رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه : أحــمد الـبرى
الورقة الحارقة

أحمد البرى;
صوت المصريون ضد هيلاري كلينتون في 30 يونيو عام 2013 وفي ميدان التحرير قبل أن يصوت الأمريكيون ضدها في 8 نوفمبر 2016 كمرشحة لرئاسة أمريكا ضد دونالد ترامب، وكان ذلك، وعلي النحو الذي جاء في كتابها «خيارات صعبة» حين توجهت الي ميدان التحرير للمرة الثانية في أثناء ثورة 30 يونيو، فقذفها الثوار بالبندورا (الطماطم) بعد أن اكتشفوا الدور الذي لعبته سياستها عندما كانت وزيرة للخارجية في احتضان الإخوان، وتسليمهم الحكم بعد الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وعلي العكس من ذلك فعندما توجهت الي ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير في المرة الأولي وكان مكتظا بالمتظاهرين الإخوان الذين سرقوا الثورة، احتفلوا بها احتفالا كبيرا يليق بما قدمته لهم من تمكينهم من الاستيلاء علي الحكم!.

ولكن المصريون الذين صوتوا ضد هيلاري كلينتون في 30 يونيو 2013، لم يصوتوا لمصلحة ترامب في 8 نوفمبر سنة 2016، كما فعل الأمريكيون، لأن ترامب اتخذ موقفا معاديا لكل المسلمين علي مستوي العالم، عندما بدأ جولته الانتخابية، ونادي بأنه لن يسمح للمسلمين بدخول أمريكا، واستثني واحدا، هو «ألي كان» علي خان المسلم الذي انتخبه الانجليز عمدة لمدينة لندن، وذلك في تهنئته له بهذا المنصب وكان رد علي خان، علي هذه التهنئة المستفزة أن أعلن بأن هيلاري هي الأجدر برئاسة الولايات المتحدة!.. ولأن الوعود الانتخابية، سرعان ما تتبخر عندما يفوز الواعد بها، فهي تعبر أحيانا عن الرغبة، ولكنها تفتقر الي القدرة، ومثال ذلك ما وعد به الرئيس السابق باراك أوباما، في أثناء جولته الانتخابية الأولي، من غلق سجن جوانتانامو الرهيب، ولكنه افتقد القدرة علي الوفاء بما وعد، وتقديري أن ترامب سيفقد القدرة علي تنفيذ ما وعد به في جولته الانتخابية من أنه سينقل سفارة بلاده الي القدس التي ستكون عاصمة لإسرائيل بدلا من تل أبيب، وإلا فإنه سيعادي ويصادم أكثر من مليار مسلم وعربي، وتقديري أيضا أنه يستطيع أن يفي بما وعد إذا جعل القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، مع تحقيق حلم الدولتين، حتي إذا فعل فإن التاريخ سيسجل له أنه أنهي عداوة وحروبا استمرت ثلاثة أرباع القرن، وحقق السلام في المنطقة.

وتقديري أن ما وعد به الرئيس ترامب من منع دخول المسلمين أمريكا هو مجرد رغبة ولكنه سيفتقد القدرة علي الوفاء بما وعد، وهذا يبدو واضحا مما كشف عنه وليد فارس مستشار ترامب لشئون الشرق الأوسط من أن ترامب خص الإخوان وحدهم ـ دون أكثر من مليار مسلم ـ بالمواجهة علي عكس سياسة أوباما وهيلاري القائمة علي الاحتواء، بل والمساعدة، وأنه ـ أي ترامب ـ وفي سبيل مواجهتهم، كأخطر تنظيم إرهابي علي مستوي العالم سيمرر قانونا باعتبار الإخوان منظمة إرهابية.

نأمل أن يكون ترامب صادقا ومنفذا لما وعد به بعد انتخابه، من أن يكون رئيسا لجميع الأمريكيين بمن فيهم من مسلمين، وأن تكون سياسته الخارجية مع باقي الدول قائمة علي المشاركة وليس التصادم، وعدم التدخل في شئون الدول الأخري، ولقد كان موفقا حين أعلن أنه لن يتدخل في سوريا، لأن هذا معناه أن يحارب روسيا وإيران اللتين تساعدان الأسد في دعوة ضمنية لهاتين الدولتين بعدم التدخل وسحب قواتهما من سوريا بعد ان تم تخريبها ودمارها وترك الأمر للشعب السوري نفسه لأن يقدر مستقبله، كما نأمل أن يستفيد من أخطاء سابقيه، فلا يلعب بورقة الدين، فقد أثبت التاريخ أن من يلعب بورقة الدين ويوظفها لأغراض سياسية، هو أول من تحترق أصابعه بنارها.

د. سعد واصف

مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق