رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

خلال ندوة الاهرام حول دور الإعلام فى دعم المجتمع الفلسطينى
تعزيز ثقافة الوحدة والمواطنة والابتعاد عن سياسات الاقصاء

شارك من الأهرام: فاروق جويدة و عزت إبراهيم وهانى عسل وخالد الأصمعى والعزب الطيب الطاهر ومحمد شعير باسل يسرى وهيثم ماهر تغطية الندوة: محمد عنز و محمد حجاب و جمال أبوالدهب إبراهيم فهمى محمد القزاز حسام كمال الدين رانيا رفاعى أحمد هوارى إيمان الشاهد مى الخولى تصوير: محمد عبده ــ ياسر الغول

بمشاركة وفد إعلامى فلسطينى كبير، شهدت الاهرام أمس ندوة « دور الإعلام فى دعم المجتمع الفلسطينى..التحديات والفرص» التى أكدت أهمية عودة الاهتمام للقضية الفلسطينية بعد التراجع الذى شهدته هذه القضية المركزية خلال السنوات الأخيرة، وضرورة استعادة الوحدة الوطنية وحشد




كل الجهود الإعلامية والثقافية والفكرية فى اتجاه بناء أسس ومرتكزات هذه الوحدة.

وكذلك إعادة طرح القضية على الرأى العام المصرى والنخب المهتمة بالشأن الفلسطينى والصراع العربى الإسرائيلى.



فى افتتاح الندوة أكد محمد عبدالهادى علام رئيس تحرير الأهرام أن القضية الفلسطينية لم تكن فى يوم ما منفصلة عن الشأن المصرى، بل كانت ولاتزال وستظل جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى، دفعت من أجله ثمنا باهظا من الشهداء والمصابين خلال مسيرة تاريخية طويلة لم تتخل فيها مصر عن أى معركة عسكرية أو دبلوماسية فى سبيل تمكين الشعب الفلسطينى من استعادة حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة.

وفى هذا السياق كان للأهرام أعرق الصحف العربية قاطبة دور قومى مشهود فى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية منذ ظهورها، وتعريف الرأى العام العربى والعالمى بتطوراتها وصور معاناة الشعب الفلسطينى المختلفة، والإسهام ليس فقط فى وضع وتنفيذ السياسات الإعلامية اللازمة لحشد الاهتمام المستمر بقضية العرب الأولى، ولكن أيضا القيام بدور ريادى فى الدراسات والأبحاث التى تساعد صانع القرار فى هذا المجال.



وقال فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه فتحى محمود مدير التحرير إنه ليس من المستغرب أن نناقش اليوم دور الإعلام فى دعم المجتمع الفلسطينى، ونحن نجلس فى قاعة تحمل اسم الأستاذ محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفى الكبير الذى كان أول من قدم الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات ورفاقه من قيادات حركة فتح إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتابع مسيرة احتضان مصر للمقاومة الفلسطينية، ودعمها اللا محدود للشعب الفلسطينى.

وفى هذا السياق أنشأ الأستاذ هيكل مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام الذى تطور بعد ذلك إلى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، الذى قدم آلاف الأبحاث والدراسات عن القضية الفلسطينية.

وعندما بدأنا فى صحيفة الأهرام الإعداد لهذه الندوة، كان هدفنا الأساسى هو مساعدة المجتمع الفلسطينى على التعامل مع التحديات التى تواجهه، خاصة فى ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة، وتغيرات متسارعة على جميع الصعد، وبروز قضايا ومخاطر جديدة بالمنطقة استحوذت على اهتمام الرأى العام مما أدى إلى تراجع الاهتمام الإعلامى بالقضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.

وأضاف اننا بحاجة الآن إلى استعادة الزخم الإعلامى للقضية الفلسطينية، لتعود لدى الرأى العام إلى موقعها الحقيقى كقضية العرب الأولى، وهذا لن يتأتى إلا إذا تمسكت وسائل الإعلام فى تعاملها مع هذا الشأن بضرورة إعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطينى فوق المصالح الحزبية الضيقة، وبث كل ما من شأنه دعم وحدة الصف الفلسطينى على جميع المستويات والمواقف، والبعد تماما عن تأجيج الخلافات بين أبناء الشعب الواحد سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والاهتمام بالشأن الفلسطينى كقضية مصيرية دون الدخول فى متاهات التحيز لفريق ضد آخر، أو ممارسة سياسات الإقصاء التى لا تخدم مصالح الشعب الفلسطينى، ولا تؤدى إلا إلى التطرف والانقسام.

إن الشعب الفلسطينى الشقيق يتوق إلى استعادة حقوقه، وتحسين أحواله المعيشية، وتوفير فرص الاستقرار والأمان له، ليتمكن من المضى قدما لتحقيق حلم الدولة المستقلة، ولابد كى يستطيع تحقيق هذا الهدف من وعى جميع الأطراف بأهمية وحتمية وحدة الصف الفلسطينى، وإدارة أى خلافات بحكمة تراعى المصالح العليا لهذا الشعب الذى أنهكته الأيام والسنون، وآن له أن يرى بصيص أمل فى مستقبل أفضل.




وأخيرا نتقدم بالشكر لكل من لبى دعوتنا للمشاركة فى هذه الندوة، سواء من الأشقاء الأعزاء فى قطاع غزة الذين شرفنا بهم اليوم، أو أساتذتنا من المفكرين وخبراء العلوم السياسية الذين يشاركون فى جلسات الندوة.

وقال الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام: ما نتابعه في الإعلام الفلسطيني ليس مفاجئا لنا، وهذا ليس افتراضا، بل واقع، ونحن نعلم أن للإعلام دورا مهما، وهذا الدور حدث له تطور، ففي الخمسينيات كانت الإذاعة هي هدف من يريد الاستيلاء علي السلطة، أو يقوم بانقلاب ويذيع البيان رقم واحد، وانتهاء في أواخر الثمانينيات عندما حل التليفزيون محل الإذاعة، وأصبح يمثل هيئة الأركان في مقاومة تشاوشيسكو ونظامه في رومانيا، حيث احتل الثوار مبني التليفزيون وأداروا منه الأمر.

وأشار إلي أن الإعلام أصبح يثير مشكلات كبيرة لكل دول العالم، ليس للفلسطينيين فقط، حيث إن الإعلام في الوقت الراهن لم يعد يمكن الدولة الوطنية الحديثة من السيطرة الايديولوجية الكاملة، وتفرض آراءها وتصوراتها علي مواطنيها، بل عمل الإعلام بدوره وتعدداته وتنوعاته علي توسعة مجاله أكثر، ولا شك أن الإعلام مصدر تنوير ومصدر حريات، ولكن في الحالة الفلسطينية أضرب مثلين مهمين، وذلك حتي نتبين خطورة الدور الذي يلعبه الإعلام، وهو ليس منفصلا عن السياسة ولا عن الانفصال الذي نراه، وهو يلعب دورا مؤثرا في التأثير في هذه الحالة، وفي الاستمرار علي هذه الحالة، والمثلان هما الأول: هو هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية ( تليفزيون فلسطين) معيار الاختيار منذ بدء الانقسام معيار غريب اسمه « السلامة الأمنية» أي لا يتم تعيين أي أحد في هذه الهيئة إلا إذا وافقت علي تعيينه الأجهزة الأمنية، وفي المقابل في قناة الأقصي وهي القناة الفضائية لحماس لديها معيار للاختيار يسمي « السلامة الدينية» والمعني واضح وهو أن يستشار إمام أقرب مسجد للمتقدم في وظيفة التليفزيون ، وذلك حتي نتأكد من تأديته الصلوات الخمس في المسجد، إذن هذه المعايير استقطابية وغير مسئولة وتفتقد المهنية، وللعلم فإن الفلسطينيين اكتشفوا الهوية الفصائلية والهوية الحزبية والهوية الإيديولوجية لهذا الإعلام، كما أن استطلاعات الرأي أكدت أن نسبة مشاهدة هذه القنوات في تنازل، وأن الجمهور الأساسي من المشاهدين هم المنتمون لهذه الحركات والفصائل والأحزاب

وفى كلمته أكد الدكتور صبحي عسيلة خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ورئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية بالأهرام ورئيس برنامج الدراسات الفلسطينية الإسرائيلية أن القضية الفلسطينية تمر منذ عام 2011 الذي شهد بداية الثورات العربية بواحدة من أسوأ مراحلها على الإطلاق منذ عام 1948. فالقضية دفعت وما زالت تدفع ثمنا كبيرا لتلك الثورات، ذلك أن القضية الفلسطينية تراجعت بشكل واضح على أجندة السياسات العربية والإعلام العربي كذلك. وهو الأمر الذي وضع أعباء هائلة على الإعلام برافديه الفلسطيني والعربي لمعالجة هذا الخلل. وفي هذا السياق لابد من تأكيد أهمية الإعلام ودوره بالنسبة للقضية الفلسطينية خاصة في المرحلة الراهنة التي تتميز بانفجار وسائل الإعلام واتساع نطاق تأثيرها في الرأي العام. ونتفق كذلك على أن الإعلام الفلسطيني يعمل في بيئة غير مواتية وتفرض الكثير من العقبات والتحديات على العمل الإعلامي الفلسطيني. ودعونا نتفق أيضا أن تلك المداخلة لا تدعي محاكمة أو تشريحا للإعلام الفلسطيني ولكنها تطرح ملاحظات عامة على أدائه مع الإعلام العربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي ملاحظات يصح أن نعتبرها أوجه قصور أو نقاط ضعف أو سلبيات أو حتى اتهامات، التخلص منها أو التعامل معها يعني خدمة إعلامية أفضل للمشروع الفلسطيني. كما لابد من تأكيد أن الحديث عن الإعلام والقضية الفلسطينية ينطلق من التسليم بأن المقاومة الفلسطينية لا يمكن حصرها فقط في المقاومة المسلحة، فهناك المقاومة السلمية والمقاومة الإعلامية والمقاومة الفنية. ولكل مجال آلياته في المقاومة. وأن الإعلام كان وما زال أحد أهم الأسلحة في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأورد بعض الملاحظات المتصلة بعلاقة الإعلام بالقضية الفلسطينية فيما يلى:

1ـ التخلي عن المهمة الأساسية التي تخدم القضية الفلسطينية: الهدف من الإعلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو المهمة الأساسية التي يجب أن يضطلع بها الإعلام في القضية الفلسطينية. هل نحن إزاء إعلام موجه أم إزاء إعلام موضوعي ومهني. فالحديث عن الإعلام والساحة الداخلية الفلسطينية ربما يقود إلى نتائج غير صحيحة وربما غير مطلوبة. فمن المؤكد أن الإعلام الفلسطيني تحديدا قطع شوطا لا بأس به في أداء دوره داخل الساحة الفلسطينية، وكذلك الإعلام العربي أو الإقليمي. أما فيما يتصل بالمهمة الأساسية المتمثلة في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي فإن ثمة تواضعا/ عجزا شديدا في أداء تلك المهمة. .

2ـ الإعلام ومهنيته ليس هدفا في ظل الظروف الراهنة بقدر ما هو وسيلة أو سلاح في الحرب ضد إسرائيل. ربما نكون حاليا إزاء المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن مهنية الإعلام الفلسطيني والعربي في تناول القضية الفلسطينية بسبب انجراره للمشهد الفلسطيني الداخلي وغياب او تغييب المشهد الإسرائيلي.

3ـ تماهي الإعلام الفلسطيني والعربي مع الوضع المأساوي الموجود على الأرض في الساحة الداخلية الفلسطينية. وبدا الانقسام الداخلي ظاهرا في الإعلام وبدت العلاقة دائرية بين الطرفين. فالانقسام والأزمات الداخلية الفلسطينية تغزي الإعلام وتزيده انقساما وتناحرا وبالتالي تزيد اللامهنية، والإعلام بدوره يغذي نعرات الانقسام ويعمقه.

4ـ تمويل الإعلام وغياب الشفافية سواء فيما يتعلق بالإعلام الفلسطيني أو الإعلام العربي يعكس بوضوح التجاذبات الإقليمية وعلاقتها بالمشهد الفلسطيني. فالتمويل في غالبه أو معظمه تمويل سياسي يخضع لأجندات وسياسات دول عربية وإقليمية. وهذا التمويل دفع في الغالب الإعلام للتركيز على الداخل الفلسطيني ولم يمنحه القدرة على الاستمرار في المهمة الأساسية وهي مواجهة إسرائيل. .

5ـ مخاطبة الرأي العام الدولي: رغم أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للوطن العربي، فإن الفلسطينيين ومعهم العرب لم ينجحوا حتى اللحظة في إنشاء قناة فضائية قادرة على التعبير عن القضية الفلسطينية وإبقائها مطروحة على الرأي العام العربي والدولي.

6ـ حل الإعلام محل الساسة والسياسة وبدا وكأن السياسة الخارجية لبعض الدول تدار من منصة الإعلام وطالت تلك السياسة التعاطي مع القضية الفلسطينية. فأصبح الإعلام الساحة الرئيسية للتعبير عن المواقف ومهاجمة المختلفين، وايجاد الكثير من المشكلات لبعض الدول في مقاربتها للقضية الفلسطينية نتيجة المواقف التي يعبر عنها بعض الإعلاميين والتي يتخذها البعض دليلا على موقف دولة ما.

7ـ في ظل الثورات العربية تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية.. يمكن النظر إلى ترتيب أخبار فلسطين على أجندة الأخبار العربية في الشاشات والصحف لمعرفة مدى الاهتمام بالقضية الفلسطينية.. الاهتمام أصبح موسميا.

8ـ فشل الإعلام الفلسطيني والعربي في أن يكون أحد الأسلحة الفعالة في الحرب ضد إسرائيل. فالحرب الإعلامية الدائرة ضد الفلسطينيين خاصة على المستوى الدولي تميل بشكل واضح لمصلحة إسرائيل. تماما كما في الحفاظ على تماسك الجبهة الفلسطينية.

9ـ ضعف التواصل بين الإعلام العربي والإعلام الفلسطيني بما كان من شأنه أن يخدم المشروع الفلسطيني.

10ـ لعنة التصنيف: أو فخ تصنيف الإعلام من بين إعلام مقاوم وإعلام موال. إذ بدا الإعلام الفلسطيني والعربي عرضة للنقد والاتهام والتجريح من قبل بعضه البعض، وربما بدرجة أكبر مما يتعرض لها من الإعلام الإسرائيلي والدولي.

وقال الإعلامي الفلسطيني محمد خالد أبوجياب رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، إن هذه الندوة نابعة من الدور العميق للإخوة المصريين بشكل أساسي ورئيسي في دعم القضية الفلسطينية، وهذا جزء مهم تاريخيا سابقا ولايزال حاضرا، وأجزم أنه سيبقي في المستقبل القريب والبعيد للدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية واستمرار التواصل بجميع الفئات والتصنيفات الفلسطينية أيا كانت علي المستوي الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وهذا جزء مقدر ومشكور، ونحن جاهزون لتلبية كل الدعوات علي المستوي الفلسطيني الإعلامي وجميع القطاعات من أجل أن نكون علي اطلاع مباشر وعلي علاقة مباشرة بالإخوة المصريين لنشكل معا حالة فلسطينية مصرية عربية داعمة للقضية الفلسطينية، وتسترجع القوة والصدارة لجميع الملفات الفلسطينية التي نأمل أن يحمل المستقبل القريب مزيدا من التفاول تجاهها.

وأشار أبوجياب إلي أنه يتفق مع كلمة د. صبحي عسيلة، ولو كان يعلم بها مسبقا لطلب أن تكون ورقة مشتركة، فقد جاءت معبرة وملخصة لكل مايجري علي الساحة الفلسطينية وعلاقاتها المختلفة علي المستوي الإعلامي، وما يتعلق بملف الانقسام وتحقيق المصالحة.

وأضاف رئيس تحرير الاقتصادية، أنه منذ بداية الحركة الوطنية الفلسطينية والعامل الأهم في ضمان واستمرارية الزخم الجماهيري للقضية الفلسطينية، ومقارعة الاحتلال ومحاولة التحصل علي الحقوق الفلسطينية، وعلي رأسها الاستقلال وتقرير المصير، فإن الوحدة الفلسطينية كانت دائما متجسدة وحاضرة علي كل المستويات وعلي رأسها الإعلام الذي كان جزءا رئيسيا من تحقيق هذه الوحدة، ولعب دورا مهما في تأصيل وحدة الشعب الفلسطيني، وارتباطه بالوحدة العربية والدولية ذات العلاقة بالدفاع عن كامل الحقوق الفلسطينية والمرتبطة بقضاياه المركزية، ولكن سرعان ما تبددت هذه الشاشة البيضاء الناصعة بعد أحداث عام 2007، وبدأنا نشهد حالة الصراع المقيت مابين حركتي فتح وحماس المتصارعتين، وتبعه حالة الانقسام السياسي والجغرافي، وهي الحالة التي أجبر الإعلاميون علي دخولها، وأصبحوا حالة مرتبطة بحالة الانقسام الفلسطيني السياسي، وبدأت ما يسمي التصنيفات الإعلامية ذات البعد السياسي، وتحزب الإعلاميون لمؤسساتهم وأحزابهم، وتحزبت المؤسسات الإعلامية، والكل منطلق من تحقيق مصالحه الحزبية والخاصة، وهذا جزء ـ حقيقة ـ شكل حالة شاذة علي المستوي الإعلامي، وكإعلاميين مستقلين سعينا ونسعي وسنبقي باتجاه محاولة إنهاء هذه الحالة لإعادة توحيد الصف الإعلامي واستعادة البوصلة فيما يتعلق بالتركيز علي القضايا الفلسطينية ذات الارتباط بتقرير المصير والتخلص من الاحتلال وتحرير الأرض.

وأوضح أبوجياب، أن الانقسام الفلسطيني مر بثلاث مراحل رئيسية هي:

ـ الأولي: اتسمت بتنامي حدة الاستقطاب الثنائي بين حركة التحرير الوطني «فتح» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» عقب الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، في ظل وحدة السلطة والتنازع علي الصلاحيات وازدواجية السيطرة، وأخذ الإعلام دورا في تعزيز حدة الاستقطاب، وظهرت الملامح الإعلامية الأولي المشاركة في عملية الانقسام.

ـ الثانية: وهي مرحلة الاستقطاب والصراع من الإطار السياسي الي مربع الاقتتال الداخلي والعسكرة، وهذا جزء مهم هيأ له الإعلام كامل الساحات من أجل أن تكون الأمور ميدانيا مهيأة لأن تنتقل الي مرحلة السيطرة والعسكرة، وبدأ التراشق علي مستوي الإعلام، بالتصريحات والاتهامات.

ـ أما الأخيرة: فبدأنا نشهد خلالها استخدام القوة المسلحة من أجل فرض السيطرة، وهذا أمر كان أخطر ما تمثلت فيه حالة الانقسام الفلسطيني وأفضي الي ازدواجية السلطة والسيطرة علي الأراضي، وبدأنا نسمع عن حكومة غزة وحكومة رام الله، وشق الوطن، وهذا أخطر ما يمكن أن يقال في الإعلام الفلسطيني والعربي، وهو أن تصبح فلسطين ذات شقين، وأن تصبح ذات حكومتين وذات مجلسين للتشريع، وتصبح فلسطين ذات بعدين سياسيين في كل ما له علاقة بالخطط الاستراتيجية والمستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية، فهناك مشروعان يقتتلان وهذا صراع لابد أن ينتهي، وقد أسهم الإعلام كثيرا في الوصول لتلك الحالة نتيجة العنصر الاجباري الذي وضع فيه الإعلاميون.

وقال أبوجياب: عندما ننتقل الي الحديث بتخصصية أعمق حول دور وسائل الإعلام في محاولة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد الوطن سياسيا واقتصاديا، لا نتحدث عن دور فلسطين فقط، اللاعب الأساسي في القضية الفلسطينية فيما يتعلق بملف الانقسام ليس الفلسطينيين وحدهم وكذلك ليس الإعلام الفلسطيني وحده، وإنما هناك الكثير من وسائل الإعلام علي المستوي العربي والدولي تسهم بشكل فاعل إما في تحقيق مزيد من الانقسام أو في تحقيق مزيد من الوحدة، وما نصبو إليه في هذه الورقة هو توجيه واستعادة القدرة والقوة الإعلامية الضاغطة من أجل توحيد الصف الفلسطيني والنابذة للخلافات والمركزة علي القواسم المشتركة والعاملة علي تقريب وجهات النظر في إطار رؤية توحيد الصف الفلسطيني.

وعليه فقد تراجع اهتمام الإعلام الفلسطيني والعربي بالقضايا المركزية للشعب الفلسطيني، وانشغل بالمنقسمين، ومحاولة إصلاحهم، وهذا الخطر الأوضح لأثر الإعلام، وغاب الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي عن دعم القضايا المركزية، والانتهاكات الإسرائيلية ذات العلاقة بالسيطرة علي الأراضي وتهويد القدس والمقدسات، ومحاولة تقطيع وتقسيم الأراضي الفلسطينية، ومن يراجع الخرائط يجد أنه لا ضفة غربية موحدة ولا أراضي فلسطينية موحدة، الأمر تحول إلي كانتونات أمنية وعسكرية تحكمها إسرائيل من خلال الطرق الالتفافية والمستوطنين والسياج الأمني والجدار الفاصل.

هذا الأمر دفع الي أنه لابد أن تصاغ رؤية إعلامية علي المستوي الفلسطيني والعربي، خاصة الإعلام المصري، وأنا أتحدث اليوم عن أهمية الدور المصري، لأن الإخوة المصريين لهم تاريخيا الدور الأكبر علي المستوي السياسي والثقافي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، والارتباط الجغرافي والإنساني هو الأعمق بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وتابع: إنني أركز بالتفصيل علي الدور الإعلامي المصري في مساعدة الإعلام الفلسطيني من أجل تصويب البوصلة الي ما له علاقة بدعم القضايا الفلسطينية المركزية ذات الارتباط بالتخلص من الاحتلال، ومواجهة إجراءاته علي الأرض، وكشف كل ما يفعله أمام الرأي العام الدولي ذي الارتباط والتأثير.

وأضاف: وهنا أعود لمناقشة الدكتور صبحي فيما يتعلق بمحاولة إنشاء جسم إعلامي عربي دولي ناطق بالعديد من اللغات باتجاه دعم القضايا الفلسطينية، فالمطلوب أن يلعب الإعلام الفلسطيني والعربي خاصة المصري بالمشاركة مع جميع وسائل الإعلام، الدور الأهم والأبرز من خلال صياغة استراتيجية إعلامية موحدة تدفع جميع الأطراف ذات العلاقة المباشرة بملف الانقسام وذات العلاقة غير المباشرة من خلال قوة ضاغطة قادرة واعية تحدد المسارات والوسائل الإعلامية الصحيحة لتصوب المسارات الإعلامية باتجاه توحيد الصف الفلسطيني، وتقارب وجهات النظر، والتركيز بشكل أكبر علي القواسم المشتركة، فالفلسطينيون لديهم من القواسم المشتركة أكثر بكثير من كل ما له علاقة بالانقسام، وهناك اتفاق بين الفلسطينيين علي 95% من القضايا، وتبقي 5% هي موضع الاختلاف، ولكن للأسف الشديد علي مر السنوات الماضية كان الإعلام يلتقط الـ5% المختلف عليها ويطرحها للنقاش بما زاد من هوة الخلاف والنعرات وتعميق الانقسام، وابتعد عن البحث في تعميق العمل المشترك الذي يتفق عليه الفلسطينيون.

والواجب اليوم علي جميع وسائل الإعلام الفلسطيني والعربي أن يكون هناك دور، وأخص دورا مصريا فلسطينيا لننطلق مصريا فلسطينيا بحكم الجغرافيا والسياسة التي تربط البلدين، نتفق علي تشكيل لجنة إعلامية فلسطينية مصرية مشتركة يكون من أهم أهدافها ونشاطاتها التالي:

بناء استراتيتجية إعلامية مشتركة تسهم بشكل فاعل في تقريب وجهات النظر وبناء جسور الثقة بين جميع الأطراف ذات العلاقة بملف المصالحة علي صعيد الأطراف المختلفة والراعية للمصالحة.

وتوحيد الجهود الإعلامية الفلسطينية والعربية خاصة المصرية والتركيز علي القضايا المشتركة بهدف الضغط المباشر علي جميع الأطراف لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، والتحذير من استمراريته علي المجتمع الفلسطيني والقضية.

وتوجيه البوصلة الإعلامية الفلسطينية والعربية للبحث في القضايا التي تسهم بفاعلية في تقريب وجهات النظر، والبعد عن البحث فيما يفرق ويثير النعرات والخلافات. وإعداد خطط برامجية إعلامية يديرها ويقدمها طاقم إعلامي مشترك فلسطيني مصري وعلي مستويات متوازنة، بحيث تبث الحلقات التي ينتجونها علي وسائل إعلام مصرية وفلسطينية تبحث بشكل معمق سبل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والحفاظ علي القضية الفلسطينية وحمايتها من الأخطار التي تحاك لها.

وفي تعقيبه علي الكلمة قال د. عبدالعليم محمد، إن هناك قضايا أخري تتعلق بتنظيم الإعلام، وتثقيف الإعلاميين، لأنه من الواضح أن الخطاب الإعلامي خطاب استقطابي وخارج حدود العقل والعقلانية، مثل حكومة الخونة والعملاء، وعلي الطرف الآخر مثل التكفيريين والتتار والمجرمين والظلاميين، وهي مصطلحات عشوائية غير منضبطة، والإعلام الذي يوجه مثل تلك المصطلحات بحاجة إلي تثقيف وتهذيب في المصطلحات، وبحاجة إلي التدريب، ليكون علي إلمام بمحتوي الرسالة الإعلامية.

ويمكن أن يكون هناك تفكير في هيئة للإعلام الفلسطيني غير الهيئات الحزبية، وإن كانت تواجهها مشكلة التمويل، ويجب أن يكون هناك رقابة علي محتوي الرسالة الإعلامية، لأن الكلام غير المسئول يضر بالمصلحة العليا لفلسطين، وبوحدة الصف الفلسطيني، ويؤدي الي تعميق الانقسام.

وبعد ذلك جاءت مداخلات الصحفيين والمشاركين، حيث وجه لؤي سالم احد المشاركين الفلسطينيين الشكر لمصر ولمؤسسة الاهرام لدورها في دعم القضية الفلسطينة محددا ثلاث نقاط هامة من وجهة نظره تتمثل الاولي في الحريات وان الصحفيين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في ذلك فقد تتعارض الافكار المطروحة من خلال رؤي معينة منهم وتقوم الاجهزة الامنية باستدعائهم لذلك فهناك ضرورة لاطلاق الحريات.

والنقطة الثانية لا اعتقد ان هناك اعلاما مستقلا ونحن نحتاج الي اعلام وطني يعبر عن قواسم مشتركة لكل الفلسطينيين في اطار برنامج الشعب الفلسطيني الاجتماعي والثقافي والسياسي حتي يكون لدينا اعلام هادف ينقل طبيعة المجتمع الفلسطيني السمحة والنقطة الثالثة هي اننا ندرك جميعا ان دور مصر هو الاهم في دعم القضية الفلسطينية مؤكدا ان مصر هي الطرف الوحيد الذي يتمتع بالقدرة علي اتمام المصالحة الفلسطينية في ظل وجود قوي اقليمية توظف الحالة الفلسطينية المنقسمة داخليا لمصلحتها وتمرير مشاريع خاصة بها كما لاتوجد ارادة سياسية لدي الاطراف الفلسطينية المتصارعة لانهاء هذه الحالة موجها الدعوة للقيادة المصرية لإقامة حوار فلسطيني كامل شامل للفصائل يضم جميع الاطراف لانهاء هذه الحالة من الانقسام الفلسطيني فالمشكلة هي تنفيذ اتفاق المصالحة لان كل طرف متصارع لديه ميزان اقليمي يتحرك في اتجاهه.

واعتبر الدكتور ذو الفقار سويرجو المحلل السياسى بصوت الشعب أن هناك عملية تضخيم لتحميل الاعلام الفلسطيني المسئولية عن حالة الانقسام بين الاطراف الفلسطينية وانه تمت وساطات ونجحت في انهاء حالة التراشق الاعلامي ولكنها لم تفلح في انهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني في ظل وجود اطراف كثيرة تسعي لإبقاء حالة الانقسام بما يخدم المشروع المعد للمنطقة بتقسيمها واعادة ترتيبها ويستهدف الشعب الفلسطيني فهناك مشروع تأمري علي المنطقة لتقسيمها اضافة لمحاولة ضرب الامن القومي المصري.

وأثار الدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ التاريخ العبرى الحديث بجامعة الإسكندرية نقطة مهمة هي هل سيتم الابقاء علي الوضع الحالي من حالة الانقسام أم أن هناك رغبة في التوصل لمصالحة حقيقية داعيا الي ضرورة ان نركز علي قضايا الفساد الصادرة من قلب المجتمع الإسرائيلي والمكاسب التي يمكن الوصول اليها من منظمة اليونسكو لدعم القضية الفلسطينية اضافة الي عضوية مصر بمجلس الامن الدولي والبدء من معركة قرار الكنيست الاسرائيلي الظالم الخاص بالأذان لافتا الي اننا نسير علي قدم واحدة منذ عشر سنوات للوصول لحل للحالة الفلسطينية المتمثلة في الانقسام محذرا من الوصول الي مصير الهنود الحمر.

وأوضح أن الاعلام الفلسطيني به رقابة من المنبع الذي يحدد من سيعمل في هذه الوسيلة الاعلامية ممن ينتمي الي هذا الفصيل او ذاك.

ويري عماد الافرنجي مدير قناة القدس ان هناك حالة ملتبسة وأن الرؤية السياسية اختلفت والموجود هو صراع بين الاطراف الفلسطينية إحدى أدواته الاعلام فهناك خلافات لكنها شبه انتهت والاعلام ترجمة للخطاب السياسي المتصارع ولا يوجد ارادة سياسية حقيقية لحل هذا الصراع والاعلام الحزبي هو الطاغي علي المشهد الفلسطيني.

ودعا الي ضرورة إعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح وحل هذا الانقسام الفلسطيني الأمر الذي سيجاوب معه الإعلام لافتا إلي أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بعملية تهويد كبيرة ومستمرة للقدس ومصادرة الأراضي الفلسطينية والمقدسات إضافة الي وجود قضية الأسري بالسجون الإسرائيلية مطالبا الإعلام العربي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني بعيدا عن وجود انقسام بين أطراف فلسطينية.

وأكد أن الشعب المصري هو اول واكثر من يدعم القضية الفلسطينية مطالبا بمزيد من التدريب والتثقيف والتعليم للصحفيين الفلسطينيين في مصر وتبادل الخبرات وانه ينتظر وصول وفود مصرية الي فلسطين للاطلاع علي الوقائع في غزة.

وقال ياسر ابوهين من وكالة صفا إن العقبة الأساسية امام تطور الاعلام الفلسطيني والقيام بدوره هى الاحتلال الاسرائيلي ففي عام 2003 قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتدمير اذاعة فلسطين وايضا قناة الاقصي كما قامت اسرائيل بقتل رئيس تحرير جريدة الاستقلال ومراسل رويترز في عام 2007 ولم نر حتي الآن أي مساءلة للجاني وقامت ايضا بقصف وتدمير 17 مؤسسة اعلامية في عام 2012 وقتلت 6صحفيين وفي عام 2014 دمرت نحو 28 مؤسسة اعلامية وقتلت 17 صحفيا وقامت بمنع الصحفيين الفلسطينيين من السفر والتواصل والتدريب والتعليم لذلك فالاحتلال الاسرائيلي يقف عقبة في وجه الاعلام الفلسطيني وتطوره لمنعه من ممارسة دوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف في وجه الاحتلال.



ممارسة سياسات الإقصاء لا تخدم مصالح الفلسطينيين وتشجع التطرف والانقسام
وحدة الصف ضرورة لتحقيق حلم الدولة المستقلة بعد تراجع الاهتمام العالمى
«الأهرام» تلعب دورا قوميا مشهودا فى جذب اهتمام الرأى العام بالقضية الفلسطينية


ويؤكد مرة اخري الدكتور صبحي عسيلة ان الاعلام هو وسيلة لانهاء حالة الاستقطاب الفلسطينية فالاعلام العربي والفلسطيني لابد أن يعمل لدعم القضية الفلسطينية وهنا نحن نعول علي الشخصيات المستقلة والمؤسسات المستقلة التي يجب الاستثمار فيها لحماية الشعب الفلسطينى من هذه الحالة فالمسار الذي يسلكه الاعلام هو جزء اساسي لحل المشكلة وإنهاء هذا الانقسام.

وفي نهاية الجلسة الاولي يؤكد محمد ابوجياب ان الاعلام جزء ولكنه جزء مهم ورئيسي بصفته الأداة المؤثرة علي المستوي الشعبي والجماهيري وفي الرأي العام الفلسطيني فإذا تحدث الإعلام عن وجود خلاف فلسطيني ستظل هذه المعلومة عالقة في أذهان الشعب فهو مسهم رئيسي لتعزيز الانقسام او الوحدة فهناك حاجة ماسة لقيام الإعلام بأن يشيع ويعزز ما يوحد الصف الفلسطيني ويبتعد عما يشيع الفرقة فالمصلحة الوطنية هي الاساس في تحديد ما يبث فدور الإعلام في الشعور بالمسئولية الاجتماعية والسياسية والاخلاقية والوطنية في نقل الرسائل لتعزيز المصالحة.

أما ثانية جلسات المؤتمر، فقد تناولت واحدة من أهم المسائل المتعلقة بالتناول الإعلامي للقضية الفلسطينية و هي إيجاد بيئة مواتية للاعتدال ومناهضة للتطرف . وأدار الجلسة الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ، بينما تحدث فيها الدكتور علي الدين هلال و الإعلامية الفلسطينية حنان المصري.

وأكد الدكتور حسن ابو طالب، ان الفترة المقبلة ستشهد تعاونا مشتركا بين مصر وفلسطين، وان جلسات اليوم تعد بداية انطلاق وأسلوبا جديدا تتبناه مصر واسلوبا مشتركا وايضا محاولة ان يكون هناك انفتاح متبادل .

وأشار إلي اننا في مصر كإعلاميين وباحثين وصحفيين ومسئولين لدينا هواجس واسئلة كثيرة عن التأثيرات التي جرت في غزة ، موضحا اننا لن نحاول إعادة تقييم الاوضاع .

وحسب رؤيته اننا في لحظة زمنية في غاية الخطورة ونحتاج الي التعامل والتفاهم بين الشعبين الفلسطيني والمصري ،مضيفا ان تأثير الدور الامريكي علي مستوي العالم وايضا الرئيس المنتخب، والافكار المختلفة وقد تكون هناك بعض الامور الضاغطة علي المنطقة العربية وعلي ثقافتنا وحضاراتنا الاسلامية والعربية وهذا يتطلب منا إعادة النظر في القضية الفلسطينية .

ويستكمل ابو طالب حديثه بأن هناك معاناة مشتركة بين الجانب المصري والفلسطيني وهذا يتطلب حلا ولكن هنا ليس القرار مصريا فقط وانما مشترك ، مؤكدا ان ما يحدث من جلسات اليوم ومناقشات سيتكرر الفترة المقبلة ، واعرب عن تمنيه بأن تخرج هذه الجلسات وهذا الحوار بشكل حكيم وعاقل وهادف وهذا يتطلب ان يكون كلا الطرفين علي قدر كبير من التفاهم من أجل ان نبدأ في سياسة جديدة ووضع جديد يفيدنا جميعا

وبدأ الدكتور علي الدين هلال كلمته بالتعبير عن سعادته الغامرة بانعقاد هذا المؤتمر في ضيافة مؤسسة الأهرام في هذا التوقيت. وقال إن مبعث سعادته يعود لسببين رئيسيين هو أنه شخصيا عاش باعا طويلا من حياته معاصرا لتطورات القضية الفلسطينية التي لم يكن أحد ينظرا إليها علي أنها فلسطينية فحسب ، وإنما كانت دائما تحمل تباشير علي ثورة عربية حقيقية. أما السبب الثاني هو أن بلده مصر تفصح عن اهتمام أكبر بالقضية و تطلق مبادرات وتلتقي مع أبناء الشعب الفلسطيني مباشرة و ليس مع مجرد مسئولين رسميين يتحدثون باسمه. وشدد علي اعتزازه دائما بموقف مصر التي لم تلوث يدها في يوم من الأيام بدماء فلسطينية، ولم تذك الاقتتال في يوم ما بين الفصائل لا بالسلاح و لا بالمال و لا بغيره. موضحا أن الدافع الرئيسي في التحركات المصرية دائما ما كان: كيف تعبر الإرادة الفلسطينية عن أهدافها هي وطموحاتها بعيدا عن أي تدخلات خارجية. وقال إنه دائما ما كان هناك إصرار مصري علي أن ما يتفق عليه الفلسطينيون هو نفسه الموقف المصري بلا زيادة أو نقصان.

وقال هلال إننا بحاجة اليوم لتوسيع مفهوم الإعلام بحيث يشمل الإعلام الجيد بما ينطوي عليه من كل مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت أكثر وصولا إلي الجماهير من الكلمة المكتوبة. وقال: يجب أن ندرك أن القراءة في العالم العربي باتت مهجورة بشكل كبير و لا يقبل عليها سوي النخبة. وأشار إلي أن الإعلام المرئي لايزال أيضا يحتفظ بقاعدة عريضة من المتابعين له ، لذلك لا يجب إغفاله هو الآخر.

وشدد الدكتور علي الدين هلال علي أن الإعلام يلعب دورا خطيرا في القضية الفلسطينية ، لذلك يجب دائما أن يكون هناك وعي في تناول الإعلام لمسألة التطرف وتعريفها واختيار المداخل الأنسب لتناولها. وأشار إلي أن ذلك لا يتنافي أبدا مع حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ..

وقال إن من سمات الفكر المتطرف هو أنه لا يري إلا وجها واحدا فقط في أي أمر من الأمور و لا يري أبعد من هذا الوجه.كما أن الفكر المتطرف يتسم بالحدية، في حين أننا يجب أن ندرك جيدا أنه لا يوجد رأي سياسي واحد صالح لكل زمان و مكان. وأشار إلي أن ثالث سمات الفكر المتطرف هي زعم احتكار الحقيقة وكأن صاحب الرأي قد أعطي قدسية شبه إلهية.

وحذر الدكتور هلال من أنه لن توجد ديمقراطية في ظل التطرف الذي يقود إلي إنهاء الحوار و رفض الآخر واستئصال المخالفين في الرأي علي اعتبار أنهم شر لابد من إزاحته. وقال إن كنا نريد فعلا تحقيق الوحدة الفلسطينية فيجب علينا أولا نبذ ثقافة التطرف ومنح الآخرين الثقة و علي قاعدة الوطنية الفلسطينية. و يجب أن ندرك جيدا أننا كلنا وطنيون نختلف في الاجتهادات ، لكن العقيدة واحدة في الأساس.

وقال: أتحدي أن نجد أسبابا حقيقية لاستمرار الانقسام الفلسطيني ولوقف محاولات توحيد الصف. فالجميع متفقون علي الرغبة في تحرير فلسطين . لكن لا ديمقراطية دون نبذ التطرف وقبول التعددية. وأضاف أن توجيه الاتهام بالخيانة والعمالة للعدو لا يقل عن الاتهام بالالحاد والكفر. وقال.. لا مانع من الاختلاف سياسيا و محاولة تصويب آراء الآخرين بدون تبادل الاتهامات.

وأضاف: سينتهي الاحتلال في يوم ما كما حدث في الكثير من قصص مقاومة الشعوب للمحتلين، وستقوم الدولة الفلسطينية. لذلك ، يجب من الآن الالتفات لمهمة بناء الدولة. وأضاف هلال: يجب أن تكون هناك يد تقاوم و أخري تبني . يجب من الآن العمل علي إعداد أجيال واعية تكون هي أساس بناء الدولة الفلسطينية من مثقفين و معلمين ومهندسين و أطباء وغيرهم.

وتحدثت الإعلامية الفلسطينية حنان المصرى فشكرت صحيفة الاهرام العريقة على هذه الدعوة والفرصة للالتقاء والنقاش مع شخصيات مفكرة واعلامية مصرية وقالت ان التطرف مصطلح أضحى يثير الرعب في قلوب سامعيه، ولو فكرنا بتعريفه قد نختلف بالتوصيف. فتفسيره معقد..بالإضافة الى ان اوروبا وامريكا كأنهما توحدتا بقرار عدم تعريفه وتركه فضفاضاً بما يناسب ويخدم مصالحهما .

إذن كتعريف عام هو الخروج عن الاعتدال باستهداف المدنيين والابرياء ومصالحهم لتلبية اغراض تخدم فئات محددة إما سياسية او طائفية او مصالح خاصة. ولكن حتى هذا الأمر يختلف من مجتمع لآخر، فما هو معتدل في مجتمع وارد ان يكون تطرفا في مجتمع اخر.

واذا اعتمدنا تعريف انه الخروج عن الاعتدال، فيجب الاشارة بداية الى ان التطرف لا يقتصر على دينٍ معين او ايديولوجية محددة .

وللاسف، استطاعت ظاهرة التطرف تبرير سلوكياتها الاجرامية لدى شرائح واسعة من المجتمع، كما استطاعت اضفاء نوع من الشرعية على نشاطها، واعتقد انه علينا الاقرار بالنجاحات التى حققها المتطرفون في اجتذاب اعداد كبيرة من الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في تنفيذ انشطتهم الاجرامية، مستغلة بشكل كبير ادوات الاتصال الحديثة.

كيف يمكن مواجهة هذا الفكر المتطرف؟

من البديهي ان مواجهة هذا الفكر تتطلب بلورة استراتيجية كاملة تشمل جميع الميادين (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية) لتحديد الاسباب الحقيقية الكامنة خلف هذه الظاهرة.

وبلورة خطط لمكافحة الفقر وخلق فرص عمل وتعزيز مبدأ الشراكة ومخاطبة الشباب والدخول في حوارات حقيقية حول حقيقة اوضاعهم ومشاكلهم، ومن ثم امالهم وطموحاتهم وتعزيز مبدأ المواطنة، والتركيز على التكوين الثقافي وتوعية الفرد بالقيم والثقة بمجتمعه ، وتعزيز احترام حقوق الانسان.

حينها يمكن للاعلام باعتباره جزءا من هذه الاستراتيجية وهو احد العناصر المهمة جدا، ان يقوم بلعب دور ريادي بمكافحة هذا الفكر، الا ان نجاح الاعلام يتطلب وجود الاستراتيجية المشار اليها ويسلط الضوء عليها لدحض الافكار الظلامية والمتخلفة، خاصة وان الفكر المتطرف يستخدم الاعلام لتسويق ذاته.

وأضافت حنان المصرى اود ان أتوجه للتخصيص بعض الشيء وسأتحدث عن غزة، ذلك القطاع الساحلي الصغير في فلسطين، عشر سنوات عجاف مضت على شعبها، شهدت غزة خلالها انفلات افراد، سمعنا عن مقتلهم في سوريا والعراق وليبيا خلال تنفيذ بعضهم لعمليات هجومية او اشتباكات مع اطراف اخرى، نتحدث عن افراد فقط خلال تلك السنوات ، مع انه كان من الطبيعي ربما ان تكون اعداد معتنقي الفكر المتطرف، اكبر كنتيجة ربما طبيعية لحالة الظلم والقهر والاحباط والفقر وربما اليأس من غدٍ افضل، لكن قلة اعداد «المتحولين فكريا» إن دلت على شيء، فهو ان الشعب الفلسطيني ، يمقت التطرف والتشدد بطبيعته ويناضل كي يحافظ على انسانيته والتزامه الديني المعتدل.

وفي الختام أؤكد ضرورة وضع خطط اعلامية استراتيجية مشتركة لمواجهة كل اشكال التطرف غير المبررة التي تستهدف المدنيين، ووضع خطة اعلامية لتعميم سبل مواجهة الارهاب في الدول العربية، وتغزيز ثقافة التسامح وتفهم الاخر.

وفي ختام الجلسة الثانية عقب المشاركون بعدة آراء حيث أثني الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الأستاذ حسن عبده علي التوجه المصري لتسليط الضوء علي أزمات قطاع غزة معربا علن شكره الخاص لـ «جريدة الأهرام» لاضلاعها بهذا الدور.

وأكد أن الإرهاب مثلما هو ظاهرة تهدد الدولة المصرية والمنطقة بأسرها فهو تهديد كذلك للكيان الفلسطيني، مشددا علي ضرورة تضافر الجهود لإنقاذ الوضع العربي الذي يعاني حاليا من حالة انهيار، وهو أمر انعكس علي الحالة الفلسطينية.

وأشار إلي أن ما تعانيه غزة حاليا من أزمات خانقة وحصار شامل هو بيئة مواتية جدا للتطرف محذرا من استمرار الوضع الراهن بالقطاع، ومؤكدا أن مصر باعتبارها دولة مركز لا بديل عنه لتغيير الوضع في القطاع والأراضي الفلسطينية.

وأكد أن استعادة مصر لدورها في القطاع هو أمر لا بديل عنه.

وبدوره، اعتبر إياد الفرا رئيس تحرير جريدة فلسطين أن التطرف لا وجود له في قطاع غزة إذ أن القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال هي الأساس، غير أن تفاقم أزمات القطاع يمكن أن توفر البيئة لتنامي التطرف.

وأكد ضرورة أن تخترق مصر مشكلات قطاع غزة وتعمل علي حلها انطلاقا من مكانتها وحفاظا علي أمنها.

ومن جانبه، وجه الإعلامي الفلسطيني ذو الغفار سويرجو رسائل واضحة لمصر بأن فتح معبر رفح لا يعني أبدا فصل قطاع غزة أو المشاركة الضمنية في انفصاله. أما الرسالة الثانية فهي أن غزة لن تنفجر أبدا إلا في وجه إسرائيل ولن توجه سلاحها لأشقائها.

وحذر العزب الطيب الطاهر الكاتب الصحفي بالأهرام من تراجع المساحات المخصصة للقضية الفلسطينية في المحتوي الإعلامي العربي، وأكد ضرورة ضبط المصطلحات الإعلامية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كسلطات الاحتلال، محذرا من ترديد مصطلحات الإعلام الغربي والذي يعمل بتدريج علي تطبيع مفاهيمه بإدخالها في صلب الخطاب الإعلامي العربي.

واختلف الدكتور خالد عبد اللطيف الاستاذ بجامعة الأزهر مع الإعلامية الفلسطينية حنان المصري بشأن الأطروحات التي قدمتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واعتبر أن الحلول المقدمة من جانبها إسرائيلية و مرفوضة تماما. وأكد أن إسرائيل قدمت أكثر من مرة حلا بأن الغزاويين هم مسئولية مصر. وطالبها بألا تصدر طاقة سلبية للفلسطينيين من خلال أطروحاتها . وذلك في إشارة منه إلي قولها بأن ما يدور في قطاع غزة الآن سيتسبب في ظهور متطرفين. و طالبها بأن تصدر هذه الطاقة الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي المحتل و ليس الشعب الفلسطيني.

وردت حنان المصري بدورها قائلة عيوني دائما واقعة علي الضفة الغربية و القدس و لم أنظر إلي سيناء. وأحب الشعب المصري و جو مصر، و لكن، ما يهمني هو تحرير فلسطين بالكامل وبخاصة الضفة الغربية و القدس لأن أهلي بها.

كما وجه أحد الحضور سؤالا للدكتور علي الدين هلال، قال فيه كيف يمكن الحديث عن أمن قومي مصري في ظل القطيعة الكاملة مع قطاع غزة.

وعلق الدكتور علي الدين هلال بدوره علي المناقشات قائلا إن الحوار ثري لوجود اختلافات في الآراء. وتعرض إلي نقطتين مهمتين أولاهما تتعلق بالعلاقات الفلسطينية في قطاع غزة وأوضح أن مصر تراجع تقييماتها و تقديراتها. وأشار إلي أن بعض الأخوة يرون أن أيضا حماس تراجع تقديراتها أيضا بما أنها هي الحزب الحاكم في قطاع غزة. وأضاف أنه لو تحدثنا بلغة السياسة والمفاوضات و الترتيبات سنجدها أنها مع القوة الحاكمة المتنفذة في هذه المنطقة ، و المؤشرات المعلن عنها أنها إيجابية. وأشار إلي أن الأيام الماضية نشرت بعض الجرائد خبرا عن وصول وفد من الجهاد كنوع من الوساطة و من المتوقع و الممكن أن نجد أيضا وصول وفد من حماس و إذا نجح هذا، فهذا شيء جيد يدل علي أننا نسير في الطريق الصحيح . وتساءل ، ماذا لو اجتمع مسئولون مصريون مع مسئولين من حماس .. ماذا ستقدم حماس ؟ و ما هو الهاجس المصري و الرئيسي؟ .. سنجده هاجسا تاريخيا يتعلق بالفترة التي حكم فيها الإخوان مصر و في هذه المرحلة منذ مايو 2012/2013 نمت علاقات وثيقة و تبادلات بين حركة حماس و النظام المصري وقتذاك . والذي ثار عليه المصريون في 30 يونيو .. و هذا تاريخ. وعلي الاخوة الفلسطينيين أن يعرفوا أن هذا التاريخ ترك بصمات لدينا .. و قال إن هناك أسبابا أخري أمنية . و قال إن التصريحات المصرية الأمنية عن الأنفاق واختراقها لأغراض غير اقتصادية. و قال إن المصريين ليسوا بلهاء ليكتفوا بتصريحات من قيادات حماس، لأن لديهم أدلة عديدة من الممكن أن يقدموها في أي وقت لقادة تنظيم حماس تدل علي صحة وجهة نظرهم. و شدد علي ضرورة أن يكون الحوار جادا من جانب حماس. و ضرب مثالا علي ذلك قائلا إنه إذا عقدت مصر حوارا مع طرفين فلسطينيين سنجد أحد الطرفين في اليوم التالي بتصريحات مختلفة نتيجة التأثير الواقع عليه من الدولة العربية التي يقيم فيها .. و هنا نجد التأثير المختلف للقيادات الداخلية و الخارجية .. إذن مع من يجب علي المفاوض المصري أن يتفاهم.

وقال إنه علي الفلسطينيين أن يعرفوا أكثر وأكثر هواجس المصريين و كذلك علي المصريين أن يعرفوا أكثر و أكثر هواجس الفلسطينيين.

و قال إنه متفق مع التحليل الذي يري أنه من الممكن أن يحدث انفجار في غزة نتيجة الظلم الإنساني و الاجتماعي.

و قال إنه من الخطأ الفادح أن نغفل أن قضية قطاع غزة هي جزء من القضية الفلسطينية ككل. نحن في حاجة للإجابة علي السؤال بجدية .. هل ترغب القيادات الفلسطينية في الوحدة الوطنية ورأب الصدع أم لا؟!

وفى الجلسة الثالثة التى أدارها الكاتب الصحفى محمد أبوالفضل مدير تحرير الأهرام أكد الدكتور عبد المنعم المشاط عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل أنه ليس هناك شك في أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في إيجاد الصورة الذهنية عن الشعوب والقضايا وترسيخها في العقول Image Cultivation، وقد صار ذلك أكثر حدة بالنظر إلي التطور التكنولوچي غير المسبوق بخصوص وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤكد شكل عالم اليوم، والذي صار بالفعل قرية صغيرة تنتقل فيه المعلومة بسرعة فائقة وتحدث تأثيرها الفوري بشكل يثير الشفقة علي الدول والشعوب التي تتسم بالعناد إزاء هذا التطور الفريد، بيد أن الدفع بالقضايا الوطنية إلي مصاف الاهتمام الإقليمي والدولي ليس بالأمر الهين، إنه مشروع ضخم يتطلب تكريس قوي ذهنية وعقلية وسياسية وتحقيق تجانس قوي داخل الرسالتين الإعلامية والسياسية تجنبًا للضبابية والغموض، من ثم؛ فإن البحث في آليات وإمكانات الدفع بالقضية الفلسطينية إلي مصاف الاهتمام الدولي يشكل معضلة ليست بالمستحيلة، ولكنها بالقطع ليست سهلة، وفي هذا الإطار؛ فإنه يمكن الحديث حول أسس وقواعد ثابتة وعناصر متغيرة ينبغي أولاً فهمها ودراستها وثانيًا البحث في كيفية التعامل معها؛ فمن ناحية تحول النظام الدولي إلي نظام تعددي تحت التشكيل مع سيطرة نسبية للولايات المتحدة علي قراراته الاستراتيچية، ومن جانب آخر؛ فإن العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية تتسم بأنها علاقات راسخة وقوية واستراتيچية وأن أي محاولة في الوقت الراهن لإيجاد شقاق بين الدولتين ستبوء بالفشل، وبصرف النظر عن الحزب الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن هناك التزاما أمريكيا أصيلا بأمن وسلامة إسرائيل، وبصرف النظر عن الأسباب؛ فإن هذه الحقيقة ينبغي التعامل معها في الوقت الراهن، ومن جانب ثالث؛ فإنه من القواعد الثابتة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقهم في إنشاء دولة وطنية مستقلة.

وقال إنه في هذا الإطار؛ فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي شبه مستحيل، لأن الضفة الغربية وغزة أوسع بكثير من قدرة إسرائيل علي احتلالها أبديًا، كما أن الاحتلال يهدد يهودية إسرائيل ويهدد استقرارها، يضاف إلي ذلك أن الاحتلال والتعامل مع الفلسطينيين يتنافي مع مفاهيم الديمقراطية التي تعتنقها إسرائيل.

ومن جانب آخر؛ فإن النظام الإقليمي العربي نظام هش قبل وبعد الثورات العربية، وهو نظام لم يدعم الدول الأطراف فيه خصوصًا وأن معظم الدول العربية صارت دولاً فاشلة أو معرضة للفشل بدءًا من الصومال، ومن الصعب أن نتوقع إعادة اللحمة إلي النظام الإقليمي العربي في المدي القصير نتيجة انشغال أطرافه الرئيسيين بقضاياهم الوطنية المُلحة، وفوق ذلك؛ فإن هناك معضلة حقيقية بشأن دول الجوار الجغرافي؛ إيران، وإسرائيل، وتركيا، التي تتجه إلي إعادة توثيق العلاقات الإستراتيچية فيما بينها؛ حيث إن ذلك يؤدي إلي تحقيق المصلحة الوطنية لكل منها والمصالح الاستراتيچية المشتركة علي حساب العرب، ومما يصعب من ذلك عدم الاتفاق العربي علي مصادر تهديد الأمن القومي.

ومع ذلك؛ فإن هناك عناصر تغير يمكن استخدامها في الدفع بالقضية الفلسطينية إلي الأولوية في جدول أعمال النظام الدولي، إذ يشكل صعود اليمين المحافظ/ المتطرف في النظام الدولي فرصة سانحة للدفع بالقضية الفلسطينية في إطار سعي الدول الكبري إلي الانغماس في شئونها الداخلية وعدم تشتيت الجهد إزاء القضية الفلسطينية، كما أن المصالح الروسية والصينية في المنطقة العربية يمكن أن تدفع الطرفين إلي الوقوف بإيجابية أكثر إزاء حل الدولتين، علي أن ذلك يتطلب من الفلسطينيين وقبل كل شيء الانتقال من الخصام إلي الوئام؛ فإذا تم ذلك في إطار مفهوم جديد للتكامل العربي لزادت المكاسب الفلسطينية والعربية، بالإضافة إلي حتمية احتواء الحروب الإقليمية/ الصراعات العربية- العربية، والتي لا يستفيد منها إلا دول الجوار.

وأضاف أنه في ضوء ما سبق؛ فإن هناك مجموعة من الآليات التي ينبغي القيام بها لإعادة القضية الفلسطينية علي جدول أعمال النظام الدولي سواء القوي الفاعلة فيه أو المنظمات الدولية النشطة به؛ فمن جانب؛ فإنه من الضروري عقد مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي يعد حجر الزاوية في إعادة إحياء القضية الفلسطينية بصورة فعالة وسريعة ينتج عنه «بيان فلسطين» الذي يعبر عن الوحدة الوطنية والرؤية الموحدة لمستقبل الدولة الفلسطينية، ولا شك أن هذا المؤتمر سيحظي بتغطية إعلامية محلية وإقليمية فائقة وبجميع وسائل الاتصال الإعلامي والتواصل الاجتماعي، ومن جانب آخر؛ فإنه من الضروري الدعوة إلي مؤتمر التسوية النهائية بصورة عاجلة قبل مؤتمر باريس، والذي من المفترض أن يعقد قبل نهاية هذا العام، وربما تكون شرم الشيخ مكانًا مهمًا لاستضافة هذا المؤتمر، يضاف إلي ذلك ضرورة التواصل مع مراكز الأبحاث والفكر والسياسات العامة في الولايات المتحدة وأوروبا والدول الإقليمية المركزية الأخري، وعلي رأسها مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدني ومركز لندن للبحث في السياسات، ومركز كارنيجي لدراسات السلام والمعهد الدولي للسلام، هذا فضلاً عن المعهد الملكي للدراسات الإستراتيچية ومعاهد البحث في السويد والنرويج وكوريا الجنوبية واليابان والصين بقصد كسب آراء المحللين والدارسين والباحثين والكتاب، كما ينبغي التواصل مع جماعات الضغط المختلفة مثل اللجنة العامة للعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية AIPAC، والتي علي الرغم من أنها تسعي إلي تحقيق مصلحة الوطنية الإسرائيلية في المقام الأول إلا أنها يمكن أن تصير نقطة انطلاق في واشنطن للتأثير في أعضاء الكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية للانخراط النشيط في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وكذلك جماعات الضغط التي تعمل لمصلحة دول عربية بعينها، والتي يمكن أن تسهم أيضًا في كسب الأنصار سواء في الكونجرس أو الإدارة الأمريكية أو لدي الرأي العام، ونختتم بأهمية التغطية الإعلامية العربية، إذ لا يكفي أن يهتم المواطن العادي بهذه القضية ويلتزم بها علي فطرته دون أن يقدم الإعلام العربي تغطية رشيدة وفعالة ينقل عنه الإعلام الإقليمي والدولي.

وقال مفيد أبو شهالة عضو الوفد الإعلامي الفلسطيني إن القضية الفلسطينية تعاني هذه الأيام وبشكل لافت من تراجع الاهتمام العربي بتغطية الأحداث الجارية فيها، وذلك نظراً لانشغال معظم القنوات والصحف وكافة الوسائل الإعلامية العربية بالقضايا الإقليمية المختلفة التي أصبحت من دون شك أكثر سخونة، خاصة في ظل وجود صراعات عربية داخلية دامية، وهي صراعات مفتعلة تدبرها وتخطط لها وتشرف على إدارتها وتأجيجها دولٌ عظمى. ورغم ذلك فإن أحد أهم أهداف هذه الصراعات هو إضعاف القوة العربية والمحافظة على إبقاء كفة التفوق العسكري والاستراتيجي راجحة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

ولما كان الإعلام أداة هامة في الصراعات المختلفة، فقد نجحت المنظومة الإعلامية الفلسطينية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000 من تطوير ذاتها لتتغلب على منظومة العدو خلال العدوان عام 2006 و2008 و2012 و2014، ومع ذلك فإن هذه المنظومة تآكلت في جانبها التقني بسبب طول سني الحصار الإسرائيلي لفلسطين وعدم القدرة على صيانتها أو تطويرها.

كما ساهم الانقسام الفلسطيني في تراجع مكانة فلسطين الإعلامية، ولم تعد تحتل المرتبة الأولى في الأخبار خاصة عبر القنوات الإخبارية العربية والصحف والمجلات والمواقع الإخبارية العربية على شبكة الإنترنت، والتي توزعت أجنداتها إلى الصراعات والبؤر المختلفة في الإقليم وانحرفت بوصلة معظمها عن القضية المركزية الأولى للعرب.

وعلى صعيد متصل فإن الاستثمارات الاقتصادية الخاصة في مجال الإعلام تسببت بخسائر فادحة لأصحابها، مما جعل رؤوس الأموال تهرب من الاستثمار في مجال الإعلام وتطويره إلى مجالات أخرى فيها نسب المخاطرة أقل من مجال الإعلام، مما أسهم في تركيز القوة الإعلامية الباقية في أيدي الفئات السياسية المختلفة والأحزاب.

وفي ذات السياق توقفت قنوات فضائية وأرضية وإذاعات وصحف عن العمل بسبب كثرة النفقات التشغيلية وقلة العوائد، بسبب حالة الركود الاقتصادي الحاد، وتحول كثير منها إلى النشر الالكتروني وربما فقط عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ومن جهته، قال يوسف كويك مراسل قناة فلسطين اليوم: بداية نجدد الشكر لمؤسسة الأهرام علي مبادرتها ودعوتها الكريمة وهذا ليس جديدا علي هذه المؤسسة العريقة فهي بمثابة منارة الاعلام في المنطقة.

وقال: أعتقد ان الانقسام ليس موجودا في فلسطين فقط ،ولكنه موجود للاسف في معظم الدول العربية ولابد من »لم الشمل العربي « بأكمله.

وطالب «يوسف» بتسليط وتكثيف الضوء علي القضية الفلسطينية بعد التراجع الذي شهدته مؤخرا ،مطالبا ايضا بضرورة تسليط الضوء علي قضايه هامة اخري مثل قضية الأسري التي لا تقل اهمية عن الوحدة الفلسطينية.

بدوره اشار «وسام عفيفة» صحفي بصحيفة الرسالة الي خطر تطبيع بعض الدول مع اسرائيل علي القضية الفلسطينية ،قائلا : أن بعض الاعلاميين يتعامل مع الكيان الاسرائيلي وكأنه دولة عادية بالمنطقة،مؤكدا انه لابد من وجود ميثاق شرف اعلامي عربي حول هذا الامر.

فيما طالب »لؤي سالم « مدير صحيفة صوت الوطن- بتدويل القضية الفلسطينية والتأكيد علي ان اسرائيل هي دولة احتلال في جميع المحافل الدولية.

وقال «لؤي» : أختلف مع من يدعو الي حوار ثنائي بين الفلسطينيين ،حيث إننا في حاجة الي حوار وطني شامل للجميع يضم مختلف الفصائل والاطياف ،وهذا هو الحل الوحيد لإنهاء حالة الانقسام التي نعيشها حاليا من جهته قال الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الإعلام الفلسطيني عاني كثيرا في ظل الصراع الدائر والظروف الصعبة التي تمر بها غزة، وأكد أنه في نظريات حل الصراع لابد من وجود قوة دفع والدخول في مفاوضات من أجل الحل.

وقال إنه في ظل الصراع العربي ـ الإسرائيلي دائما ما كان صائب عريقات يتحدث إعلاميا عالميا، فيمكن الاستفادة من هذا الحديث كواجهة للحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام.

وأوضح الدكتور المشاط، الأستاذ بجامعة القاهرة، بخصوص الحديث عن الرباعية العربية فإن الدولة المصرية تدعم وحدة الشعب الفلسطيني، ولا تتدخل إطلاقا في الشأن الداخلي لأي دولة خاصة الدول العربية، كما ترفض التدخل في الشأن الداخلي لها أيضا، لافتا إلي وقوف الدولة مع اختيار الشعب الفلسطيني، سواء اختار الرئيس عباس أو غيره، فهذا لن يؤثر علي دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلي أنه في جميع الجامعات المصرية هناك تفاهم غير مكتوب وغير ملزم علي عدم استضافة أي أستاذ إسرائيلي في الجامعات المصرية، حتي قيام الدولة الفلسطينية، وليس للدولة علاقة بالشباب الذين يسافرون إلي إسرائيل بشكل منفرد.

وأوضح أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي مرتبط بإنشاء الدولة الفلسطينية، ومن ثم الدور المصري هو المحفز للسلام والوفاق أو التسوية الفلسطينية، منوها إلي دعوة الفلسطينيين إلي الجلوس مع إسرائيل من أجل وجود حل.

وقال المشاط: إن وصول الحزب الجمهوري إلي السلطة مرة أخري في الولايات المتحدة لا يخيفنا، لأن مبادرة حل الدولتين جاءت من الحزب الجمهوري في البداية.

وألقى الدكتور عبدالعليم محمد الكلمة الختامية للمؤتمر قائلا: فى نهاية هذه الندوة أود أن أشدد على مسألتين: الأولى دلالات عقد هذا المؤتمر والثانية محتوى المؤتمر ومهماته.

إن عقد هذه الندوة بمثابة عودة الاهتمام للقضية الفلسطينية بعد التراجع الذى شهدته هذه القضية المركزية عقب 25 يناير، وهذا الاهتمام يعنى إعادة طرح القضية على الرأى العام المصرى والنخب المهمة بالشأن الفلسطينى والصراع العربى الإسرائيلى كما أن عقد الندوة مؤشر فى استعادة مصر لدورها الإقليمى والعربى وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خاصة بعد تعافيها وبناء مؤسسات الدولة.

وتركز محتوى الندوة من خلال المتحدثين والمشاركين والحضور حول ضرورة استعادة الوحدة الوطنية ويهمنى فى هذا السياق أن أفرق بين الحق والاستحقاق، فالأول يضمنه القانون أما الثانى فيتمثل فى الأدوات والوسائل التى تمكن من استعادة الحق، فى هذا المجال فإن مطلب الوحدة الوطنية لن يتحقق لأننا نتمناه بل لأننا نعمل على تحقيقه ونحشد كافة الجهود الإعلامية والثقافية والفكرية فى اتجاه بناء أسس ومرتكزات الوحدة الوطنية.

وكذلك دفع الحالة الإعلامية الفلسطينية نحو تصحيح المسار من خلال تعزيز ثقافة الوحدة والمواطنة والابتعاد عن قاموس المستخدم الذى يعطى الأولوية للانقسام ويتجاهل الاحتلال ويخلط الأولويات.






اعضاء وفد الإعلاميين الفلسطينيين

محمد أبوجياب منسق الوفد ـ جريدة الاقتصادية، صهيب جادالله وكالة سوا، نضال المغربي وكالة رويترز، فارس الغول وكالة اسوشيتدبرس، مفيد ابوشمالة شركة سكرين الإعلامية، محمد المشهراوى قناة سكاى العربية، صالح المصرى وكالة فلسطين اليوم، ياسر ابوهين وكالة صفا، إياد القرا صحيفة فلسطين، حامد جاد صحيفة الأيام، وسام عفيفة صحيفة الرسالة، سامية الزبيدى صحيفة حر، يوسف كويك مراسل قناة فلسطين اليوم، حنان المصرى إعلامية، هانى الشاعر محلل سياسي، جمعة يونس مدير تحرير الوطنية، بسام المدهون تليفزيون دبى، محمود ابوسيدو قناة الكتاب، عماد الأفرنجى مدير قناة القدس، ياسر قديح قناة الحرة، مها البنا التليفزيون السعودى، لؤي سالم أبو معمر مدير صوت الوطن، أحمد حرب مدير مكتب قناة الكوفية، مصطفى شحادة مدير الوكالة الوطنية للإعلان، نائل غبون مدير غزة للإعلام، ذو الفقار سويرجو محلل سياسى/ صوت الشعب، حسن عبدو محلل سياسى، ابراهيم ظاهر إذاعة صوت الأقصى، عبدالناصر أبو عون إذاعة صوت القدس، رامى الشرافى جريدة القدس، رائد لافى صحيفة الخليج.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق