نقطة التعادل

وتعليقا عليها أقول إنه حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتى الزراعى والصناعي، فإن الأمر يستلزم عدة تريليونات من الجنيهات.

والتريليون عبارة عن مليون مضروبا فى مليون، أى يساوى ألف مليار جنيه إلى جانب مستوى علمى عال ومتطور، فمثلا الاكتفاء من القمح تلزمه زراعة أربعة ملايين فدان على الأقل، وتبلغ تكلفة استصلاح الفدان الواحد مائتين وخمسين ألف جنيه، وفقا لما أعلن عن تكلفة المليون ونصف المليون فدان، أى تريليون جنيه، بالإضافة إلى المدن والقرى بخدماتها المختلفة من مدارس ومستشفيات وإدارات وهيئات وخلافه، أى تريليون آخر.

أما تصنيع سيارة مصرية، فتتطلب مراحل أساسية منها إنشاء مئات المصانع المغذية لمراحل الإنتاج، فالعربة الواحدة يلزمها 23250 عملية هندسية، وبعد ذلك يخضع إنشاء أى مصنع لما يسمى «نقطة التعادل»، وهى النقطة التى تتساوى عندها التكاليف مع كميات الإنتاج مضروبة فى سعر المنتج، وهى عمليات معروفة فى صناعة السيارات على سبيل المثال، ولذلك أطالب بأن نبدأ بمستلزمات الإنتاج والصناعات التكميلية مثل الهند، ومنها تتسع دائرة التصنيع بمرور الوقت، فالبديهة الهندسية تؤكد أن التصنيع يبدأ من العمليات السهلة إلى الصعبة، والبديهة الاقتصادية تقول إن دولة تنتج سيارة هى دولة متقدمة لا توجد بها أسرة لا تمتلك سيارة.. فلنبدأ، وتحيا مصر!.

مهندس ـ محمد خليل السيد
رئيس قطاع بالمعاش