رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى ذكرى الاحتفال بمولده الشريف الرسول وضع منظومة كاملة فى تربية الأبناء وعوَّدهم على عمل الرجال كان رحيما بهم وحث على توفير العناية والرأفة لهم

> تحقيق ــ هند مصطفى عبد الغنى
لقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شديد الاهتمام بالأطفال، ودعا إلى تأديبهم، وغرس الأخلاق الكريمة فى نفوسهم، وحث على رحمتهم والشفقة عليهم، وإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم.

وتحفل حياة نبينا الكريم بنماذج جلية، ومواقف شريفة، وأساليب حكيمة من تعامله مع الأطفال، وكيف كان تواضعه، وحبه لهم، وهى أخلاق نبوية كريمة ومناهج تربوية عظيمة نحن فى أمس الحاجة إليها اليوم.

ويؤكد علماء الدين أن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هى الحل الأمثل لكل مشكلاتنا الحياتية حيث انه قدوتنا ومثلنا الأعلى الذى نسير على طريقه ونلبى نداءه، ومن أهم هذه المشكلات هى طريقة تربية أبنائنا، كيف يمكننا أن نوجههم ونحسن أدبهم فى ظل المتغيرات فى البيئة المحيطة، ومع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوى الشريف نجد أن الرسول الكريم وضع منهجا متكاملا ومنظومة فاضلة تساعدنا على هذه المهمة الصعبة. وأوضح العلماء أن المنهج النبوى الشريف سبق كل كتب وكليات التربية فى غرس الأخلاق والقيم والمبادئ السليمة فى سلوك أبنائنا من الميلاد حتى الشباب ليكونوا أصحاب نفوس طاهرة وقلوب حية.

ويقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، انه يجب علينا جميعا اتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى الأخلاق لقوله تعالى: (وإنّك لعلى خُلِقٍ عظيم)، وقال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وقال عليه الصلاة والسلام: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)، وهذا المنهج الإسلامى السليم انه يجب على الطفل من سن سبع سنوات التعود على الصلاة وتعليم الطفل قيمة الصلاة من خلال اصطحابه الى المسجد وخاصة فى صلاه الجمعة، وعند 10 سنوات يصل إلى سن التكليف، اى سن البلوغ، وأعطانا عليه الصلاة والسلام منهاجا آخر عند عقاب أبنائنا فقال: (لا تضرب الوجه ولا تقبح واضرب ولو بعود من أراك) والمقصود بالأراك هنا السواك وهذا المنهج النبوى هو ما شرعه الرسول عند امتناع الولد عن الصلاة لأنه صلى الله عليه وسلم كان نبى الرحمة وقال تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» وقال تعالى «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ».

وأضاف: ان لهذا المنهج النبوى صورا متعددة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا وشاوره سبعا ثم أطلق حبله على غاربه) فى هذا الحديث كل نظريات التربية فى العالم أى كل كتب كليات التربية لا تخرج عن هذا الحديث ومعناه انه من سن ولادة الطفل حتى بلوغه سبع سنوات هو مرحلة اللعب أى نلاعب أولادنا ألعابا هادفة تنمى الذكاء والفطنة والسلوك وتشجيعه على العمل ومن سبع سنوات إلى أربع عشرة مرحلة التوجيه والتربية والنصيحة وتأتى مرحلة المشاورة من 15 إلى 21 وهذه مرحلة المراهقة الشديدة ويحتاج فيها الولد لان يثبت كيانه وله حق فى المناقشة والمداولة وهنا يجب الأخذ برأى أولادنا فى هذه السن ومناقشتهم وتعويدهم على تحمل المسئولية ثم نترك حبلهم على غاربهم بعد 21 سنة فهذه سن التكليف فلكل فرد قدرة على تحمل المسئولية وفى هذه السن يفهم الفرد كيف يسير ويتعامل مع الناس.

من جانبه، يرى الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدينى ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر، ان من تأمل آيات النبى صلى الله عليه وسلم مع الأولاد أو الأطفال نجد انه كان يعاملهم بالرحمة والرأفة والشفقة، فمن رحمته إذا مر بالصبية يقرؤهم السلام ويحملهم بين ذراعيه بل انه صلى الله عليه وسلم رأى صبية يتسابقون فجرى معهم وسيدنا اسامة بن زيد رضى الله عنه كان يقول: ان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذنى فيقعدنى على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول: ( اللهم ارحمهما فإنى ارحمهما). وفى الحديث المتفق عليه عن ابى هريرة قال: (قبل رسول الله الحسن بن على وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع ان لى عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحدا فنظر اليه صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يرحم لا يرحم) وقال سيدنا انس رضى الله تعالى عنه ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان الرسول وهو قدوة ومثل اعلى لنا يعامل الأطفال بالرحمة والشفقة والرأفة ويعدهم تعدادا ويهيئهم تهيئة ليكونوا مثالا للرحمة بين الناس والسلام والأمن والأمان وعلينا اتباعه.

وفى سياق متصل، أكد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط السابق، ان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربية الأطفال من أعظم المناهج التى لو سار عليها الناس لتربى الأطفال تربيه صحيحة، وتجلى ذلك فى أمور أهمها ما يلى، أولا: تعويد الأطفال على العبادة وعلى الأخلاق الحميدة بل وحملهم على ذلك حملا وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك فى قوله تعالى ردا على الكفرة الذين يتمنون يوم القيامة ان يعودوا إلى الدنيا ليؤمنوا ويعملوا العمل الصالح، قال تعالى: ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون). والمعنى ان الذى ألف المعصية وسار فى طريق الفواحش والمنكرات لو انه رد الى الدنيا بعد موته فإنه سيختار طريق الفواحش والمنكرات أيضا ومن هنا فإن النبى صلى الله عليه وسلم عملا بمفهوم الآية الكريمة قال: مروا أبناءكم بالصلاة سبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم فى المضاجع ) ويقول أهل العلم إن من أعظم الأخطار التى يطبقها كثير من الناس أنهم يتركون أبناءهم لأهل المعصية والإجرام ثم يقولون هذا من باب الحرية وان الطفل سيعرف الثواب من الخطأ فى المستقبل، علما انه قلما يوجد من يتبع شهوته فى الصغر ثم يعدل عنها فى الكبر بعد أن صارت طبيعة له وعادة ومن هنا فإن النبى كان يأمر أصحابه بـ الطاعة والعبادة وحدث ذلك فى أمر الصيام حيث كان الصحابة يجعلون صبيانهم يصومون وفى آخر النهار عندما يشتد عليهم الجوع والعطش يعطوهم الألعاب ليلعبوا بها ثانيا: كان عليه الصلاة والسلام يعود الأطفال على عمل الرجال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق