رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المرأة فى حياته صلى الله عليه وسلم
قلب النبى .. الرحيم

> تحقيق ــ عصام هاشم
جاءت بعثة النبى صلى الله عليه وسلم، رحمة للعالمين، للإنس والجن ورحمة للمسلم ورحمة لغير المسلم، وللرجل وللمرأة على السواء. وإن كانت الآيات والأحاديث كلها تخاطب الرجال من دون النساء، فليس إلا لتغليب الرجال على النساء وليس للتفضيل، وإن كانت سورة كاملة سماها ربنا «النساء».



والمتأمل للمرأة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، يجدها حافلة بالمشاهد التى تؤكد عظمته صلى الله عليه وسلم فى التعامل معها فى جميع المراحل بنتا وزوجة وأما، كما يؤكد تعظيم الإسلام لشأن المرأة بشكل عام بعد أن كانت تهان فى الجاهلية.

والناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية كان يقدر المرأة والزوجة ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة. ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية، فتجده أول من يواسيها ويكفكف دموعها ويقدر مشاعرها ولا يهزأ بكلماتها ويسمع شكواها ويخفف أحزانها.





ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، أن المرأة ببعثة النبى أصبحت كيانا يحترم ذات شأن عظيم، تحظى بحرية القرار واستقلالية الذمة، دون إلزامها شيئا من الإنفاق، وتكليف غيرها بالإنفاق عليها، الأب أو الزوج أو الابن.. وقد كان النبى عليه الصلاة والسلام رحيما بالنساء ودائما ما كان يدعو للرفق والرحمة بهن، حتى فى الحروب والغزوات كان ينهى عن قتل النساء.

وقد كرم النبى صلى الله عليه وسلم المرأة أما، فحينما سأله احد الصحابة: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك وكررها ثلاثا، وكرمها بنتا فأنقذت رسالته الأنثى من وأد الجاهلية إلى كرم الإسلام، وحرم امتهانها والتمييز ضدها، بل جعل الجنة ثواب من يكرم بناته ويزوجهن، فقال صلى الله عليه وسلم :من رزقه الله بثلاث بنات فأحسن تأديبهن كن له حجابا من النار يوم القيامة. فَقَالَ رَجُلٌ أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَوْ ثِنْتَانِ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: أَوْ وَاحِدَةٌ”. كما أوصى الرجل بأن يحسن اختيار زوج ابنته، وأن يزوجها لتقي، وبين أن الزواج رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته.

وأشار الأطرش إلى أنه صلى الله عليه وسلم، دعا إلى حسن العشرة للزوجات بل تحمل الأذى منهن فقال «استوصوا بالنساء خيرا»، وقال: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم» وقال أيضا «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر». ودعا إلى التغافل عن الهفوات ونهى عن سوء الظن بالنساء وتلمس عثراتهن فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهن أو يتلمس عثراتهن. ورسخ النبى تعاليم تبعث على المودة والرحمة بين الزوجين منها الثواب للزوج إذا وضع اللقمة فى فم امرأته، أو سقاها شربة ماء. وفى حياته الشخصية جسد النبى صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة فى حسن العشرة والرفق بالمرأة، فكان يداعب زوجته ويلعب معها وتلعب معه وقد كان يسابق عائشة فتسبقه تارة ويسبقها أخري، بل كان يجعلها تستعلى عاتقه لتشاهد الفتيات يمرحن.

التعدد فى حياة النبى

وردا على مزاعم بعض المستشرقين بأن النبى كان شهوانيا استنادا إلى تعدد زيجاته صلى الله عليه وسلم تقول الدكتورة فايزة خاطر رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر سابقا: إن زيجات النبى صلى الله عليه وسلم كانت لها مبرراتها وظروفها التى تختلف من زيجة إلى أخري، وما يحاول البعض ترويجه ما هو إلا افتراءات وأكاذيب. فالنبى صلى الله عليه وسلم فى زيجاته المختلفة رسخ لقواعد الحياة الزوجية بكل جوانبها، وإذا تتبعنا حالات ثلاث من هذه الزيجات لتبين لنا ذلك. فها هى زوجته الأولى خديجة بنت خويلد الثيب التى تكبره بخمسة عشر عاما تقف إلى جانبه تشد أزره، وأنجبت له أولاده ورشف معها الحب والحنان ما تزود به لذاك الكفاح المضنى لنشر رسالته، وستدخل البيت النبوى نساء أخريات فيهن سمات الصبا والجمال والحسب والجاه، ولكن واحدة منهن لم تزحزح خديجة عن مكانها، حتى إن عائشة رضى الله عنها بصباها ونضرة شبابها وحب النبى صلى الله عليه وسلم لها، تشعلها الغيرة من خديجة التى سبقتها إلى قلب النبي، واستأثرت به، فعندما أقبلت هالة أخت خديجة لزيارة المدينة وسمع رسول الله صوتها فى فناء بيته، هتف. «اللهم هالة» ..فما ملكت عائشة نفسها أن قالت (ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت فى الدهر أبدلك الله خيرا منها) فتغير وجه النبى صلى الله عليه وسلم، وزجر عائشة غاضبا، وقال والله ما أبدلنى الله خيرا منها: آمنت بى حين كفر الناس، وصدقتنى حين كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ورزقنى الله منها الولد دون غيرها من النساء.

وعن زواج النبى بسودة بنت زمعة: كانت آثار الحزن على خديجة لا تزال باقية على رسول الله، لا تخفى على احد وكان الصحابة يشفقون على رسول الله، وذات يوم فاتحته خولة بنت حكيم بالزواج فرد قائلا: مَنْ بعد خديجة؟ فعرضت عليه سودة بنت زمعة بعد وفاة زوجها، وكان صلى الله عليه وسلم يمد يده إليها ليسند شيخوختها، ويهون عليها قسوة الحياة، وأيقنتها سودة من اللحظة الأولى بالبيت النبوي، أنها لم تخلف خديجة، وأن حظها مع رسول الله بر ورحمة، وكانت ثقيلة الجسم، لكن الرسول كان يأنس بخفة روحها حتى إذا تزوج عائشة أعطتها سودة ليلتها, مرضاة لسيد الخلق.

وها هى أم سلمة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفى بيته زوجتان شابتان (عائشة وحفصة) وكانت أم سلمة عريقة ذات جمال، استشهد زوجها فى معركة أحد وترك أم سلمة وأولاده (سلمة، عمر، زينة، درة) وكانت قد تجاوزت سن الشباب، مسنة وذات عيال، فقال صلى الله عليه وسلم: أما أنك مسنة فأنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله عنك، أما العيال فإلى الله ورسوله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق