الحياء الفطرى

ولو أن هذه الجرأة محمودة في عواقبها لبحثنا عنها تحت كل حصاة أملا في توسيع مدارك أجيالنا الحالية والقادمة لرفعة شأن الأوطان، ولكنها جرأة غير فعالة تجاوزت كل الخطوط الحمراء فأصبحت بمثابة «الطاقة السلبية» التي تهد مجتمعا بأسره فأتت إلينا ببعض الشباب الذين «يقزمون» آراء كل من يخالفهم حتي من آبائهم ومعلميهم، بل ووصل الأمر بهم الي اتهامهم «بالخرف والتخلف» والنتيجة هي تواري أهل العقل والحكمة من المشهد المجتمعي بعد أن آثروا السكينة والابتعاد، ولنا أن نتصور مدي ضياع مجتمع انزوي فيه أصحاب الرأي السديد والعقل الراجح لتصحيح ما اعوج فيه نحو جادة الصواب.

وللأسف فإنه حتي «حمرة الخجل» التي كانت تكسو وجوه بناتنا تكاد تصبح أثرا بعد عين بشكل مقلق علي مجتمعنا خصما من رصيد «الحياء الفطري الرصين» الذي تتزين به بناتنا دائما.

إننا جميعا مسئولون عما وصل إليه شبابنا، ولا أستثني من ذلك أحدا، فقد تركنا لهم «الحبل علي الغارب» بزعم أنه عصرهم وجيلهم ومن حقهم أن يعيشوا فيه بما يناسبهم دون أن نكلف أنفسنا ولو بمراقبة المحتوي الذي يتعاملون معه فعاشوا في «فضاء افتراضي» هاموا فيه «ثمالي» تقذف بهم أمواجه في كل جانب دون تحصينهم بأقل النزر يساعدهم في تحديد الغث من الثمين، فوصلوا الي ما هم فيه، لذلك لزم علينا أن ندشن خطة لإنقاذ شبابنا، بعيدة عن أنصاف الحلول التي فقدت جدواها، يقوم بها كل من له صلة من خلال وسائل الإعلام ومراكز التعليم ودور العبادة أملا في انقاذهم قبل أن ينزلق المجتمع الي التفسخ.

عبدالحى الحلاوى

مدير عام بالمعاش ـ قوص