لن تنعم شركات الطيران بفترات طويلة دون أزمات... فما تكاد تخرج من أزمة حتى تدخل فى أخري، بهذه الكلمات لخص خبراء صناعة النقل الجوى حال شركات الطيران العالمية فى ظل العديد من التحديات التى تواجهها وتؤثر بالطبع على الشركات العربية،
ومن أهمها متغيرات الاقتصاد العالمي، وسياسات تحرير الأجواء، وارتفاع تكاليف التشغيل والمنافسة القوية، والضرائب والرسوم المفروضة على أنشطة الطيران المدنى من جانب العديد من الحكومات، وغيرها من المتغيرات التى تجعل هذه الصناعة تواجه تحديات صعبة تهدد الأنشطة الاستثمارية للعديد من شركات الطيران العربية التى تواجه أيضا تحديات اقليمية تتمثل فى الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التى تمر بها دول المنطقة.
ومن هنا فإن خبراء الطيران يرون أن النظرة الى سوق النقل الجوى العالمى حاليا تغيرت بشكل كامل وهذا ما يحتم على شركات الطيران العربية أن تكون خلاقة ومبدعة فى تبنى سياسات تكتيكية واستراتيجية مرنة و متغيرة لمواجهة التحديات..
ولعل أحدا كما يشير الخبراء ـ لم يكن ليتوقع ما سيشهده والطيران المدنى من أزمات متلاحقة منذ أحداث سبتمبر 2001 فما كادت شركات الطيران تخرج من الأزمة المالية العالمية خلال 2010 حتى دخلت مجددا مع بداية عام 2011 فى سلسلة من الأزمات العالمية والإقليمية وحتى الآن استنفدت خلالها هذه الشركات - تقريبا - كل ما تملك من وسائل لإعادة الهيكلة وترشيد النفقات
وبالإضافة إلى ذلك تواجه شركات الطيران تكاليف مرتفعة إلى جانب عنصر جديد فى التكاليف وهو تجارة الانبعاثات التى أعلن عنها الاتحاد الأوروبي، كما أن صناعة الطيران مطالبة بالتعامل مع ارتفاع التكاليف الخارجة عن سيطرتها وأهمها الضرائب والرسوم التى تفرضها الحكومات وهى تؤثر تأثيرا مباشرا، على أسعار التذاكر والشحن الجوي، إلى جانب أن هذه الشركات تعمل فى إطار تنظيمى لم يتطور بشكل يواكب ما حدث فى قطاعات اقتصادية أخرى وهناك الأوضاع السياسة الدولية.
أما عن المشهد التنافسى العالمى فى أسواق النقل الجوى فإن هناك ثلاثة تحالفات كبرى تهيمن الآن على هذا المشهد وهى «ستار ووان وورلد» «وسكاى تيم» حيث وصلت الحصة الاجمالية لهذه التحالفات فى سوق الطيران العالمى إلى أكثر من 75% بما يؤثر على المنافسة فى أسواق النقل الجوى ويضع شركات الطيران امام تحديات كبيرة.. هذه الأوضاع مجتمعة تتضامن لإنتاج وضع صعب لصناعة الطيران، وهو ما يتطلب من شركات الطيران العربية تبنى خطط استراتيجية وتكتيكية لمواجهة هذه الظروف،
كما أن الحكومات مطالبة بالتخلى عن سياساتها غير الداعمة للصناعة.. وأوضح الخبراء أن ما تشهد منطقة الشرق الأوسط من تغييرات دراماتيكية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أيضا بالإضافة الى العوامل السابقة ستؤدى إلى مرور صناعة النقل الجوى العربي، خاصة فى العديد من البلدان العربية التى تشهد تغييرات سياسية واقتصادية بفترة صعبة فالأوضاع الاقتصادية العالمية واستسهال بعض الحكومات الضغط سلبا على قطاعى السياحة والطيران عبر زيادة الضرائب والرسوم المكلفة والقواعد التنظيمية التى قد تمنع شركات الطيران من التكتل معا.. كل ذلك يجعل الشركات العربية معرضة للأزمات ويؤثر على خطط تطويرها، بل ويهدد بقاء بعضها فى منظومة النقل الجوى العالمى وهو ما يتطلب تبنى رؤية عربية متكاملة وتعاونا عربيا فى مجال صناعة الطيران للحفاظ على حصة الطيران العربى من السوق العالمية للطيران..
رابط دائم: