رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فاسكو دا جاما ..صانع مجد البرتغال

> هناء دكرورى
«لا أخشى الظلام فالموت الحقيقى أفضل لدى من الحياة دون أن أعيشها» جملة بليغة للرحالة الأشهر فاسكو دا جاما تلخص فلسفة ذلك المغامر البرتغالى فى الحياة والذى كلفه الملك بالبحث عن طريق بحرى للشرق ليصبح مكتشف رأس الرجاء الصالح أهم الاستكشفات فى تاريخ البشرية وليبقى فى الذاكرة كأول أوروبى يصل للهند عبر البحر.

وباكتشافه الطريق إلى الهند فتح دا جاما الطريق أمام البرتغال لبناء امبراطوريتها فى آسيا.وقد تجدد الحديث عن دا جاما وفتوحاته خلال الأيام القليلة الماضية مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للبرتغال ووضعه أكليلا من الزهور على ضريح الشاعر البرتغالى الأعظم لويس دى كامويش صاحب ملحمة «لوسيادا» التى يمجد فيها تاريخ البرتغال وبطولات فاسكو دا جاما. والشاعر ،الذى تتخذ البرتغال تاريخ وفاته 10 يونيوعيدا قوميا لها، مدفون فى كنيسة جورونوموس التى تضم جثمان فاسكو دا جاما ايضا.

ولد دا جاما فى سينس بالبرتغال فى عام 1460 لعائلة من النبلاء حيث كان الابن الثالث لايستافودا جاما حاكم سينس فى جنوب غرب البرتغال وزوجته ذات الأصول الانجليزية العريقة.وقد التحق فاسكو دا جاما بالبحرية فى سن مبكرة حيث تعلم فنون الملاحة.

ورغم أن دا جاما قد أشتهر بكونه الملاح الصلد الذى لا يخشى شيئا إلا أنه لم يثبت سمعته كبحار مغوار إلا عندما ارسله الملك جون الثانى فى عام 1942 إلى جنوب لشبونة ومن ثم إلى منطقة الجارف للاستيلاء على سفن فرنسية كرد فعل انتقامى من الحكومة الفرنسية انذاك لاعتراضها سفن الشحن البرتغالية .

وفى عام 1495 وبعد اعتلاء الملك مانويل العرش سعت البرتغال لاحياء حلمها السابق باكتشاف طريق تجارى مباشر إلى الهند وذلك بعد أن استطاعت البرتغال خلال الأعوام السابقة ترسيخ صورتها كواحدة من أكثر الدول نفوذا فى المجال البحرى.ويرجع الفضل فى ذلك إلى جهود »هنرى الملاح« والذى نجح فى تشكيل فريق من أمهر صانعى الخرائط والجغرافيين والملاحين وارسل سفن لاكتشاف الساحل الغربى لأفريقيا لتوسيع النفوذ التجارى للبرتغال.

ومع حلول أواخر التسعينات من القرن الخامس عشر اراد الملك مانويل استكمال طريق الاكتشافات.

رغم أن المؤرخين لم يستطيعوا تحديد الأسباب التى تم على أساسها اختيار دا جاما - الذى كان لا يزال فى ذلك الوقت مستكشفا غير ذى خبرة - لقيادة أول رحلة استكشافية للهند فى عام 1497،الا انه فى شهر يوليو من ذلك العام قاد اسطول من اربعة سفن بما فيها سفينته الشهيرة «سانت جابريل» ووجهها نحو الجنوب مستفيدا بالرياح السائدة على الساحل الأفريقى.وكان اختياره للاتجاه مغايرا لما اختاره كريستوفر كولومبوس والذى اعتقد انه وجد طريقا للهند عن طريق الابحار شرقا.

وبعد أشهر من الابحار التف حول كيب جود هوب وبدأ فى شق طريقه صعودا بموازاة الساحل الشرقى لافريقيا نحو المياه المجهولة فى المحيط الهندى.

وبحلول شهر يناير ومع اقتراب اسطوله مما يعرف الان بموزمبيق،كان الكثير من البحارة قد اصيب بالاسقربوط مما فرض على الاسطول ضرورة التوقف والرسو لمدة شهر من أجل الاستراحة وعمل اصلاحات بالسفن.

وفى ابريل وصل الاسطول الى ما يعرف الان بكينيا قبل بدء رحلة لمدة 23 يوما عبر المحيط الهندى ليصل إلى كالكوتا بالهند فى 20 مايو 1498

ولكن جهل دا جاما بالمنطقة فضلا عن افتراضه ان السكان مسيحيون ادى إلى بعض الالتباس.فسكان كالكوتا كانوا من الهندوس ولم يكن دا جاما أو بحارته قد سمعوا عن الهندوسية من قبل.

ومع ذلك فقد رحب الحاكم والمواطنون بـ دا جاما وفريقه فى كالكوتا اليمكثوا فيها ثلاثة أشهر ثم يبدأوا رحلة العودة للبرتغال فى شهر أغسطس والذى كان توقيتا سيئا للغاية حيث تزامن مع بداية الرياح الموسمية.

ومع بداية عام 1499 توفى عدد كبير من البحارة من جراء مرض الاسقربوط ،كما اضطر دا جاما الى اشعال النيران فى احدى السفن لتقليل الخسارة.وقد وصلت أول سفينة من الاسطول إلى البرتغال فى يوليو 1499 أى بعد نحو عام من مغادرة الهند.

وهكذا قطع دا جاما فى أول رحلة استكشافية له مسافة 24 الف ميل خلال عامين ولم ينج من الرحلة سوى 54 بحارا من أصل 170 بحارا.

لدى عودته إلى لشبونة استقبل دا جاما استقبال الابطال وذاع صيته.وتعد رحلته الأولى للهند حجر زاوية فى تاريخ العالم حيث تعد بداية لمرحلة طويلة من التعددية الثقافية.

وفى عام 1502 قاد رحلة أخرى إلى الهند ضمت 20 سفينة وذلك لاحكام سيطرة البرتغال على المنطقة.وبعد ثلاث سنوات عاد إلى البرتغال.

ويشير المؤرخون إلى أنه لم يتم تسجيل الكثير من المعلومات حول عودة دا جاما للبرتغال أو كيفية استقباله وان كانت هناك تلميحات إلى أن مكتشف رأس الرجاء الصالح كان يشعر بالانزعاج ازاء ما اعتبره سوء تقدير لمجهوداته. .

وقد قرر دا جاما،والذى كان متزوجا ولديه ستة أولاد،التقاعد والاستمتاع بالحياة العائلية، وان كان قد واصل تقديم المشورة للملك مانويل فيما يتعلق بالشئون الهندية. وحصل على لقب كونت فيديجويرا فى عام1519.وبعد وفاة الملك مانويل طلب من دا جاما العودة للهند للتصدى لفساد المسئولين البرتغاليين هناك. وفى عام 1524 منح الملك جون الثالث دا جاما لقب نائب ملك البرتغال فى الهند.وفى نفس العام توفى دا جاما فى كوشين بالهند نتيجة الاجهاد فى العمل وتم نقل جثمانه إلى البرتغال ليدفن فى كنيسة جورونوموس.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق