رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

العنف ضد المرأة‏..‏ بعيون السينما الإفريقية

محمــد نصر
رغم الغياب التام للنقاد والجمهور انتهت فعاليات مهرجان أفلام العنف ضد المرأة الإفريقية لكنه نجح في توجيه انذار قويللعالم عن قضايا افريقيا‏.‏

نظم المهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بالتعاون مع الجمعية الإفريقية ونادي السينما الإفريقية برئاسة د. آمنة فزاع, وعرض الأسبوع ستة أفلام إفريقية من دول( الكونغو الديمقراطية ورواندا والكاميرون وأوغندا وليسوتو والسنغال), وأعقبت كل فيلم ندوة أدارها النقاد فاروق عبدالخالق وشريف عوض
............................................................
ومن خلال مشاهدة أفلام الأسبوع نستطيع القول أن الأفلام تعرضت للكثير من مشاكل المرأة الإفريقية وتنوعت بتنوع البلدان ولكنها في النهاية مشاكل واحدة تعاني منها الدول الإفريقية جميعا بتفاوت في حدتها.
وحضر حفل افتتاح الأسبوع د. نيفين الكيلاني رئيسة صندوق التنمية الثقافية والفنانين صبري فواز ود. محمد العدل وطارق عبد العزيز وسلوي محمد علي وقدمت حفل الافتتاح الفنانة منال سلامة.
وافتتح الأسبوع ــ الذي انتهي الجمعة الماضي ــ أعماله بعرض فيلم( ساحرة الحرب) من الكونغو الديمقراطية وتدور أحداثه حول فتاة تبلغ اثني عشر عاما كانت تعيش في سلام مع والديها حتي اليوم الذي جاء فيه المتمردون.. نهبت القرية وخطفت الفتاة وأجبروها علي قتل والديها.. وتمر الأيام, وتتعلم الفتاة كيف تقاتل لتبقي علي قيد الحياة, وأثناء معركة ضد الجيش الحكومي, تصبح هذه الفتاة هي الناجية الوحيدة, فيعتقد زعيم المتمردين أن ذلك فأل حسن ويعلن أنها ساحرة الحرب التي ستتنبأ له وتكشف له الطالع.. وفي الندوة ناقش الحضور مشكلة استخدام الأطفال في الحروب العرقية والتجارة بهم والعنف الواقع علي الفتيات هناك إلي جانب الواقع المرير الذي صوره الفيلم لما يحدث هناك.
وفي اليوم التالي تم عرض الفيلم الأوغندي قصة كامبالا والذي تدور أحداثه حول أبيو الفتاة ذات الأربعة عشر عاما والتي تعيش مع والدتها علي بعض المال الذي يرسله أبيها من كمبالا, ولكن عندما يتوقف الأب عن إرسال المال تضطر أبيو للسفر إلي كمبالا للعثور علي الأب وترفض عرض زواج مغرلها وتفضل إنقاذ أمها وأختها من الضياع تحت وطأة الفقر وتتحمل مسئولية الأسرة, وناقشت الندوة التي أعقبت الفيلم دور المرأة الإفريقية في الأسرة وتحدثت بعض الفتيات السودانيات عن المرأة في السودان والتي أحيانا ما تكون ظروفها مشابهة لبطلة الفيلم وكيف تتحمل وتعمل لتتكفل بمصاريف الأسرة في غياب الرجل أو غياب إنفاقه
وفي اليوم الثالث تم عرض الفيلم الرواندي العفو والذي تدور أحداثه حول صديقان مانزي وكاريميرا اللذان يجدان نفسيهما فجأة في فريقين متضادين الحرب الأهلية العرقية في رواندا, وبعد سنوات من الأخوة والصداقة يقتل مانزي عائلة صديقه ويبدأ بأمه وأخته في ظل بشاعة الحرب الأهلية وتم قتل بالأم والأخت بدم بارد وهم يرددون اقتلوا الحشرات, ويحكم علي مانزي بالسجن بعد استقرار الأوضاع في البلاد, وعندما يتم تحرير مانزي من السجن بعد خمسة عشر عاما, تنكأ عودته الجراح القديمة.. ويطلب العفو من صديقه, ويقدم المخرج جويل كاركيزي هذا الفيلم من تجربته الخاصة باعتباره أحد الناجين من العنف في رواندا, وناقشت الندوة الصراعات العرقية في إفريقيا وكيف تكون المرأة أول من يدفع الثمن فيها بلا ذنب
أما اليوم الرابع فقد تم عرض فيلمين قصيرين الأول الفيلم الكاميروني( ألما) والثاني من ليسوتو بعنوان( موسونجوا) وتدور أحداث ألما عن شابة جميلة تعيش مع زوجها في قرية صيد ريفية بالكاميرون, وسرعان ما تتحول حياتها المثالية إلي قصة مروعة من العنف المنزلي في مجتمع غير مكترث, يكشف الفيلم العواقب المأساوية للعنف التي تواجههما المرأة بمفردها في مثل هذه الظروف أما موسونجوا فيحكي عن فتاة تعيش في مجتمع ذكوري تحاول المضي لإنقاذ مزرعة والدها من أيدي جماعة يستضعفونها ويستضعفون والدها, وعندما تفشل كل محاولاتها, تقرر الدخول في مباراة قتالية بالعصي رغم كل الصعاب لتنتصر, وفي الندوة تمت مناقشة الفيلمين والمقارنة بين الفتاة في الفيلم الأول التي وقع عليها العنف المنزلي وبين الأخري في الفيلم الثاني التي فضلت الدخول في العنف والمبارزة للمحافظة علي ممتلكات أبيها وأوجه التشابه والتناقض بين الشخصيتين.
وفي يوم الختام الخامس والأخير عرض الفيلم السنغالي( بطول شجرة الباوباب) والذي يحكي عن شقيقتين تتركان قريتهما الإفريقية النائية حيث يتم إعداد وجبات الطعام علي نيران مكشوفة وتشرب المياه من الآبار, إلي مدرسة بالمدينة الصاخبة لتتعلما معا ولكن عندما يهدد حادث فجأة بقاء الأسرة, يقرر الأب التخلي عن ابنته ذات الأحد عشر عاما وتزويجها, ولكن تقرر شقيقتها عمل خطة سريعة لإنقاذها من مصير مجهول واستكمال تعليمها وتنجح الخطة.
وفي الندوة نوقشت قضية الزواج المبكر للفتيات والذي يكون بمثابة صفقة يدفع مقابلها الكثير من المال وتعد البنت وقتها سلعة تباع ناهيك عن صغر سنها والأضرار النفسية والجسمانية التي تعود عليها من زواجها في هذه السن
ومن الملاحظ في الأسبوع غياب نقاد وجمهور السينما المصرية فأغلب الحضور كان من الجاليات الإفريقية وإن كنا نأمل أن يتعرف الجمهور المصري علي الثقافة الإفريقية وتذوق هذا النوع من الأفلام الذي وصل إلي العالمية وشارك بمهرجانات دولية خاصة وأن الفعاليات التي ينظمها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية هي فرصة لمشاهدة الفيلم الإفريقي القصير والطويل والتسجيلي والروائي والذي لا يتاح في مكان آخر.
وفي حفل الختام بحضور د. آمنة فزاع رئيسة نادي المرأة الإفريقية والمخرج أشرف فايق مدير سينما الهناجر أشار السيناريست سيد فؤاد إلي أنه سوف تتم إقامة ناديا دائم للسينما الإفريقية في السبت الأول من كل شهر ابتداء من شهر يناير القادم, بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية برئاسة د. نيفين الكيلاني, وأنه سوف يتم اختيار أفضل الأفلام الإفريقية والتي حازت علي جوائز المهرجان لعرضها في النادي وهي فرصة عظيمة تتيح للجميع مشاهدة الفيلم الإفريقي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق