كشفت مباراة الزمالك الأخيرة أمام فريق وادى دجلة التى انتهت بالتعادل الإيجابى 1/1 عن وجود مشكلة تلازم الفريق الزاخر بالنجوم والامكانات الفردية والمهارية تميز عناصره عن الفرق الأخرى المنافسة لا سيما الأهلى
ألا وهو غياب أسلوب اللعب الجماعى للفريق والأداء بروح الفانلة البيضاء مما يشير بعلامات إستفهام ويدفع بالعديد من الأسئلة حول توقعات نجاح محمد حلمى الذى تم تعيينه للقيام بمهمة المدير الفنى خلفا لمحمد صلاح بعد نتيجة التعادل الأخير أمام الفريق الدجلاوى من أجل عودة أبناء الرداء الأبيض للكرة الجماعية وروح الفريق الواحد خاصة أن حلمى العائد بعد ثلاثة شهور فقط من رحيله عقب مباراة صن داونز الجنوب إفريقى التى انتهت بثلاثية فى ذهاب دور المجموعات لدورى الأبطال الافريقى ، له أياد بيضاء فى وجود العديد من العناصر الممتازة بالفريق فهل ينتصر حلمى لعودة الكرة الجماعية فى الزمالك والتخلص من عقدة الاعتماد على النجم الواحد فى الفريق ؟ خاصة أن الزمالك على الرغم من وجود أفضل عناصر على المستوى الفردى جاءت عن طريق إدارة مصرة على توفير أفضل لاعبين فى مصر لانضمامهم للزمالك من أجل عودة الأبيض لمنصات التتويج مجددا إلا أن هناك عددا من النقاط ينبغى تفاديها خلال الفترة المقبلة بعد أداء غير مرض رغم عدم تلقى الفريق أى خسارة حتى الان فى الدورى إلا أن الأداء مازال على غير المتوقع لعدد من الأسباب . فالفريق لا يظهر بشكل جيد عندما يضعه المنافس تحت الضغط من عمق ملعبه وظهر ذلك واضحا أمام الفرق القوية والتى تنافس على قمة الجدول وتحاول اللحاق بركب الفرق القوية مثل الأهلى والمقاصة بالإضافة إلى الإسماعيلى وإنبى . كما تختفى العناصر المهارية خلال مواجهات تلك الفرق ولا تظهر خطورتها إلا قليلا مثل شيكابالا ومصطفى فتحى ومايوكا وباسم مرسى .
فيما افتقد الفريق اللعب بالكرة الجماعية أمام الفرق القوية نتيجة الاعتماد على الأسلوب والمهارة الفردية التى لا يمكن الارتكاز عليها فقط فى طريقة اللعب فعندما لعب الفريق بأسلوب الكرة الحديثة التى تعتمد على اللعب الجماعى وروح الفريق فاز بالدورى مرتين فى موسمى 91/92 و92/93 عندما كان يقود الفريق المدرب الإسكتلندى ديفيد مكاى الذى توفى فى مارس من العام الماضى وكان فاروق جعفر مدرب الزمالك السابق مساعدا له . ثم غابت الكرة الجماعية لعدة سنوات لتعود مجددا عام 2002/2003 على يد البرازيلى كابرال الذى فاز ببطولة دورى رابطة الأبطال الإفريقى أمام فريق الرجاء المغربى والفوز بكأس السوبر المصرى بعد انتزاعه من المقاولون العرب ليضع لنفسه مكانا فى قلوب جماهير الزمالك الوفية التى طالما وقفت خلف فريقها أيا كانت نتائجه ومكانه فى جدول الدورى . ووقتها استطاع المدرب المخضرم على الرغم من الصعوبات التى واجهته تغيير الفكر وأسلوب اللعب بالاعتماد على اللاعب الواحد رغم وجود العديد من العناصر الممتازة بالفريق مثل حسام وإبراهيم حسن والغندور و تامر عبد الحميد وطارق السيد إلى كرة جماعية جميلة ولم يهزم الفريق وقتها إلا امام اسيك ابيدجان الإيفوارى على ملعب الاخير وتفوق على فرق إِفريقية عتيدة . بعدها غابت الكرة الجماعية مرة أخرى لتعود على يد جوسفالدو فيريرا البرتغالى الذى فاز بمسابقة الدورى ثم كأس مصر على التوالى العام الماضى بعد فترة غياب كان فيريرا وضع أسلوبا صارما صار عليه لاعبو الفريق بفكر وأسلوب احترافى يليق بمكانة وتاريخ المدرب الذى لا يعرف طريقا إلا الجدية والالتزام لتحقيق الفوز وظهر ذلك واضحا على أداء اللاعبين وقتذاك إلا أن صدامه مع رئيس الزمالك مرتضى منصور حال دون إستمراره ليفقد الفريق مدربا مهما طوال تاريخه . فهل تظهر ملامح فكر محمد حلمى فى إعادة مدرسة الفن والهندسة وروح الفانلة البيضاء والتخلى عن فكرة النجم الواحد خلال الفترة المقبلة ؟ أم يكون السؤال المطروح دائما هو هل سيرحل حلمى بعد أول أداء غير مقنع بعد رحيل كوكبة من المدربين الواحد تلو الآخر أمثال الإسكتلندى ماكليش وفييرا البرتغالى وزملائه فيريرا وكاجودا وأوليفيير وباكيتا؟
رابط دائم: