حلوة ومرة، ناعمة ومسيطرة، تبدو خجولة ومستكينة داخل غلافها اللامع ولكن ما إن تقترب منها حتى تشجعك على مغازلتها وتذوقها، فتثور داخلك مشاعر قوية من اللذة والسعادة. إنها الشيكولاتة، هذه الحلوى السحرية التى يعشقها الملوك والفقراء والكبار والصغار.
فمن منا لا يبتسم عند رؤيتها ويا حبذا لو أتت هدية على غير انتظار من حبيب. كلما زادت مرارتها زاد نقاؤها وارتفع شأنها ولكن لأنها لا تحب أن يحرم منها أحد، كيفت نفسها مع كل محاولات تطويرها وتطويعها و ظلت مخلصة لمريديها ، المهم أن يعرفوا سرها وقدرها لكي تبوح لهم بخباياها وتنقلهم من حالة لحالة. فهي طعام لا يؤكل مثل غيره بعجالة، بل تؤخذ بهدوء وروية في حالة تشبه التأمل تكون فيها جميع الحواس منتبهة ومستعدة للنشوة التي تمنحها مع ذوبانها في الفم لنظل في حالة تخدير واستمتاع لا نستطيع التوقف ولا نغفر التمادى، على أمل الابتعاد قليلا ثم معاودة الكرة، ربما مع فنجان من القهوة لكي لا يصبح بيننا وبين التحليق في السماء، سوى أن نغمض أعيننا ونستسلم للحالة التي تنقلنا إليها كل قضمة شيكولاتة.
رابط دائم: