تختم «غدا الخميس» فعاليات الدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يقام فى المسرح الكبيرفى دار الاوبرا وسيتم تكريم النجم الكبير يحيى الفخرانى ثم يتم اعلان جوائز المسابقة الدولية للمهرجان التى يشارك بها 16فيلما
وينافس الفيلم المصرى «البر التانى» للمخرج على ادريس وبطولة محمد على بقوة على جوائز المهرجان لتناوله قضية عالمية وهى الهجرة غير الشرعية التى اصبحت محور احداث العالم، وعرض خلال ايام المهرجان اكثر من 200 كما اقيمت ندوات كثيرة ما بين ندوات تكريم ومناقشة المشكلات التى تواجه صناعة السينما.
وكان لوجود فيلم سعودى فى الدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى حدثا يستحق التوقف والاشارة والاشادة بكل من شارك فيه، ففيلم «بركة يقابل بركة»..، وصفه كثير من المعنيين بشئون السينما بانه يعد بمثابة القنبلة التى تفجر اعراف وسياسات يعيشها المواطن السعودى كأمر واقع، وقال الناقد خالد محمود ان فيلم «بركة يقابل بركة» يمهد بحق لثورة قادمة فى المملكة، ليست فقط سينمائية، بكسره كل التابوهات، ولكن اجتماعية ايضا، وأشار إلى أنه كشف العمل بأدواته عن الدوافع والأسباب التى تجعل التمرد على عادات وتقاليد ومقدرات وسياسات بات امرا حتميا. فمضمون الفيلم يحتوى كل ذلك وأكثر، رغم أن احداثه تدور فى إطار كوميديا رومانسية، حيث يدين طوال الأحداث قوانين عدة، بل ويثبت ان رشوة الموظف العام مبدأ قائم، وان احتلال الشيوخ منابر الفضائيات حقيقة وليست أوهاما، وأن هناك تزمتا كبيرا تجاه وجود الفنون، وحق الشباب فى الحب، وحرية المرأة.والفيلم الذى صور بالكامل فى جدة، وهو صناعة شبه محلية بالكامل، ويتناول قصة جيل الشباب بكل تحولاته ومظاهره العفوية، من خلال قصة حب غير تقليدية، طرفها بركة «هشام الفقيه» وهو موظف البلدية الذى يعمل على ضبط المخالفين من الباعة والمقاولين، والطرف الثانى فى قصة الحب «بيبى» فاطمة النبوى، الفتاة الأكثر شهرة فى عالم الانستجرام، التى تعيش مع عائلة ثرية بالتبنى، لكنهما لا يعرفان فيما بعد كيف يلتقيان أو يأخذان فرصتهما كى تنمو المشاعر، فكل شىء ممنوع، حتى مجرد الحلم بفتاة الأحلام.
وأكدالناقد خالد محمود أن المخرج محمود صباغ راهن على تحقيق حضور متميز فى المهرجان، لأن الجميع كان يريد ان يرى ما تطرحه سينما آتية من بلد لا يعرف أى مظاهر للسينما رسميا منذ عام 1979 وهو ما يتحقق.
من جانبه قال المخرج محمود صباغ فى الندوة التى عقدت عقب عرض الفيلم ضمن برنامج آفاق السينما العربية: فى السبعينيات كان مجتمعنا منفتحا.. مضيفات الطيران كن يرتدين ملابس قصيرة وأم كلثوم تظهر على شاشة التليفزيون. القانون الاجتماعى كان متسامحا فماذا حدث لنا كشعب؟ هذا هو ما يطرحه الفيلم.
وعن الصعوبات التى واجهت تصوير الفيلم داخل السعودية قال صورت هذا الفيلم بتصريح مسلسل. فقد طلبت من وزارة الإعلام تصريحا للتصوير فأعطونى تصريح تصوير مسلسل تليفزيونى، لأن مفهوم تصوير فيلم سينمائى لم يعمم بعد.
وعن ترشيح السعودية رسميا للفيلم (بركة يقابل بركة) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، قال صباغ: أنا لا يعنينى الأوسكار. ما يعنينى أكثر أن أقدم قصة مؤمنا بها وتصل للناس. جائزتى الأكبر لم تكن المشاركة فى مهرجان برلين ولا تورونتو ولا القاهرة.. جائزتى كانت أن يعرض الفيلم فى السعودية وحاربت وفشلت.
رابط دائم: