زوجته بناء على طلبها، ولديه منها بنات، وبدأت علاقتهما جادة ومحترمة وتولدت لديها مشاعر قوية تجاهه، ولما سمعت منه هذا الكلام ظنت أنه يختبرها أو أنه يريد أن يتأكد من أخلاقها وهل ستستجيب له بسهولة أم لا، ولما رفضت ما طلبه منها قال لها إنه يريد أن يكون مع الإنسانة التى سيرتبط بها على راحته، فأكدت رفضها لما يطلبه لأن أخلاقها ودينها يمنعاها من مجاراته، فإذا به يتركها.. فهل هذا الشخص غير طبيعى، أم أن هناك نوعية من الرجال بهذا الاسلوب؟، المدهش حقا أنه شخصية جادة جدا كما يبدو للآخرين، وملتزم فى عمله إلى حد الصرامة، ويؤكد أنه لا يطلب منها ذلك إلا فى التليفون فقط، أما وجها لوجه فلن يفعل ذلك!!
وما عرفناه هو أن تجربة زواجه من مطلقته استمرت أكثر من خمسة عشر عاما، وكانت تجربة قاسية له. إذ أنها كانت متسلطة ولا تحترمه، ولا تحترم أهله، والفارق المادى بينهما هائل، فهى من أسرة غنية جدا، وهو فى مركز مرموق ومن أسرة متوسطة.. لقد فسرت طلبه الغريب بأنه حيلة دفاعية بعد أن اصابته عقدة من الزواج، بمعنى أنه يطلب الارتباط أمام الناس، لكنه لا يرغب فيه، وهو يعلم أنه لن يجد من تتجاوب معه، وأعتقد أيضا أنه لو وجد من تتجاوب معه لن يثق فيها ولن يتزوجها، فهل تفسيرى صحيح؟.. وهل هو مريض نفسيا؟ أم أنه ليست لديه القدرة الجسدية على الزواج؟.. والشىء الذى لا نجد له تفسيرا أيضا هو أن هذه الفتاة استراحت له وتجد نفسها مشدودة إليه دون من تقدموا إليها على مدار عمرها وكانت قد وصلت إلى قناعة بأنها لن تتزوج فى هذه السن حتى ظهر فى حياتها هذا الشخص فكيف ترى هذا الرجل وبماذا تنصحها؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول :
بكل تأكيد فإن عدم استجابتها لما يطلبه منها هو عين الصواب فلقد كشف عن حقيقته التى كانت غائبة عنكم، وربما يكون سلوكه هذا هو الذى دفع زوجته إلى طلب الطلاق بعد خمسة عشر عاما من الزواج، ولا شك أنه يعانى متاعب نفسية، وربما يكون قد أدمن العلاقات الهاتفية، وعلاقات الإنترنت، فتركت تأثيرها عليه، فما يجده المرء فى الأفلام التى تعج بها بعض القنوات الإباحية على الأقمار الأوروبية، يحاول تقليده متجاهلا أن الوضع الطبيعى بين الزوجين من المستحيل أن يكون بنفس ما يراه، حتى بين الأزواج فى الدول التى تبث هذه الأفلام.
ولا أدرى ما الذى جعل هذه الفتاة تقع فى حبه أو ترتاح إليه إذ أى حب وأى ارتياح هذا مع شخص بهذا الوصف، وسواء كان يفعل ذلك من باب الاختبار أو أنه يريده فعلا فإنه لا يصلح زوجا بكل المقاييس، وعليها أن تبتعد عنه فورا. أما مسألة السن، فهى لا تمثل عائقا لزواج الرجل أو المرأة، وسن الأربعين ليست سنا كبيرة أبدا ويستطيع الإنسان أن يبدأ مشواره فى الحياة فى أى عمر، فلتحسن الاختيار من بين من يتقدمون لها، وسوف يوفقها الله إلى من ترتاح إليه ويكون لها سندا وعونا فى الحياة بإذن الله.
رابط دائم: