صدر كتاب «الإنسان وفيزياء الكون» عن مركز الأهرام للنشر تأليف الأستاذ الدكتور مجدى مصطفى ويقع فى سبعة فصول من 277 صفحة وينقل لنا آخر ما توصل اليه العالم من أبحاث ودراسات وعلم عن الكون بشكل مبسط وسهل لمن لديه الحد الأدنى من الثقافة ويساعد فى فهم وإدراك الحقيقة وعلاقته بوجود الكون وكانت الفيزياء طريقا للفهم.
يتساءل الكاتب فى البداية عن: ما هذا الكون اللانهائى وكيف كانت بدايته ونشأته وما هو عمر الكون والأرض والسماء وما تحوى من شمس وقمر ونجوم وكلها تدور حول الأرض وإذا كان هناك حياة على كواكب أخري.
يقول الدكتور مجدى مصطفى إن العلماء اكتشفوا أن الكون نشأ وظهر من 13.8 بليون سنة أما كوكب الأرض، فظهر منذ 4.6 بليون سنة وبالرغم من هذا، فإن الانسان لم يعرف الزراعة إلا منذ 10 آلاف سنة فقط.
واكتشف جاليليو منذ 400 سنة فقط، أن الأرض تدور حول الشمس واكتشف نيوتن قوانين الحركة و الجاذبية منذ 300 سنة فقط وخرج علينا دارون بنظريته عن التطور منذ 150 عاما «النشوء و الارتقاء» والتى فندها كثير من العلماء وأثبتوا فشلها.
وفى عام 2009 كشف علماء أمريكيون أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض وهو هيكل عظمى إثيوبى يبلغ عمره نحو أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة.
وأضاف: منذ 100 سنة تقريبا قدم أينشتاين للبشرية نظرية النسبية وهو يعمل موظفا فى مكتب براءات الاختراع فى سويسرا وهو فى سن 26 عاما ومنذ 55 سنة أطلقت أول مركبة فضائية تحمل إنسانا للفضاء (يورى جاجارين) ومنذ 45 سنة مشى الإنسان أولى خطواته على سطح القمر ولهذا نحن على أعتاب العلم وليس قمة الحضارة وعهدنا بالنهضة العلمية مازال قريبا فأول اكتشافات النسبية وقوانين الحركة فى بداية القرن العشرين وأشار الدكتور مجدى مصطفى إلى أن ظهور «النظرية الكمية» على يد عالم الفيزياء الألمانى ماكس بلانك فى سنة 1900 يعد ثورة فى فهم الانسان لطبيعة الذرة وجسيماتها وتجاوزت التطبيقات المنبثقة عن هذه النظرية ملايين التطبيقات فكل ما نراه من تكنولوجيا الآن من موبايل إلى شاشات التليفزيون إلى الكمبيوتر إلى الليزر والكاميرات الرقمية وفى صناعة الموصلات وشبه الموصلات وفى الطب وكل ماتدخل التكنولوجيا فى تصنيعه وصولا إلى مادة المستقبل «الجرافين» وبذلك أحدثت ثورة فى مجال التكنولوجيا وتعود أهميتها فى حالة إلغاء هذه النظرية وتطبيقاتها من حياتنا، سنعود إلى عصر البخار أو إلى القرن التاسع عشر.
وعاد الدكتور مجدى مصطفى إلى سنة 1929، حيث اكتشف أدوين هابل أن الكون يتمدد بل ويتسارع فى التمدد وذلك عن طريق الشمعة القياسية مما أدى إلى تأكيد فكرة ونظرية «الانفجار العظيم» والتى تتلخص فى انفجار ذرة وانطلاق كميات هائلة من الطاقة والحرارة وطبقا لمعلومات ناسا كانت درجة حرارة الكون فى اللحظة الاولى بعد بدايته نحو 10 مليارات درجة فهرنهايت حوالى 5.5 مليار درجة مئوية و الغازات تكونت خلال الثانية الأولى وبعد تمدد الكون وانخفاض حرارته على مر الزمن التقت الإلكترونات لتشكل ذرات متعادلة، مما سمح للضوء أن يشع بعد نحو 379 ألف سنة من الانفجار وبدأ يظهر الضوء البدائى ما يسمى غسق الانفجار العظيم وظهرت النجوم بعد 400 مليون سنة وتشكلان المادة السوداء والطاقة السوداء معا نحو 96% من الكون بينما السدم وكل المجرات والنجوم والكواكب لا تشكل سوى 4% من المادة الكونية وفى الكون أربعة أنواع من قوة الطاقة: قوة الجاذبية, قوة الكهرومغناطيسية, القوة النووية القوية, والقوة النووية الضعيفة وشرح مؤلف الكتاب أن الشمس توجد فى وضع مثالى من كوكب الأرض وتبعد نحو 149.6 مليون كيلومتر والغلاف الجوى مليء بالإعجاز وله أهمية قصوى للأرض فهو يوفر البيئة الصالحة للحياة ودرعنا الواقى من الإشعاعات الكونية الضارة كما ينظم انتشار الضوء بشكل مناسب.
وعن الكتاب يقول الدكتور عبد الهادى مصباح إنه يعد من مصاف الكتب التى تغنى وتثرى الكتب العلمية والدينية مشيرا إلى أن الكون له خالق وأن كل شيء عنده بمقدار وله حسابات فى هذا الكون على عكس ما يردده الملحدون الذين يستخدمون العلم والتكنولوجيا لكى يلووا الحقائق لنفى ذلك.
الكتاب: الإنسان وفيزياء الكون
المؤلف: د. مجدى مصطفي
النشر مركز الأهرام للنشر
رابط دائم: